فشل عشرات العمليات الجراحية وكوادر طبية غير مؤهلة في مدينة حلب

3 يونيو، 2017

زياد عدوان: المصدر

بسبب عمليات القتل الممنهجة والتي استهدفت الأطباء في عموم سوريا، وهجرة العديد منهم خوفاً من بطش الميليشيات التابعة للنظام خلال سنوات الثورة السورية، شهدت المستشفيات الحكومية التابعة للنظام والخاصة والمسجلة لدى وزارة الصحة في حكومة النظام، فشل عشرات العمليات الجراحية بسبب إشراف متدربين وممرضين على إجرائها.

وشمل فشل تلك العمليات الجراحية العديد من المستشفيات والمتوزعة في مناطق سيطرة ميليشيات النظام، وبعد تعرض الأطباء للتهديدات بالخطف والقتل من قبل النظام وميليشياته، حلت الكوادر الطبية وطلاب جامعات الطب مكان الأطباء، والكثير منهم تم تعيينه كطبيب جراح بعد حصوله على توصيات أمنية، وواسطات من قبل ضباط تابعين للنظام.

وقد فشلت العديد من العمليات الجراحية التي أعيد إجراء بعضها عقب فشلها لأول مرة وثاني مرة، نتيجة التشخيص الغير دقيق، والفحوصات الطبية التي يقوم بها متدربون وممرضون لم يكملوا فترة تعليمهم، كما أن بعض العمليات الجراحية التي أجريت لميليشيات النظام تكلل العديد منها بالفشل، وتسببت بخسارة أجزاء من أطرافهم كالأيدي، نتيجة الأخطاء التي تقع أثناء إجراء عمليات جراحية لإعادة طرف مقطوع أو وصله.

ويرجع فشل تلك العمليات الجراحية لعدة أسباب أهمها أن الكوادر الطبية غير مؤهلة ولم تنهِ التدريب العملي ولا الاختبارات النهائية، وقد عين العديد من طلاب جامعات الطب أو ممن تخرجوا كأطباء نتيجة النقص الحاد في عدد الأطباء والجراحين في المستشفيات الحكومية والخاصة.

شهادة ضحية

وأعيد تكرار العملية الجراحية التي أجريت لـ “حسين خليل”، وهو مقاتل ضمن صفوف ميليشيا (جيش الثوار)، حيث أصيب بشظايا في معدته التي تم قص أجزاء منها نتيجة فشل العملية الجراحية، كما أن قدمه اليسرى قطعت نتيجة فشل العملية الجراحية التي أجريت له من أجل إعادة العظام وترميمها.

وأشرف على إجراء عمليته الجراحية متدربون وممرضون أصبحوا أطباء، وقال لـ (المصدر): “وصلت إلى مستشفى الأسد الجامعي وقد نزفت كثيراً وفقدت كميةً كبيرةً من الدم، وأجريت لي أربع عمليات جراحية، فشلت ثلاث منها، بسبب إشراف متدربين وممرضين على العملية التي لم يتواجد خلالها أطباء جراحة واختصاصيون، وعلمت لاحقاً أن مستشفيات النظام تفتقر للاختصاصيين والجراحين، فمن يقوم بهذه العمليات الجراحية الخطيرة والكبيرة ليسوا إلا متدربين ومن خريجي جامعة حلب قسم الطب”.

أطباء بالواسطة

وفرز خلال العامين الماضي والحالي نحو 130 طالباً وطالبةً ممن تخرجوا من جامعة حلب وفقاً لاختصاص طب عام وبشري وجراحة عامة وغيرها، غير أن معظمهم عينوا بعد حصولهم على واسطات وتوصيات من مقربين لهم ضمن أفرع الأمن والمخابرات التابعة للنظام.

ويفتقر معظم المتخرجين للمهنية في عملهم كأطباء مختصين، ولكن تم قبولهم من قبل وزارة الصحة في حكومة النظام لأسباب عديدة أهمها أن معظمهم ممن ينتمون للأفرع الأمنية، ومنهم من له صلة قرابة بضباط تابعين للمخابرات العسكرية والجوية.

وذكرت “مروة حمود” والتي تعمل كممرضة في مستشفى الطب العربي في منطقة الخالدية في مدينة حلب، أن “العديد من الأطباء الذين وصلوا إلى المستشفى غير مؤهلين ولم يتموا فترة تدريبهم، وقد فشلت العديد من العمليات الجراحية بسبب إشراف بعضهم عليها وهم ليسوا إلا كوادر طبية غير مؤهلة للعمل كأطباء اختصاصيين”.

وأضافت “حمود” في حديث لـ (المصدر) “بعض المتدربين ممن كانوا يأتون إلى المستشفى من الطلاب الذين لم يتموا فترة التعليم العملي والتطبيقي، قد أصبحوا أطباء بسبب النقص في عدد الأطباء والجراحين في مدينة حلب خصوصا”.

إبرة “ديكلون”

وذكرت تقارير إعلامية محلية موالية للنظام وفاة الشابة “ديانا محمود” في مستشفى بانياس الوطني، وذلك بعد إعطائها إبرة “ديكلون” عن طريق الخطأ من أحد الأطباء الذين تم فرزهم إلى المستشفى مؤخراً، وطالب أهالي الشابة إدارة المستشفى الكشف عن ملابسات وفاة ابنتهم.

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]