هجومٌ من نوع آخر على إدلب والفلّاحون يدقّون ناقوس الخطر


عبد الرزاق الصبيح: المصدر

بعد أن هدأت أصوات الطّائرات وتوقّف القصف والتّدمير في ريف إدلب، بدأ هجوم من نوع آخر للجّراد الحقلي على قوت السّوريين وعلى أراضيهم الزراعية، آخر ما يملكون، وغطّت أسراب الجّراد مساحة واسعة من الأراضي الزراعية مع بداية فصل الصيف.

وانتشرت أسراب هذه الحشرات بكثافة على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في ريف إدلب، في جبل شحشبو وجبل الزّاوية وسهل الغاب وسهل الروج، وصولاً إلى ريف إدلب الجنوبي، وامتازت هجمته بسرعة انتشار كبيرة.

ويتسبّب الجّراد بإتلاف محاصيل القمح والشّعير والعدس والحمص والبرسيم، حيث تم إتلاف مئات الهكتارات من المحاصيل الزراعيّة، وانتقلت لاحقاً إلى الأشجار المثمرة.

وفي حديث لـ “كلّنا شركاء”، قال مدير زراعة إدلب الحرّة الدكتور خالد الحسن، إن انتشار الجراد كان “بسبب إهمال القطاع الزراعي في ريف إدلب، وبسبب ظروف الحرب، وبسبب غياب العدو الطبيعي للجراد وهو اللقلق، وبعد أن كان الجراد آفة موسمية أصبح آفة رئيسية، وأصبح لها تأثير اقتصادي كبير”.

وأوضح الحسن أن بؤرة الإصابة كانت في جبل شحشبو وانتشرت إلى الجبل الوسطاني وحارم.

وعن خطّة مديرية الزّراعة لمكافحة الآفة،  قال مدير الزراعة “تواصلنا مع العديد من المنظّمات الإنسانية الداعمة، وقمنا بتشكيل العديد من الورش الفنيّة لمكافحة الآفة بالتّعاون مع الفلاحين، وتم توزيع مبيدات للمزارعين ليقوموا بمكافحة الآفة بأنفسهم”.

وتقدّر المساحة التي انتشر عليها الجّراد بسرعة كبيرة بنحو ستّة آلاف كيلومتر مربع من الأراضي الزراعيّة، وتسبب بإتلاف المحاصيل الزراعية العلفيّة، ويتغذّى أيضاً على البراعم والأوراق الصغيرة في الأشجار، في بداية ظهورها.

أما المزارع خالد حاج أحمد الذي يملك أرضاً زراعيةً في جبل شحشبو فقال إنهم يلجأون إلى وسائل بدائية في التصدي لهذه الحشرات، مثل تغطية المزروعات والأشجار بأكياس بلاستيكية، واستخدام مبيدات ذات فعالية محدودة.





المصدر