هل تمّ استغلال معلّمات داريا لتحصيل دعم لمعهد “تستقل” بجرجناز؟
10 حزيران (يونيو - جوان)، 2017
بعد مشاركة سيدات من مدينة داريا بالتجهيز لافتتاح معهد تعليمي في بلدة جرجناز بريف إدلب، فوجئن بقرار الاستغناء عن خدماتهن، رغم الاتفاق على أن يعملن كمدرّسات فيه.
“تُعرف هذه المنظمة الداعمة باسم (تستقل)، وبات مشروعها اليوم يعمل في جرجناز، وهو عبارة عن معهد يقوم بتدريس اللغة العربية والإنكليزية والفنون والحاسوب من خلال دورات معينة “. تتحدث أم عمار، المُجازة في اللغة العربية من جامعة دمشق، حول ما جرى في فترة التحضير لافتتاح المعهد وما بعدها، مشيرةً إلى أنه كان من المفترض أن تتسلم هي مهام إدارة المعهد بناءاً على الاتفاق.
ما الذي حدث؟
تروي أم عمار لـ صدى الشام، القصة كاملة، معتبرةً ما حصل “تسلقاً على أكتاف 6 معلمات أتينَ إلى جرجناز من داريا”، بعد اتفاق التهجير.
تقول أم عمار ” تواصلنا مع المسؤول عن المشروع ويدعى عدي الحسين، وكان الاتفاق أن نشكّل الكادر التدريسي الرئيسي للمعهد، وعند الحاجة نستعين بنساء من جرجناز”. وتضيف :” تعرّفنا على مديرة الجهة المنفذة؛ منظمة (تستقل) الدكتورة هند قبوات، وعلى صديقتها عفراء جلبي”.
وتتابع” أساساً كان المشروع لنا. طلبوا 6 سِير ذاتية للكادر، وقد قدمناها، وتمت الموافقة على كل المعلمات فوراً. كان الاتفاق على أن يكون الدوام 4 ساعات لكن عندما تحدثنا مع مديرة المنظمة قالت إن الدوام 6 ساعات، وهنا كانت المفاجأة لأنه لدينا أطفال ولا يمكننا العمل بهذه الطريقة”. وبحسب أم عمار، فإن “السيدة قبوات رفضت أي مناقشة أو تقليل لساعات الدوام، وعندما اعترضنا لم تعُد تردّ علينا، و في النهاية استغنوا عنا.”
شهادات وخبرات لم تنفع
يتألف الكادر التدريسي لمعهد ” تستقل داريا وجرجناز” من 6 معلمات من داريا، إضافة لمعلمة أو اثنتين من جرجناز، بحسب الاتفاق الذي سبق بدءَ العمل بالمعهد، والذي وصل الدعم لهذا المشروع على أساسه.
وعلى الرغم من أن معظم معلمات داريا حائزات على شهادات عالية، ويمتلكن خبرة في التدريس، فقد تم الاستغناء عنهن. ومن بينهن كانت ” أم شادي” التي انتظرت أن تتسلم مهام تحفيظ القرآن الكريم ومحو الأمية؛ لكن هذهين المقررين تمّ إلغاؤهما من العمل تماماً، وفقما أفادت به في تصريح لـ صدى الشام. وأوضحت:” لقد تم ذلك مع أني قدّمت سيرتي الذاتية وتمت الموافقة عليها”.
أما ” أم عبيدة ” الحاصلة على شهادة جامعية من كلية الشريعة بجامعة دمشق، فتقول إن “معلمات داريا يرينَ أنهن وقعنَ ضحية لعبة تهدف لاستجرار الدعم عن طريقهن، وتوضح” طلبوا منا كل التفاصيل. رُفعت إلى المنظمات وقُدّم الدعم على هذا الأساس”. وتضيف:” في إحدى المرات عقدنا اجتماعاً مع الأستاذ أبو عمر؛ المسؤول عن التواصل مع المجالس المحلية، والأستاذ أبو وائل دغيم، من جمعية أم القرى، والأستاذ أبو معاذ، مدير المجلس المحلي بجرجناز حول الموضوع. جميع هؤلاء على دراية بأن الدعم المقدم لمعهد تستقل جاء لنساء داريا “.
“قبوات” تردّ
بالمقابل نفت مديرة المنظمة، هند قبوات، حدوث أي مشكلة، معتبرة أن كل ما في الأمر هو أنها طلبت من المعلمات العمل ضمن دوام كامل من التاسعة صباحاً حتى الثانية ظهراً. وقالت قبوات لـ صدى الشام إن “المعلمات اعتذرن عن الدوام الصباحي وطلبن العمل بدوام مسائي 3 أيام في الأسبوع لأن لديهن التزامات، ما أدى لانسحابهن من العمل”. وأضافت ” نحن نريد دوام صباحي والمعلمات يطلبنَ دواماً مسائياً، وبكل مودة انسحبن من العمل في المعهد”.
[sociallocker] صدى الشام
[/sociallocker]