آلاف النازحين من درعا في السويداء يعودون إلى منازلهم

26 مايو، 2017

إياس العمر: المصدر

أحصت المجالس المحلية في محافظة درعا عودة أكثر من 20 ألف نازح من المحافظة في السويداء، خلال الأشهر الستة الماضية.

عمليات الخطف سبب رئيسي

وقال سلمان محمد، أحد نازحي درعا العائدين، إن السبب الرئيسي الذي دفعه للعودة لمنزله في ريف درعا الشرقي هي عمليات خطف نازحي درعا في السويداء، فعدد المختطفين منذ بداية العام الحالي تجاوز 150 مختطفا، بهدف الحصول على فدية، من قبل الميلشيات الموالية للنظام.

وأضاف محمد في حديث لـ (المصدر)، أنه في البداية كانت عمليات الخطف لها تسعيرة ثابتة، وهي مليون ليرة سورية، ولكن منذ مطلع شهر شباط/فبراير الماضي، ارتفعت هذه التسعيرة لتصل إلى 10 ملايين ليرة سورية، أي ما يعادل 20 ألف دولار أمريكي، وهذا المبلغ يعتبر رقماً فلكياً بالنسبة للأسر النازحة.

وأكد أن عمليات الخطف كانت السبب الرئيسي الذي أجبر معظم الأسر النازحة للعودة لمنازلهم، خوفاً من أن يكون أحد أفراد هذه الأسر ضحية لعمليات الخطف، ولا سيما أن مجموعات الخطف في السويداء تم منحها جميع الصلاحيات من قبل أجهزة النظام الأمنية في المحافظة، ولم يعد للمشايخ أو الوجهاء أي كلمة في هذا الملف.

ارتفاع النفقات

أم وليد، نازحة من درعا إلى السويداء، قالت إن السبب الرئيسي في عودتها إلى منزلها مع أبنائها الخمسة كان ارتفاع التكاليف المعيشية في السويداء، ولاسيما أن إيجار المنزل المتوسط يصل إلى 40 ألف ليرة سورية، أي مايعادل دخل أسرتها الشهري.

وأضافت أم وليد لـ (المصدر)، أنها خلال السنوات الماضية باعت الذهب التي تملك لتأمين تكاليف المعيشة لأسرتها، ولكن مع طول الفترة لم يعد هذا الخيار ممكناً على الإطلاق، وبات عليها البحث عن خيارات جديدة، كان منها العودة لمنزلها والاستقرار فيه، ما يوفر الإيجارات الشهرية.

وأشارت إلى أن المناطق المحررة تشهد عمليات توزيع مساعدات غذائية بشكل دوري، إضافة لانخفاض وتيرة القصف من قبل قوات النظام على ريف درعا الشرقي، وزيادة الخاطر الأمنية على النازحين في السويداء، فكل هذه الأسباب مجتمعة دفعتها لاتخاذ قرار العودة لمنزلها.

وقال سعد الرفاعي لـ (المصدر)، إنه عندما قرر النزوح من بلدته شرق درعا إلى السويداء عقب العمليات العسكرية لقوات النظام والحملات الأمنية، كان يعتقد أن الفترة لن تطول، ولكن بعد أن تجاوزت السنوات الخمس، لابد من التفكير بشكل آخر مع انعدام الموارد المالية لأسرته، ما دفعه لتحمل مخاطر العودة، ولاسيما أن استهداف النظام لهذه المناطق لم يتوقف، بهدف إعادة زرع أرضه التي تشكل مصدر الدخل الوحيد بالنسبة له.

حركة عمرانية

ومن جانبه، قال فيصل الحريري، نجار بناء من درعا، إن عودة أعداد كبيرة من نازحي درعا في السويداء، أعاد الطلب على مواد البناء للمرة الأولى خلال السنوات الست الماضية، لأن الأسر قبل عودتها لمنازلها تقوم بعمليات ترميم، حيث يكاد لا يخلو منزل من تدمير جزئي، بسبب قصف قوات النظام على المناطق المحررة خلال السنوات الماضية.

وأضاف الحريري لـ (المصدر)، أن الطلب على مادتي الحديد والإسمنت عاد من جديد إلى أسواق المحافظة، وبات هناك تجار مختصون لهذه المواد، مما ساعد في خلق مئات فرص العمل لشبان المناطق المحررة.

وبدوره، قال قاسم الزعبي، رجل مسن من النازحين العائدين إلى درعا، لـ (المصدر)، إنه بات يفضل أن يدفع أمواله لصيانه منزله وأن يقضي بقية أيام عمره فيه، بدلاً أن يدفعها لمجموعات الخطف في محافظة السويداء، مشيراً إلى أن الإنسان لا يستطيع تحمل هجر منزله وأرضه.

وفي السياق، كشف وجهاء السويداء خلال الأيام الماضية هوية أحد المتورطين بعمليات الخطف في المحافظة، ويدعى (علاء نكد)، أحد عناصر الميلشيات التابعة للنظام في السويداء، والمتهم باختطاف الممرضة (سماح قطيش) من أمام المستشفى الوطني في السويداء الأسبوع المنصرم، لتثبت هذه الحادثة صحة كلام ناشطي درعا والسويداء بأن ميلشيات النظام هي من تقف خلف عمليات الخطف في المحافظتين.

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]