اندماج اللاجئين…. برلين أصبحت عربية بشكل أكبر
9 يونيو، 2017
يغير اللاجئون الذين يأتون من مختلف أنحاء العالم تكوين مجتمعات المهاجرين في برلين. وهذا له عواقب مختلفة جدا.
خصوصا في شارع زونين أليه، ميدان كوتبوسر تور، وأيضا في ميدان ألكسندر.. حديقة الحيوان أو في البلدة القديمة من سبانداو، يلفت النظر هناك خصوصا: المنتجات بالمقام الأول تركية بالإضافة إلى الألمانية، ثم المنتجات البولندية والإنجليزية، وبدرجة أقل الإسبانية. وغالبا ما تسمع في الحافلات والقطارات منذ سنتين أو ثلاث سنوات، اللغتين العربية والفارسية. أغلب الرجال والنساء والأطفال الذين يعيشون منذ بداية أزمة اللاجئين في برلين، قادمون من سوريا والعراق وأفغانستان – ويختلفون بناء على ذلك عن أصول مجموعات المهاجرين في العقود الماضية.
على وجه الخصوص في حي نويكولن، فقد كان منذ مدة المركز لبرلين العربية، وأصبح مؤخرا أكثر عربية، يقدر البعض ممن يعملون في مكتب الحي أن 95 في المئة من المتاجر في شمال زونين أليه يملكها أشخاص عرب. إن هذا مرتبط بوجود اللبنانيين منذ زمن طويل والآن انضم إليهم السوريون والعراقيون. الفلافل وصلصة اللبن مع السمسم، والبقلاوة، بالإضافة إلى مصففي الشعر وحانات الشيشة والمقاهي.
الايرانيون الأكثر اندماجاً
العديد من اللاجئين يجدون العون في برلين في مجتمعاتهم، يلمح، ليس فقط المسؤولون في الحي، بل أيضا الأخصائيون الاجتماعيون والمقيمون أن بعض اللاجئين يأتي إلى برلين لينضم إلى أقاربه الموجودين هنا منذ مدة طويلة، خاصة الموجودين في نويكولن، وفيدينغ وشونبيرج. وحسب إشارات أولئك فإن تلك الأسر العربية جاءت في الثمانينات والتسعينات من لبنان، ومعروف عن أبنائها ابتعادهم على الجريمة. ولاحظ مسؤولون في عام 2013 انضمام سوري لاجتماعات إحدى هذه الأسر، لقد بدأ هذا القريب على الفور العمل في سوق السلع المسروقة في هذا الفرع البرليني لتلك الأسرة المنتشرة في كل مدن ألمانيا.
إن الاندماج المأمول يتوقف على كثير من الأمور: هل يستطيع القادمون الجدد قريبا العثور على عمل، وشقق وتكوين علاقات دون أن يحتاجوا إلى مساعدة من أقاربهم القدماء. ويصدق الشيء نفسه على الجمعيات الإسلامية التي يزور ممثلوها نزل اللاجئين مرارا وتكرارا ويقومون بضم أتباع. نعم، يقول المراقبون بأن المساجد قد تغيرت، لقد أصبحت أماكن العبادة أكثر “عربية” من ذي قبل، وأصبح الخطاب أكثر تشددا في بعض الأحيان. لا توجد بيانات صالحة دقيقة. لا يطرح للنقاش بالنسبة لأئمة المساجد أمر تكيّف اللاجئين مع مجتمعهم الجديد.
المحيط، الإسلام، نويكولن، إن هذه العبارات قد لا تكون مناسبة أبدا للكثير من المهاجرين الآخرين، هؤلاء الذين بالكاد تستطيع أن تفرقهم عن المجتمع السائد في برلين. أغلبهم من الجيل الثاني أو الثالث من المهاجرين الذين يتساوون مع السكان الأصليين في التعليم، والدخل، ويحملون قيما مماثلة. ومن هؤلاء نجد الباحثين والسياسيين والكتاب الذين لازال يحمل معظمهم أسماء أجنبية .
الإيرانيون هم الأفضل اندماجاً، وأغلبهم كانوا من الأكاديميين المعارضين الذين فروا في الثمانينات قبل حكم الملالي. حتى الذين يصلون اليوم إلى برلين من إيران كثيرا ما ينحدرون من أسر موجهة تعليميا.
لكن العدد الأكبر يأتي من أفغانستان حيث لم يعيشوا في إيران إلا في مخيمات اللاجئين، في كلا البلدين الفارسية هي اللغة الرسمية.
المزيد والمزيد من اللاجئين الأتراك
“من الواضح بالنسبة للعديد من الأفغان انطباعهم بالتقاليد الأبوية الرجعية “، حسب حامد ناوجاري العضو في رابطة اللاجئين الإيرانيين. “بالتأكيد، لديهم خلفية اجتماعية مختلفة.” من يتخلى عن الإسلام في أفغانستان يمكن أن يحكم عليه بالإعدام أو من الممكن أن يعدم على يد الغوغاء. وبالإضافة إلى ذلك، فإن ثلثي الأفغان أميون. ناوجاري يقدم المشورة للعديد من الأفغان، ويقول بأنه متفائل. “إن القيم تتغير بالنسبة للكثيرين بعد بضعة أشهر – ولكن يجب العمل على ذلك”. ووفقاً لتقديره فإن الظروف أفضل من الـ 25 عاما السابقة: “خلافا لما واجهه اللاجئون الذين قدموا من لبنان، فإن المجتمع الألماني اليوم يسعى بشكل جدي للإدماج”.
الوضع مختلف بالنسبة للمجتمع الكردي في المدينة. في الوقت الحالي يصل عدد الأكراد في برلين إلى 100،000. في بادىء الأمر جاء الأكراد بعقود عمل من تركيا، ومنهم من يأتي الآن من العراق وسوريا. يعد المجتمع الكردي بشكل عام ملماً سياسياً وثقافياً. ومع ذلك فإنه من الممكن أن ينظر إلى هذه التوجهات العلمانية للأكراد لكسب النفوذ تدريجيا.
بسبب الضغط الهائل الذي واجهوه في تركيا، غادرت المجموعات الكردية اليسارية إلى ألمانيا، وربما من أجل تغيير الوضع قليلا بواسطة توفير الدعم المالي لحزب العمال الكردستاني المحظور “بي كي كي”. وبالإضافة إلى ذلك، يفرّ الأكراد في الوقت الحالي من سوريا والعراق، وأيضا من تركيا نفسها إلى برلين – خاصة بعد توسيع سلطات رجب طيب أردوغان التي سوف تكون أكثر صرامة مع الأكراد.
يجب على جميع الجاليات المهاجرة أن تندمج بشكل أفضل في موطنها الجديد، ويجب ألا يعزلوا أنفسهم. بدلا من الجلوس مع بعضهم البعض بعدم مبالاة في ميدان ألكسندر، أو الجلوس بصمت في الحافلات والقطارات يجب أن يتحدث القدماء مع الجدد، ويعملون ويعيشون سوية.
ربما إن ظروف الاندماج الناجح ليست على ما يرام في برلين.
رابط المادة الأصلي: هنا.
[sociallocker] صدى الشام[/sociallocker]