"لماذا لا تحمي روسيا نظام الأسد من الضربات الجوية؟".. سؤال يزعج إيران وصداه يصل لوسائل إعلام البلدين


تكشف وسائل إعلام تابعة لإيران وروسيا جانباً مخفياً من مآخذ البلدين على أدائهما في سوريا، لتتكلم بما لا ينطق به مسؤولو البلدين على وسائل الإعلام، وهو ما يعكس وجود انتقادات متبادلة للحليفتين الرئيسيتين لنظام بشار الأسد.

وأثارت الضربات الجوية المتزايدة لقوات الأسد من قبل طيران التحالف الدولي بقيادة أمريكا، أو الطيران الإسرائيلي، تساؤلات حول جدوى منظومة الصواريخ التي تفاخرت روسيا بنشرها في القواعد العسكرية الواقعة بالمنطقة الساحلية غرب سوريا، سيما وأن موسكو ادعت مراراً قدرتها على ردع أي هجوم جوي بسبب وجود منظومة صواريخ S300 وS400.

وكان التحالف الدولي قد قصف ميليشيات شيعية موالية لإيران والأسد كانت متجهة صوب معبر التنف الواقع في المنطقة الحدودية بين سوريا والأردن يوم 18 أبريل/ نيسان 2017. وكان اللافت أن روسيا علمت بالضربة الجوية لتلك القوات التي تدعمها إيران لكنها لم تستطع منعها.

وتثير وسائل إعلام إيرانية تساؤلات حول سبب الصمت الروسي الدائم على قصف الطيران الأمريكي أو الإسرائيلي لقوات الأسد والميليشيات المساندة له وعدم منعه أو مواجهته، خصوصاً عندما قصفت الولايات المتحدة قاعدة الشعيرات العسكرية في أبريل/ نيسان الماضي، رداً على ارتكاب الأسد مجزرة بالسلاح الكيماوي في خان شيخون بريف إدلب راح ضحيتها 100 مدني فضلاً عن إصابة مئات آخرين.

قناة "الميادين" التي تقف ورائها طهران، نشرت أول أمس مقالاً للكاتب عبد الستار قاسم، وهاجم فيها الموقف الروسي حيال عدم التحرك لحماية النظام وميليشياته، واختار عبارة "صواريخ روسيا المضادة للطائرات لا تعمل" عنواناً لمقاله وهو ما أثار حفيظة وسائل الإعلام الروسية.

وتساءل الكاتب في مقاله قائلاً: "لماذا أرسلت روسيا صواريخها إلى سوريا إذا كان سيتم التحفّظ عليها في المخازن؟ وكيف تشعر روسيا عقب كل عدوان أميركي يتحدّى دفاعها عن الأرض السورية؟ هناك خلل كبير يتميّز بتردّد روسيا في اتخاذ قرارات يمكن أن تمسّ الأميركيين. لكن الأميركيين لا يتردّدون في العدوان، وسيستمرون في عدوانهم ما داموا مطمئنين أن أحداً لن يتصدّى لهم. مطلوب ألا تتحوّل الشجاعة إلى تهور، وألا تتحوّل المخاوف إلى جبن".

وسرد الكاتب عدداً من الوقائع التي دلل فيها على "موقف سلبي" لروسيا حيال حلفائها في سوريا، واعتبر أنه لا جدوى من صواريخ S300 وS400 إذا كانت غير قادرة على ردع ما أسماه "عدوان أمريكي".

المقالة يبدو أنها لم تمر مرور الكرام، إذ ردت روسيا بطريقة مماثلة وغير مباشرة عبر صفحة "القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية"، والمعنية بتسليط الضوء بشكل كبير على العمليات العسكرية الروسية في سوريا، وتقول إنها ناطقة عن القاعدة الجوية الروسية في حميميم.

ونددت الصفحة بما نشرته قناة "الميادين" الإيرانية، وقالت في منشور لها: "تحاول وسائل إعلامية محددة الاستخفاف بالقدرات العسكرية الروسية في تجاهل تام لمقاييس السياسة العسكرية التي تحددها القيادة المركزية للقوات الروسية عبر تعليمات وأوامر مباشرة من الرئيس فلاديمير بوتين".

وتخشى إيران المزيد من الضربات الأمريكية لنظام الأسد والميليشيات التي تدعمها، لا سيما مع سعيها السيطرة على ممر جغرافي يبدأ من إيران مروراً بالعراق وشرق سوريا، وصولاً إلى دمشق ولبنان حيث توجد ميليشيا "حزب الله".

وكانت صحيفة "الغارديان" البريطانية قالت عقب قصف التحالف لميليشيات شيعية قرب التنف، أن أمريكا تمنع محاولة إيران من السيطرة على الممر الجغرافي، ما يشكل رسالة أمريكية بأن منطقة الحدود السورية الأردنية الواقعة بالجنوب بمثابة "خط أحمر".

وأشارت الصحيفة إلى أن ما حصل يمثل أول اشتباك بين الجيش الأميركي وقواتٍ موالية لطهران منذ عودة الجيش الأميركي إلى المنطقة قبل ثلاث سنواتٍ تقريباً.




المصدر