طهران وواشنطن… من يسيطر على الحدود السورية العراقية أولًا
17 مايو، 2017
جيرون
أطلقت قوات الحشد الشعبي الموالية لإيران في العراق، قبل أيام قليلة، معركة جديدة سمّتها “عمليات محمد رسول الله الثانية” بهدف السيطرة على المناطق الحدودية مع سورية غرب مدينة تلعفر، بمساندة واسعة من سلاح الجو العراقي وصنوف من الأسلحة الأخرى، وفق ما أكده مركز (الروابط) للبحوث والدراسات الاستراتيجية العراقي.
يأتي هذا التقدم الأخير، بعد أيام فقط من سيطرة الحشد الشعبي على قضاء الحضر، في فترة قياسية لم تتجاوز 48 ساعة؛ لتتمكن هذه الميليشيات من تشديد قبضتها على الهدف الاستراتيجي الذي تسعى إليه القوات الإيرانية وميليشياتها، وهو السيطرة على منطقة الحدود العراقية السورية، والتقدم بعرض 60-70 كم إلى عمق الحدود المشتركة مع سورية؛ ما يفتح باب الصراع الشرس مع الولايات المتحدة الأميركية، في ظل التنافس على بسط النفوذ في العراق والمنطقة، وستكون الحدود السورية العراقية المحور الجديد له.
بدأت القوات الأميركية بتسيير دوريات في صحراء الأنبار الغربية، لاستطلاع المنطقة استعدادًا لإطلاق معركة في أعالي الفرات؛ لاستعادة آخر ثلاث بلدات، يسيطر عليها تنظيم (داعش) في المحافظة، وهي: راوة وعنة والقائم. وهي معاقله الأخيرة في الصحراء الغربية التي يشترك فيها العراق مع سورية والأردن، ولكن بدء العملية مرهون بانتهاء معركة الموصل، حيث تتخذ الولايات المتحدة الأميركية مقاتلي عشائر السنة في الأنبار حلفاء لها في معركة السيطرة على الحدود السورية العراقية.
أما إيران التي تتخذ ميليشيا الحشد الشعبي رأسَ حربة، في بسط نفوذها على العراق، فتدرك جيدًا أهمية الطريق البري الذي يصلها بسورية، فيما تحاول الولايات المتحدة الحدّ من نفوذ إيران في العراق وسورية؛ لذلك تحاول جاهدة السيطرة على هذه الحدود، لمنع إيران وميلشياتها من بسط نفوذها عليه، ولإجبارها على التنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية. فالصراع على الحدود بين الطرفين ليس صراعًا عسكريًا فحسب، بل صراعًا سياسيًا لفرض كل طرف أجنداته الخاصة من أجل تقاسم النفوذ في المنطقة.
هذا الصراع -السباق- بين الطرفين بدأ يتمدد إلى داخل الحدود السورية، فقد أفادت تقارير إخبارية بأن ميليشيات تابعة للنظام وإيران سيطرت على منطقة السبع بيار في البادية السورية، وبدأت بإرسال تعزيزات عسكرية ضخمة، بهدف قطع الطريق على قوات المعارضة السورية المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية، وتحاول طرد تنظيم “داعش” من منطقة البادية السورية والسيطرة على المناطق الحدودية مع العراق.
ويبلغ طول الحدود السورية العراقية نحو 600 كم، تمتد من محافظة الأنبار جنوبًا وحتى محافظة نينوى شمالًا، وهي حدود صحراوية تضم ثلاثة معابر هي: معبر الوليد-التنف، وتسيطر عليه القوات العراقية، ومعبر القائم-البوكمال، ويسيطر عليه تنظيم “داعش”، ومعبر ربيعة-اليعربية، وتسيطر عليه قوات البشمركة الكردية.
[sociallocker] [/sociallocker]