ميليشيات النظام وشبيحته.. هاجس يلاحق سكان الوعر ممن فضلوا البقاء في حيهم.. وهذه أبرز مخاوفهم


تتعزز مخاوف لدى أهالي حي الوعر في مدينة حمص، بعد تهجير الأهالي المعارضين لنظام الأسد ومقاتلين مع عوائلهم باتجاه الشمال السوري، وأبرز تلك المخاوف، هي دخول ميليشيات شيعية وشبيحة موالين للنظام من المناطق المجاورة للحي خلافاً لما تم الاتفاق عليه مع الضباط الروس.

وخرجت أمس الإثنين، أخر دفعة من سكان حي الوعر، وبقي في الحي قسم كبير من العوائل التي رفضت الخروج بحكم توقيعها تسويات مع النظام.

الناشط الإعلامي جلال التلاوي من حي الوعر، تحدث لـ"السورية نت" أن قسم كبير من الأهالي الرافضين الخروج من الحي، ينتابهم قلق وخوف  من دخول ميليشيا "لواء الرضا (مقاتلين شيعة)"  للحي، إلى جانب شبيحة من قرية المزرعة المجاورة.

وأضاف التلاوي أنه قبل خروجه من الحي، بدأت حافلات تتضمن عناصر من الأفرع الأمنية وميليشيات الشبيحة تدخل إلى الوعر، بعكس الاتفاق الموقع"، مشيراً أن "الشرطة العسكرية الروسية اكتفت بالتحرك بعرباتها عند شارع الرئيس والغابة ولم تدخل الكتيبة الروسية أبداً لداخل الحي و هذا ما يعزز مخاوف سكان الحي من حدوث عمليات اعتقال وقتل بحق الأهالي الباقين، خاصة في ظل غياب الإعلام بعد خروج ناشطين الحي نحو الشمال".

وسبق أن حصلت عمليات اعتقال وقتل بحق مدنيين في مناطق سورية أخرى، بموجب اتفاقيات التهجير، كمدينة قدسيا بريف دمشق، حيث اعتقلت قوات النظام الشباب، بحجة الخدمة الإلزامية وزجتهم على جبهات القتال.

وبدأت القنوات التلفزيونية الموالية للنظام، الترويج لعودة الحياة إلى الوعر، بعد خروج المعارضة، كذلك من خلال التحضير لسباق ماراثون ينطلق من حمص القديمة والتي سبق تهجيرها في عام ٢٠١٣ وصولاً إلى حي الوعر الذي هجر في ٢٠١٧ وقد غاب عن تحضيرات الماراثون صور الدمار الهائل في الأبنية نتيجة قصف قوات النظام، وأن من بين المشاركين نسبة كبيرة ممن شاركوا في تهجير أهالي تلك المناطق.

يشار إلى أن المعارضة السورية ونظام الأسد توصلا إلى اتفاق، برعاية روسية، يوم الاثنين 13 مارس/ آذار 2017، يقضي بخروج المقاتلين والمدنيين من حي الوعر على دفعات، لتصبح مدينة حمص خالية تماماً من أي تواجد لقوات المعارضة.

ويتضمن الاتفاق أيضاً، نشر كتيبة عسكرية روسية من (60 إلى 100 شخص) بينهم ضباط روس سيدخلون إلى حي الوعر، مهمتهم حفظ الأمن وعدم التعرض للأهالي من قبل ميليشيات النظام.

وشهد الحي قبيل الاتفاق، حصار خانق من قوات النظام وميليشياته، في ظل حملات عسكرية عديدة وقصف يومي أودى بحياة المئات، في ظل نقص كبير في المواد الغذائية والأدوية والتي منعت من دخول الحي.

وتسبب نظام بشار الأسد في تهجير مئات آلاف السكان من منازلهم، وأجبرهم على تركها عنوة مهدداً إياهم بالموت عبر القصف إذا لم يخلوا أحيائهم، كما حصل بشكل رئيسي في داريا والمعضمية والزبداني ومضايا بريف دمشق، والأحياء الشرقية لحلب، وأرياف حمص وحماه.




المصدر