تيار اليسار الثوري يحذر من هجماتٍ وشيكةٍ لـ (داعش) على السلمية


زيد المحمود: المصدر

دعا “تيار اليسار الثوري في سوريا” أهالي منطقة السلمية وقواها الديمقراطية والتقدمية إلى تنظيم نفسها والاستعداد لتوفير حمايتها الذاتية ضد هجماتٍ محتملةٍ لتنظيم “داعش” على المنطقة.

وقال التجمع في بيانٍ له أمس الأحد،  إن مدينة السلمية التي تقع في خط المواجهة مع تنظيم داعش تتعرض لهجمات مستمرة عليها، من خلال ارتكابه مجازر بحق المدنيين في القرى المحيطة بالمدينة وأيضاً استهدافها المتواصل و العشوائي بالصواريخ.

ولفت التيار إلى أن التنظيم بات يستخدم أسلحةً أكثر تطوراً، مرجحاً أن يكون نقل هذه المعدات من مناطق خسرها في الآونة الأخيرة، وأضاف: “غير مستبعد أن يكون التنظيم بصدد الإعداد لهجوم آخر وعلى نطاق أوسع على مدينة سلمية”.

وفيما يلي النص الحرفي لبيان تيار اليسار الثوري في سوريا “المدنيون السوريون ضحايا كل قوى الثورة المضادة
يتعرض المدنيين في سوريا إلى أبشع أشكال القتل والتنكيل والتهجير٬ تمارسها قوى الثورة المضادة المتعددة الأطراف٬ ان كان النظام وحلفائه او القوى الفاشية والرجعية كداعش والنصرة وما شابههما٬ اضافة الى القوى الامبريالية العديدة التي استباحت بلادنا كروسيا وما يسمى بالتحالف الدولي٬ علاوة على التدخل العسكري التركي.

وعلى الرغم من هيمنة واسعة لقوى الثورة المضادة وتقاسمها للنفوذ في بلادنا٬ حافظ الحراك الشعبي على حيوته في العديد من مدن وبلدات سوريا٬ ونهض بقوة في كل مرة خفت فيها اصوات القنابل والبراميل والمدافع. وفي العديد من المدن التي تحتضن هكذا دينامية للحراك الشعبي حاولت قوى الثورة المضادة سحقه وترهيبه وتجريف البنى التحتية التي   توفر له مقومات الديمومة. وهذا ما يفسر٬ مثلا٬ الوحشية التي تعامل بها النظام وحلفائه في درعا ومحيط دمشق وحمص وغيرها من البلدات٬ وايضا الوحشية التي تعرضت لها حلب وتتعرض لها ادلب ودير الزور والرقة ومناطقها من وحشية تمارسها القوى الرجعية٬ ومنذ اشهر هو نفسه الحال فيما ما تتعرض له مدينة سلمية في محافظة حماة بما لهذه المدينة من رمزية ثقافية وسياسية وسكانية.

تتعرض مدينة السلمية كباقي غالبية المدن ٬ ولا سيما تلك التي تقع في خط المواجهة مع تنظيم داعش الفاشي٬ لهجمات مستمرة عليها٬  من خلال إرتكابه مجازرا بحق المدنيين في القرى المحيطة بالمدينة و أيضا إستهدافها المتواصل والعشوائي بالصواريخ  ، لكن ما يميز هذه الهجمات الأخيرة عما سبقها هو إمتلاك داعش لقدرات عسكرية جديدة٬ في هذه المنطقة٬ لم يكن يمتلكها من قبل٬ من صواريخ بمدى أبعد و طائرات إستطلاع صغيرة. ومن المرجح أن داعش الفاشي قد نقل هذه المعدات من مناطق خسرها في الآونة الأخيرة وغير مستبعد أن يكون  بصدد الإعداد لهجوم آخر وعلى نطاق أوسع على مدينة سلمية . وبدون تهويل الأمر٬ لكن تكرار هذه الهجمات و تغير نوعيتها٬ وعدد آخر من المعطيات٬ تدفعنا لدعوة جماهير شعبنا في سلمية وقواها الديمقراطية والثورية الى أخذ الحيطة و الحذر والاستعداد لمواجهة كل الاحتمالات.

ان تنظيم داعش الفاشي اضافة الى القوى الارهابية والرجعية كجبهة النصرة واشباهها من تنظيمات السلفية الجهادية تمثل أحد اطراف الثورة المضادة المتعددة في بلادنا٬ وهي ٬ وان تنازعت مع نظام الطغمة على السلطة والنفوذ٬ قدمت له خدمات جليلة٬ فلم تقم بقمع الحراك الشعبي ومحاولة سحق الثورة فحسب في مناطق سيطرتها٬ بل قدمت للنظام وقطاعات من الناس ذريعة الإيحاء بأن البديل القادم هو هؤلاء “قاطعي الرؤوس”.

و بالعودة لموضوع التهديد الجدي الذي تشكله هجمات داعش المتواصلة على مدينة السلمية ٫ فاننا نعتقد بأن النظام٬ لو أراد٬ قادر عسكريا على حماية المدينة . لكن القيادات التي تتحكم في الوضع هناك هي جزء من ألة التشبيح و الخطف بشكل عام وهم من يسمونهم  أبناء المدينة بدواعش الداخل ٬ وقد يستخدم النظام هذه الهجمات لابتزاز سكان المدينة٬ وربما أيضا الرأي العام العالمي.

ولذلك فاننا ندعو اهلنا في سلمية وقواها الديمقراطية والتقدمية الى تنظيم نفسها والاستعداد لتوفير حمايتها الذاتية  وادارة شؤون حياتها بنفسها٫ وهنالك تجارب للدفاع الذاتي للجماهير تحققت خلال السنوات الماضية للثورة يمكن الاستفادة منها. كما اننا ندعو قوات سوريا الديمقراطية التي اصبحت على مسافة غير بعيدة  عن مدينة السلمية٬ خصوصا بعد سيطرتها على مدينة الطبقة وطرد داعش منها ٬ الى التحرك لسحق تواجد قوات داعش الفاشي المهددة لسلمية وعموم المنطقة هنالك.  إن ذلك يؤسس بشكل حقيقي وفاعل لنشوء قوة شعبية تشمل مناطق أوسع من سوريا تكون قادرة على هزيمة التنظيم  الفاشي و تكون٬ في الوقت نفسه٬  الخصم الحقيقي للطغمة الحاكمة في دمشق.

فواجبنا٬ كما هو واجب كل الثوريين في بلادنا٬ توحيد النضالات الشعبية والثورية المتشظية جغرافيا٬ وهذا ما ندعو له ونعمل من أجله.

كل السلطة والثروة للشعب…تيار اليسار الثوري في سوريا

28 آيار/مايو 2017″ .





المصدر