سعد الله ونوس …الإيمان بالمسرح أداة للتغيير
12 مايو، 2017
جيرون
كاتب ومؤلف مسرحي سوري، أوجد مسرحًا جديدًا، وآمن بـ “الكلمة الفعل”؛ فاستطاع أن يخلقَ مسرحًا وجوديًا فلسفيًا، يُعنى بقضايا المواطن والوطن والوحدة العربية التي طالما تغنّى بها وانتقد هداميها.
ولد سعد الله ونوس، في قرية حصين البحر القريبة من طرطوس عام 1941 لعائلة فقيرة، تلقى تعليمه الثانوي في طرطوس، عُرف عنه حبّه القراءة منذ صغر سنه، إذ كان عمره 12 عامًا عندما اقتنى أول كتاب، وهو (دمعة وابتسامة) لجبران خليل جبران.
امتد شغفه بالقراءة، فطالع أبرز نتاج الأدب المصري، وتنوعت قراءاته بين (طه حسين، عباس العقاد، ميخائيل نعيمة، نجيب محفوظ، يوسف السباعي، وإحسان عبد القدوس، وغيرهم).
نال الثانوية العامة عام 1959، وسافر إلى القاهرة في منحة دراسية للحصول على ليسانس الصحافة، من كلية الآداب جامعة القاهرة، وفي أثناء دراسته وقع الانفصال بين وحدة مصر وسورية؛ فعبّر ونوس عن حزنه وتعاسته إزاء هذه الحادثة بكتابة مسرحية طويلة، بعنوان (الحياة أبدًا) عام 1961، ولم تُنشر.
حصل عام 1963 على ليسانس الصحافة، وعاد إلى دمشق حيث عُين مشرفًا على قسم النقد في مجلة (المعرفة) التي تصدر عن وزارة الثقافة، وأصدرت المجلة عام 1964 عددًا خاصًّا عن المسرح، كتب فيه قسمًا عن مصر، ودراسة عن مسرح اللامعقول عند توفيق الحكيم، وبعد ثلاث سنوات من عمله في المجلة، سافر إلى فرنسا لدراسة الأدب المسرحي في معهد الدراسات المسرحية التابع لجامعة السوربون.
في أثناء وجوده في فرنسا، وصلته أخبار نكسة 1967 فتأثر بها كثيرًا، وعدّها هزيمة شخصية له، وعبّر عن هذا في مسرحيته التي كتبها في العام التالي للنكسة بعنوان (حفلة سمر من أجل 5 حزيران) وقد حقق هذا العمل المسرحي نجاحًا باهرًا، وعُدّ قفزةً نوعية في تاريخ ونوس الفني والأدبي.
في أوائل التسعينيات، كتب مجموعة مسرحية سياسية، سجّلت اسمه في عالم المسرح والنضال السياسي معًا وهي: (الاغتصاب، منمنمات تاريخية، طقوس الإشارات والتحولات، أحلام شقية، يوم من زماننا، ملحمة السراب، وبلاد أضيق من الحب).
آمن ونوس بقدرة المسرح على التغيير الإنساني المنشود، وتحفيز الحوار بين أبناء المجتمع، وأرسى دعائم المسرح السياسي أو (تسييس المسرح) عبر طرحه القضايا السياسية المعقدة بقوالب قصصية مخففة، تصل للأمي وتُبهر المثقف.
توفي عام 1997 بعد صراع مع المرض دام أعوامًا، وكانت تلك الفترة في حياته هي الأكثر إبداعًا وإنتاجًا بالنسبة إليه؛ إذ كان يرى في الكتابة حياة وشفاء.
أرّخ، في أعماله المسرحية، الهزائمَ العربية التي أدت إلى تفكك العرب وضياع هويتهم وأهدافهم؛ وقال عن حرب الخليج: “أشك في أنها كانت السبب المباشر لإصابتي بمرض السرطان، وليس مصادفة أن يبدأ الشعور بالإصابة بالورم في أثناء الحرب والقصف”.
[sociallocker] [/sociallocker]