‘أبوستروف: لماذا تتدخل كوريا الشمالية في الصراع السوري؟’

10 أيار (مايو - ماي)، 2017
7 minutes

[ad_1]

على الرغم من أن الحرب الأهلية التي اندلعت سنة 2011، في سوريا مثّلت مأساة بالنسبة للملايين من البشر في كافة أنحاء العالم وليس في سوريا فقط، إلا أنها لم تكن كذلك بالنسبة للنخبة الحاكمة في كوريا الشمالية، إذ لعبت هذه الأخيرة دورا هاما في هذا الصراع. والجدير بالذكر، أن كوريا الشمالية، منذ سنة 1960، تقوم ببيع الأسلحة والمعدات العسكرية إلى سوريا بالإضافة إلى تقديم العديد من أنواع المساعدات الأخرى على الصعيد العسكري. والأهم من ذلك، أن بيونغ يانغ ساعدت دمشق في تطوير الأسلحة الكيميائية وبرنامج الصواريخ البالستية منذ اندلاع الحرب.

علاقات ودية

في الوقت الراهن، تواجه كوريا الشمالية العديد من العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة على خلفية التجارب النووية المستمرة، بالإضافة إلى مساعدتها لسوريا، رغم نفي بيونغ يانغ لذلك. وعلاوة على ذلك، توجد العديد من الأدلة التي تشير إلى وجود نفس المواد التي تستعملها كوريا الشمالية في الأراضي السورية. وأضاف بروس باختول أستاذ العلوم السياسية، في جامعة ولاية سان أنجيلو، بتكساس، أن سوريا تعدّ بالنسبة لكوريا الشمالية بمثابة “منجم ذهب”، وستواصل العمل حتى لا يسقط النظام السوري وحتى لا يلحق أي ضرر بمصالحها في حال تم وضع نظام جديد في سوريا.

وفي السياق نفسه، زوّدت بيونغ يانغ النظام السوري بالعديد من المستشارين والخبراء العسكريين والقوات الكورية الشمالية، حتى يكتسبوا خبرة من خلال الصراع السوري، مما يعني أن كوريا الشمالية تعتبر الحرب السورية درسا يجب التعلم منه. والجدير بالذكر، أن كوريا الشمالية قد تواجه في المستقبل العديد من المعارك وترغب في أن تكون على أتم الاستعداد لذلك. كما أن العديد من الخبراء أكدوا في بحوثهم أن “كوريا الشمالية بصدد تجربة الأسلحة الكيميائية ضمن الحرب الأهلية السورية حتى تتحقق من مدى قوتها العسكرية في حال نشب بينها وبين نظيرتها الجنوبية نزاع في المستقبل”.

علاوة على ذلك، تجمع بين كوريا الشمالية وسوريا العديد من القواسم المشتركة، فكلاهما أنظمة ديكتاتورية وعملاء سابقين للاتحاد السوفيتي. كما أن كلاهما خاضع لعقوبات اقتصادية من طرف الولايات المتحدة الأمريكية، على خلفية ممارستهما المناهضة للأمن والسلام الدولي. وتتشابه كل من كوريا الشمالية وسوريا في مناهضة الإمبريالية. والجدير بالذكر، أن علاقة ودّ تجمع بين بيونغ يانع ودمشق منذ عدة عقود، خاصة وأن الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره الكوري كيم جونغ أون، توارثا العلاقات الوثيقة بين بلديهما عن آبائهما حافظ الأسد وكيم جونغ إيل.

وبعيدا على تاريخ هذه العلاقات، فإن العديد من الإشارات تؤكد أن العلاقات في الوقت الراهن تعدّ متينة بين نظامي الحكم في بيونغ يانغ ودمشق. ففي حين تفعالت كل دول العالم مع أحداث الهجوم الكيميائي في سوريا ضد المدنيين ونددت بممارسات الأسد، تجاهل الرئيس الكوري المأساة وهنأ نظيره السوري بمناسبة الذكرى السنوية لحزب البعث السوري الحاكم (حزب البعث العربي الاشتراكي السوري). وفي هذا الصدد، نشرت وكالة الأنباء الرئيسية، في كوريا الشمالية، والتي تخضع لسيطرة الحكومة، بانتظام أهم النقاط التي تخص العلاقات بين البلدين.

