التعاون العسكري بين الميليشيات الكردية والنظام ودوره في سقوط حلب

7 حزيران (يونيو - جوان)، 2017
4 minutes

زياد عدوان: المصدر

ارتفعت وتيرة التعاون العسكري بين ميليشيات النظام والميليشيات الكردية، وخاصة قبيل نهاية العام الفائت، حيث شاركت الميليشيات الكردية مع قوات النظام في التصدي لهجمات كتائب الثوار خلال معركة فك الحصار عن مدينة حلب خلال الأشهر الأخيرة من العام الماضي، وبرز الدور الأكبر للميليشيات الكردية من خلال نشرها لعشرات القناصة في محيط الأكاديمية العسكرية غربي مدينة حلب، عقب استعادة السيطرة على الكليات العسكرية آنذاك.

كما شمل التعاون العسكري بين الطرفين بعد إطباق الحصار على مدينة حلب بهجوم الميليشيات الكردية على منطقة معامل الشقيف والأجزاء الجنوبية الغربية لقرية ومخيم حندرات، عقب المحاولة الثانية لكتائب الثوار لفك الحصار عن المدينة، وكان للميليشيات الكردية الدور الأهم في استعادة السيطرة على ضاحية الأسد غربي مدينة حلب، بعد فشل محاولات ميليشيات النظام استرجاعها، كما نشرت الميليشيات الكردية نحو 200 عنصر من القناصة المدربين في ناحية معبطلي ذات الغالبية العلوية الكردية.

وقال أحد عناصر الميليشيات الكردية ممن شاركوا في معارك استعادة ضاحية الأسد، “فرهاد شيخو”: “تم نقل نحو 2500 عنصر من المعسكرات في مدينة عفرين إلى مدينة حلب، وتحديداً إلى الأكاديمية العسكرية (أكاديمية الأسد) التي تقع في حي الحمدانية غربي حلب، وخلال مغادرتنا لم نكن نعرف بأن وجهتنا ستكون الأكاديمية العسكرية، وكان من بين العناصر نحو 300 عنصر من القناصة بعضهم أتوا من جبال قنديل”.

وأضاف “شيخو” في حديث لـ (المصدر): “وعقب وصولنا إلى الأكاديمية أمضينا نحو أربع ساعات مع بقائنا على أهبة الاستعداد القصوى والجاهزية الكاملة، وبعد مرور الساعات الأربع تم نقلنا إلى محيط ضاحية الأسد، وقامت الدبابات والمدرعات بتنفيذ رمايات مكثفة بالتزامن مع غارات جوية مكثفة، وبعد نحو 45 دقيقة تلقينا الأوامر بالاقتحام مع مشاركة ضعيفة جداً لقوات النظام والميليشيات المساندة له، وقد سقط خلال الاشتباكات عشرات القتلى والجرحى في صفوفنا، وبعد السيطرة على الضاحية تم تشييع القتلى في مسقط رأسهم لاحقاً على أنهم قتلوا خلال الاشتباكات مع تنظيم داعش”.

وبعد خروج مقاتلي كتائب الثوار وعائلاتهم من مدينة حلب، وقعت العديد من الاتفاقيات بين النظام والميليشيات الكردية، ومن بينها تسليم المطلوبين ممن لهم صلة قرابة بمقاتلي كتائب الثوار، وإنشاء طرق عسكرية خاصة للميليشيات الكردية من مدينة حلب إلى عفرين.

كما استحدث طريق عسكري يربط بين مدينة عفرين ومحافظة الحسكة ومدن منبج وعين العرب وتل أبيض، كما شملت الاتفاقيات معالجة الجرحى من عناصر الميليشيات الكردية في مستشفيات النظام، وأيضاً رفع الأعلام لكلا الطرفين، وأسهمت الميليشيات الكردية خلال النصف الأول من هذا العام بتسليم العشرات من المطلوبين للنظام من مناطق سيطرتها والمناطق التي سيطرت عليها خلال النصف الأول من هذا العام.

ويشرف النظام على بعض معسكرات تدريب الميليشيات الكردية، في بلدة كفر جنة وناحية معبطلي ذات الغالبية العلوية الكردية في مدينة عفرين، ومن تلك المعسكرات أكاديمية “استرفان” في قرية بازيا شمال مدينة عفرين، وأكاديمية “جكدار” في ناحية جنديرس التابعة للمدينة.

وتشرف أيضا ميليشيات النظام بشكل كامل على المعسكر التدريبي الذي استحدث مطلع شهر كانون الثاني من هذا العام بالقرب من السكن الشبابي قرب دوار الجندول، ويطلق على المعسكر اسم “هفال باكور” نسبة لقائد جبهة الأكراد والذي قتل خلال محاولة كتائب الثوار اقتحام حي الشيخ مقصود من طرف السكن الشبابي في منتصف نيسان من العام الماضي.

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]