الإضراب يعم الأراضي الفلسطينية دعمًا للأسرى


جيرون

أعاد إضراب الأسرى الفلسطينيين، داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، “الحركة الأسيرة” إلى موقعها، ضمن خارطة النضال السياسي والشعبي الفلسطيني، وهي الحركة التي دفعت، على مدار عقود مضت، العديد من الشهداء، وحملت في محطات كثيرة أعباء الثورة الفلسطينية المعاصرة، ولعبت أدوارًا محورية في تكريس مفهوم الوحدة الوطنية والشراكة، عبر تقريب وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية، من داخل المعتقلات.

دخل إضراب الأسرى شهرَه الثاني، ورافقه حراك شعبي داخل الأراضي المحتلة، تكلل اليوم بإضراب شامل في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، وحتى في المناطق العربية داخل الخط الأخضر، وهو ما يؤشر بوضوح إلى أن الإضراب الذي بدأ بمطالب حياتية للأسرى، تطور سريعًا ليغدو حاملًا لمطالب وطنية سياسية، تشكل جوهر القضية الفلسطينية. وفق”الاناضول”

دعت “اللجنة العليا لإسناد إضراب الأسرى” إلى الإضراب، أمس الأحد، ولقي، اليوم الإثنين تجاوبًا كبيرًا، فقد خيم الشلل التام على كامل الضفة الغربية وقطاع غزة ومدينة القدس، وعدد من المناطق المحتلة عام 1948، وهو ما يعطي مؤشرات قوية بأن الحركة الأسيرة بدأت تعيد -إلى حد ما- ترتيب الأولويات الفلسطينية.

مظاهر الدعم الشعبي لم يعبّر عنها إضراب اليوم فحسب، فمنذ نحو شهر تشهد مناطق الضفة الغربية والقدس مواجهات يومية، بين شبان فلسطينيين وجنود الاحتلال الإسرائيلي، سقط خلالها شهداء وجرحى، في مشهد يعيد إلى الأذهان أحداث الانتفاضتين الفلسطينيتين الكبريين، عامَي 1987، و2001.

من جهة أخرى، أعاد إضراب الأسرى الفلسطينيين الأسئلةَ المتعلقة بأدوات الصراع مع الاحتلال وعن أكثرها نجاعة، وكيف يمكن إدارة القضية الفلسطينية ضمن أوضاع المنطقة المتفجرة.

يرى العديد من المهتمين، بالشأن الفلسطيني، أن الإجابة على هذه التساؤلات وغيرها، وبخاصة السؤال المتعلق بتطور الإضراب إلى انتفاضة شاملة، تتوقف أولًا على مدى قابلية القيادة الفلسطينية -بشقيها- استيعاب أن المشروع التفاوضي بأدواته القديمة فشل، وأوسلو أصبح من الماضي، وبالتالي المبادرة إلى إنهاء الانقسام وإعادة الاعتبار للأهداف الوطنية الفلسطينية بالتحرر والاستقلال.

ومن ثم، فإن الإجابة على الأسئلة السابقة ترتبط أيضًا بعامل آخر، وهو مدى التصاق الفصائل الفلسطينية بالقواعد الجماهيرية، بما يساعد على قيادة الحراك الشعبي، ويدعمه كي لا يدخل الوضع الفلسطيني في ما يشبه الفوضى، كما حصل في انتفاضة الأقصى، قبل أكثر من عقد من الزمن.

في المقابل يبدو أن المشهدَ الغائب، عما يحدث اليوم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مخيماتُ الشتات التي خبا صوتها، ولعل أبرز أسباب ذلك الصراع المتواصل في سورية، منذ أكثر من 6 سنوات، وما نتج عنه من تدمير للمخيمات وتهجير لأهلها، ومثالها الأكبر مخيم اليرموك، جنوب العاصمة السورية دمشق.

بالتالي إلى أي مدى يمكن أن ينجح إضراب الحركة الأسيرة في إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية على المستوى الوطني والإقليمي الدولي؟ يبقى هذا حتى اللحظة رهن قيادة فلسطينية تبدو -في أحسن أحوالها- مجردَ حارس حدود للاحتلال من دون أي مقابل، وهو ما يعزز وجهة نظر كثيرين بأن أي انتفاضة فلسطينية في الوقت الحالي، من دون ترتيب الوضع الداخلي والتوافق على إصدار شهادة وفاة بحق أوسلو، لن تجلب للفلسطينيين سوى مزيد من الهزائم والشتات.

جدير بالذكر أن عدد الأسرى الفلسطينيين، داخل سجون الاحتلال، بلغ وفق بعض التقديرات نحو 8000 أسير، في حين تشير إحصاءات أخرى إلى 11500 معتقًلًا، ويقود الإضراب الحالي مجموعة من قيادات الفصائل الفلسطينية المعتقلين، على رأسهم عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مروان البرغوثي.




المصدر