on
"واتس آب" تطبيق لا يستغني عنه السوريون.. كيف يرون إيجابياته وسلبياته؟
هنالك أكثر من بليون شخص في أكثر من 180 بلداً يستخدمون تطبيق التراسل "واتس آب" للبقاء على اتصال مع أصدقائهم وأفراد أسرهم في كل مكان وزمان بحسب موقع التطبيق على الإنترنت.
والتطبيق الذي أسسه "يان كوم" و"براين آكتن" عام 2009 تطور كثيراً إلى أن انضم إلى شركة "فيس بوك" عام 2014، في صفقة ضخمة بلغت قيمتها 19 مليار دولار.
تطبيق لا يستغني عنه السوريون
تذكر إحصائيات أن أكثر من 70 بالمئة من إجمالي مستخدمي تطبيق "واتس آب" بالكامل يعتمدون عليه بشكل يومي، ويتم إرسال أكثر من 43 مليار رسالة يومياً عبره.
كما أنه يتم مشاركة 1.6 مليار صورة يومياً على "واتس آب" ويتم إرسال 250 مليون فيديو يومياً عبره بين المستخدمين.
وقد تسلل التطبيق إلى المستخدمين العرب لدعمه للغة العربية، وهي واحدة من 53 لغة يدعمها "واتس آب" في العالم.
وبالنسبة للسوريين يبدو أن تطبيق "واتس آب" أصبح من أهم وسائل التواصل بينهم، وخاصة مع انتشارهم في أرجاء العالم وخاصة بعد الثورة السورية المستمرة منذ مارس/آذار 2011م.
تقول الشابة السورية سمر التي اكتفت بذكر اسمها الأول لـ"السورية نت": "لا أستطيع الاستغناء عن الواتس آب فهو وسيلة تواصلي مع أقاربي وأصدقائي، وخاصة بعد أن اضطررت للخروج من سوريا واللجوء إلى أوروبا".
وتضيف: "إن الواتس آب يتيح لي اتصالاً مجانياً مع من أرغب أينما كان، وأستطيع إرسال الصور وتلقيها، كما أستطيع من خلاله متابعة الأخبار ومعلومات أخرى تصلني دون أي عناء".
وبالسؤال عن سلبيات "واتس آب" تقول سمر: "ربما تكون إيجابياته بالنسبة لي أكثر من سلبياته، لكن أحياناً أشعر أنني قد أدمنته، ولا أستطيع الامتناع عن تفقد هاتفي من أجل متابعة الرسائل التي تصلني عبره".
من جهته يرى محمد حسن وهو صاحب محل سوري في اسطنبول أن "واتس آب" له فوائد كثيرة وخاصة لأصحاب الأعمال لأنه يسهل التواصل مع الزبائن بالإضافة لكونه وسيلة تواصل مع الأهل الذين تفرقوا في بلاد عديدة.
لكنه يشير إلى مساوئ التعلق الزائد بالبرنامج، والذي يضيع الوقت ويشغل الأهل عن أولادهم وأسرهم ويشغل الطلاب عن دراستهم وتحصيلهم.
واشتكت السيدة "أم أحمد" وهي مدرسة سورية متقاعدة ومقيمة في اسطنبول من الرسائل الكاذبة التي باتت تُنشر عبر مجموعات "الواتس آب" والتي يتداولها مستخدمو التطبيق دون معرفة المصدر أو التأكد من المعلومات التي تتضمنها تلك الرسائل.
ونوهت لـ"السورية نت" إلى أن بعض الرسائل تجرأت للكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وصحابته من خلال تأليف قصص وهمية أو أحاديث شريفة كاذبة ونشرها عبر "الواتس آب" مع توصية بإعادة إرسالها لمن نحب!، معتبرة أن هذا الأمر يسهم في تسطيح التفكير، ونشر الخرافة، وزعزعة العقيدة.
كما أشارت المدرّسة المتقاعدة إلى أن هذا التطبيق وأمثاله رغم ما فيه من إيجابيات لا تُنكر، إلا أن طريقة استخدامه السيء من قبل الناس حولته لوسيلة إلهاء، تضيع الوقت، وتلهي عن تحصيل العلم النافع والعمل المفيد. عدا عن كونه أحد أسباب التواصل الحقيقي بين الأهل والأصدقاء، الذين باتوا يكتفون بالتواصل الافتراضي.
ونصحت "أم أحمد" مستخدمي التطبيق بالاعتدال، والاستخدام العقلاني له، حتى يمكن الاستفادة من إيجابياته واجتناب سلبياته.
الجدير بالذكر أن كل تقنية لها إيجابياتها وسلبياتها تبعاً لطريقة استخدامها وتوظيفها في الحياة اليومية. فالإفراط في استخدام تطبيق "واتس آب" يؤدي إلى نتائج سلبية كبيرة، بينما الاستفادة العملية من المزايا الكبيرة الموجودة ضمن التطبيق ستعود بأقصى فائدة على المستخدم.