بالوثائق: هكذا يتم بيع حي القابون الدمشقي 


المصدر: مراسل سوري

اقتراح بتحويل الحي إلى شيء أشبه بسوق الهال، وفتح “بسطة” وصراخ للراغبين بالخروج إلى الشمال السوري، هكذا كان رأي “أبو زاهر المدني” أحد وجوه الحي، وشقيق “أبو رضا المدني” قائد اللواء الثامن في القابون، والذي يُعتبر جزء من جيش الإسلام العامل في الغوطة الشرقية.

في تسريب صوتي لأبو زاهر، أرسله إلى “صلاح الخطيب” الملقب بــ “أبو ياسين البلوة” أحد مسؤولي التفاوض في الحي المقيمين في دمشق، أكد له أن أمور المفاوضات تجري في الحي على قدم وساق، وأن جميع القادة العسكريين أبدوا الموافقة السرية على تسليمه، بما فيهم قادة فيلق الرحمن وأحرار الشام في القابون، ولكن وبحسب كلام أبو زاهر أن المفاوضين يماطلون لحفظ ماء الوجه والمقاومة قدر الإمكان قبل التسليم، عبر زج عشرات الشباب إلى جبهات الحي لموت محتم، في الوقت الذي يُفاوض فيه هؤلاء على تسليمها عبر طريقة مشابهة لأسلوب بائعي الخضار في مزادات سوق الهال .

التسجيل التالي هو رسالة “ابو زاهر المدني” إلى “صلاح الخطيب” 

ويسيطر على حي القابون بشكل رئيسي ثلاثة قوى فاعلة، اللواء الثامن التابع لجيش الإسلام يقوده “أبو رضا المدني”، وفصيل يتبع لفيلق الرحمن كانت قيادة الفيلق قد اعتقلت قائدة “أبو مسلم الطيب” في الغوطة الشرقية بتهمة نية مصالحة النظام في حي القابون، وحركة أحرار الشام الإسلامية التي يتزعمها “أبو راشد الحوت” والذي كان قد اجتمع بوفد روسي في حي القابون قُبيل الحملة العسكرية التي بدأت في 18 شباط الماضي، حيث أنه وبحسب تقرير سابق لــ “مراسل سوري” أن “الحوت” قد فاوض الروس باسم القابون في ذلك الوقت، على تسليم القابون دون عمل عسكري مقابل تسليم الأنفاق التي تربط الحي في الغوطة الشرقية للنظام السوري وإخراج “تنظيم القاعدة” الممثل بهيئة تحرير الشام والخضوع لتسوية محلية، لكن الخلاف كان على مصير الأنفاق حال دون إكمال الاتفاق مع الروس، فأبو راشد وغيره، لا يريدون إغلاق كافة الأنفاق لتبقى لهم جزء من التجارة إلى الغوطة الشرقية .

صلاح الخطيب، أو المعروف بــ “البلوة” أحد أصحاب السوابق الذي أخرجه النظام من سجن عدرا المركزي، بعد سنوات قضاها في قضايا الإتجار بالمخدرات والممنوعات، وظهر فجأة في السنوات الأخيرة كوجه من وجوه التفاوض في الحي، بالاشتراك مع “سميح البغدادي” و “أبو ياسين القاضي”، كوسطاء بين النظام والفصائل العاملة والفعاليات المدنية في القابون. الخطيب، او البلوة كما تُلقب عائلته أكثرهم وصولاً، فبحسب التسجيلات المنسوبة له أنه على علاقة وثيقة بــ “ماهر الأسد” شقيق رأس النظام السوري، واللواء “جميل الحسن” رئيس شعبة الاستخبارات الجوية، إضافة إلى العميد “قيس فروة” التابع للحرس الجمهوري، والذي تسبب بتهجير أهالي قدسيا والهامة وداريا ومعضمية الشام ووادي بردى، ليتسلم أخيراً ملف الأحياء الشرقية لدمشق .

الخطيب وفي رسالة صوتية أرسلها إلى “أبو زاهر المدني” وافق فيها على طلبه بتحويل المفاوضات في الحي إلى “بسطة في سوق الهال” ، ووضع كرسي وطاولة والنداء على من يريد الخروج دون أدنى شروط واضحة لذلك التفاوض، فيما أثنى على العميد “قيس فروة” الذي دمر آلاف المنازل في أحياء دمشق على مجهوده في تلك المفاوضات، وأكد علاقته بمسؤولين كبار داخل النظام السوري.

الخطيب أيضاً قال أنه كان ينوي تحويل القابون إلى “باريس” عبر مفاوضات قدمها على “طبق من ذهب” بحسب تعبيره، وفتح خط تجاري مع الغوطة الشرقية.

المفاوض الذي قام بمدح فروة، واصفاً إياه بالمحترم، لم يذكر أي صفة لماهر الأسد قبل ذكره اسمه، فيما وصف الأسد بكلمة “السيد الرئيس” مؤكداً ما قاله “أبو زاهر المدني” في التسجيل الأول أن جميع القادة موافقين على شروط النظام، لكنهم ينتظرون “كبش فدا” ليتحمل مسؤولية التفاوض بالكامل .

التسجيل التالي هو رد “صلاح الخطيب” إلى “ابو زاهر المدني” 

أما التسجيل الثالث والذي حصلت عليه شبكة “مراسل سوري” فهو من “أبو رضا المدني” قائد اللواء الثامن في حي القابون، والتابع لجيش الإسلام كما ذكرنا سابقاً، موجهاً إلى “أبو ياسين القاضي” أحد وجوه لجنة التفاوض، يصرح فيه وبشكل علني عن عدم انخراطه بأي معارك قادمة، ونيته الجدية بالانسحاب إلى الغوطة الشرقية، مؤكداً أن ما يقوم به حالياً هو حقن لدماء مئات الشباب في حي القابون .

التسجيل التالي هو رسالة “ابو رضا المدني” قائد اللواء الثامن في القابون إلى “ابو ياسين القاضي” عضو لجنة التفاوض

وكان حي القابون قد شهد عدة مفاوضات منذ أشهر إلى الآن بعضها بشكل مباشر مع النظام، وبعضها الآخر عبر وسطاء من حي برزة كما حصل في بداية الحملة العسكرية، جميعها بائت بالفشل نتيجة عدم الوصول لقرار جماعي من قبل القيادات العاملة في الحي، في ظل عمليات عسكرية خلفت العشرات بين شهداء وجرحى، ودماراً كبيراً في البنى التحتية للحي والسيطرة على عدة أنفاق من قبل النظام السوري تربط الأحياء الشرقية ببعضها، وبمدن الغوطة .





المصدر