وكدليل على الود الذي تتسم به العلاقات بين بيونغ يانغ ودمشق، طلبت سوريا من كوريا الشمالية مراقبة الانتخابات الرئاسية سنة 2014. وفي نهاية سنة 2015، أطلقت دمشق اسم مؤسس كوريا الشمالية كيم إيل سونغ على إحدى الحدائق في دمشق في حركة رمزية لتكريم الزعيم الراحل.

مورد للأسلحة

يذكر الخبراء والمحللين أن السوريين قاموا بزيارة كوريا الشمالية عدّة مرات عديدة من أجل إبرام صفقات السلاح. وتجدر الإشارة إلى أنه وفقا لتقارير الأمم المتحدة سنة 2012، فإن كوريا الشمالية على الرغم من العقوبات تقوم بإرسال معدات عسكرية إلى سوريا على غرار الأسلحة المدفعية. ومنذ اندلاع الحرب السورية، تمت مصادرة ومنع العديد من السفن المحملة بالأسلحة التي كانت متجهة إلى سوريا والقادمة من كوريا الشمالية.

خلال سنة 2013، اعترضت السلطات التركية سفينة ليبية كانت متجهة إلى سوريا ومليئة بالأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية والمواد الكيميائية القادمة من كوريا الشمالية. وفي نفس السنة تم وقوع تفجير كيميائي في غوطة دمشق أسفر عن مقتل المئات من المدنيين. وفي مايو/أيار سنة 2012، صادرت السلطات الكورية الجنوبية سفينة شحن مليئة بالصواريخ القادمة من كوريا الشمالية والتي كانت متجهة إلى سوريا.

ولم يقتصر ذلك على المجال البحري فقط، ففي أيلول/سبتمبر من سنة 2012، رفضت العراق السماح بمرور طائرة قادمة من كوريا الشمالية من مجالها الجوي، حيث شكّت أنها بصدد نقل مجموعة من الأسلحة إلى الأسد. وقد ساعدت كوريا الشمالية سوريا على إنشاء مفاعل نووي على أراضيها، إلا أن إسرائيل قامت بتدميره في غارة جوية سنة 2007. وخلال سنة 2013، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الأسد قام بتعيين 12 طيار من كوريا الشمالية لمكافحة الانشقاقات بين الطيارين في القوات الجوية السورية.

ووفقا لما ذُكر آنفا، لعب المستشارون من كوريا الشمالية دورا هاما في الصراع السوري. وفي الواقع، “ونظرا لتاريخ العلاقات الكورية الشمالية-السورية، سيكون من المثير إن لم تتدخل كوريا الشمالية في الصراع السوري ولم تقم بإرسال أي من المستشارين العسكريين والمدربين والخبراء لمساعدة بشار الأسد في حربه ضد المعارضين لحكمه” وفقا لما قاله المحلل السياسي ألكسندر منصوروف. في المقابل، نفى السفير السوري في كوريا الشمالية، تمام سليمان، تقديم مساعدة كورية شمالية للحكومة السورية.

بالإضافة إلى ذلك، يجدُر التأكيد على أن الصين، الشريك التجاري الرئيسي لكوريا الشمالية، تبدو على قناعة تامة بضرورة فرض عقوبات على جارتها حتى لا تتمادى. وفي المقابل، يبقى من المهم بالنسبة لبيونغ يانغ تطوير وتنمية قطاع بيع الأسلحة، ولهذا تعد الحرب السورية فضلا عن القتال إلى جانب بشار الأسد من أولويات الحكومة الكورية.

المادة مترجمة عن صحيفة أبوستروف للإطلاع على المادة الأصلية هنا

[ad_1] [ad_2] [sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]