on
ما قصة وأهداف المحادثات السرية بين أمريكا وروسيا حول سوريا؟
قالت صفحة "القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية" التابعة لروسيا في سوريا، اليوم الأحد، إن محادثات تجري بين روسيا والولايات المتحدة في الأردن حول المرحلة القادمة في سوريا، وذلك في تأكيد لما نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن محادثات سرية بين الجانبين.
وقالت الصفحة المعنية بتغطية العمليات العسكرية الروسية في سوريا والناطقة عن القاعدة الجوية الروسية في حميميم، إن "المباحثات بين روسيا وأمريكا في الأردن تتضمن إمكانية توحيد الجهود المشتركة في محاربة الإرهاب المتمثل بتنظيمي جبهة النصرة وداعش"، على حد قولها.
وادعت أنه من "المرجح أن تشترك القوات الجوية الروسية والأمريكية في القيام بالضربات الجوية في حال تم الإتفاق بين الطرفين على آلية مشتركة لمحاربة الإرهاب الدولي".
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قالت يوم الجمعة الفائت 9 يونيو/ حزيران 2017 نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، أن إدارة الرئيس "دونالد ترامب" تجري محادثات سرية مع روسيا في الأردن تهدف إلى إقامة منطقة لتخفيف التوتر في جنوب غرب سوريا".
ووفقاً للصحيفة أفاد مسؤولون مطلعون على سير المحادثات، أن الاتصالات بين الطرفين بهذا الشأن بدأت عقب زيارة وزير الخارجية الأمريكي "ريكس تيلرسون" إلى موسكو في أبريل/نيسان الماضي.
وعقد الروس والأمريكيون اجتماعين على الأقل في العاصمة الأردنية عمان، كان آخرهما قبل أسبوعين تقريباً وبمشاركة مسؤولين أردنيين، فيما يجري الترتيب لاجتماع ثالث.
وأبقت الإدارة الأمريكية على سرية المحادثات لرغبتها في إقامة اتصالات مع موسكو على الرغم من استمرار التحقيقات في واشنطن حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وتشير الصحيفة إلى مخاوف كانت لدى البنتاغون من التعاون مع روسيا حول إقامة مناطق لتخفيف التوتر في سوريا غير أن البيت الأبيض قرر أن التنسيق مع موسكو سيقرب القضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية" كما أن النجاح في نزع التوتر في جنوب - غرب سوريا سيفسح المجال لنشر هذه التجربة إلى مناطق أخرى.
ويمثل الجانب الأمريكي في المحادثات "بريت ماكغورك"، المبعوث الرئاسي الخاص للتحالف الدولي ضد "تنظيم الدولة"، و"مايكل راتني"، المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، وفقاً لـ"وول ستريت جورنال".
ورفضت الخارجية الأمريكية التعليق على المعلومات عن المحادثات المذكورة، واكتفت بتأكيد رغبتها في إيجاد حل سلمي في سوريا والقضاء على جماعات إرهابية.
ومن المتوقع أن يواجه "تيلرسون" أسئلة حول هذا الموضوع من أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي، الذي يناقش حالياً تشديد العقوبات ضد روسيا. مع ذلك، فقد تطلب الخارجية الأمريكية من المشرعين تأجيل النظر في العقوبات للحفاظ على التنسيق مع موسكو حول سوريا بالذات.
إيران تعارض
وكانت مصادر دبلوماسية غربية ومسؤولون في الشرق الأوسط أكدوا معلومات عن المحادثات الروسية-الأمريكية السرية حول سوريا. وأشارت هذه المصادر إلى أن الجهود الأمريكية الروسية في هذه المنطقة قد تواجه معارضة جدية من إيران.
ونقلت وكالة "رويترز" في وقت سابق عن دبلوماسي رفيع قوله، إن "الأمريكيين تحدثوا مع الروس واقترحوا إيجاد منطقة لتخفيف التوتر في سوريا أثناء المرحلة المقبلة، من دون إيران أو حلفائها".
وقال مصدر استخباري إقليمي إن "الحماس الأمريكي لدفع الصفقة يتوقف على مدى استعداد روسيا لإرغام الميليشيات المدعومة من إيران على مغادرة المنطقة"، وإن "إيران ووكلاءها يجب أن يكونوا خارج هذه المنطقة، وهذا هو مفتاح الاتفاق المقترح".
وكانت روسيا وإيران وتركيا قد اتفقت خلال مباحثات "أستانا 4" في أيار/مايو الماضي، على إنشاء أربع مناطق لتخفيف التوتر في سوريا، وتعتبر الدول الثلاث أطرافاً ضامنة لتنفيذ الاتفاق الذي لم يلتزم نظام الأسدوروسيا به، وواصلوا خرقه بالعمليات العسكرية ضد مناطق المعارضة والقصف المستمر عليها.
ويتصدر جنوب سوريا المشهد العسكري نظراً لأهمية تلك المنطقة لجميع الأطراف المتقاتلة، لا سيما وأن إيران تسعى إيران إلى إيجاد ممر جغرافي يبدأ من أراضيها مروراً بالمحافظات الشيعية في العراق، ثم الطريق الصحراوي في محافظة الأنباء، لينتقل عبر شرق سوريا ويدخلها إلى دمشق ثم لبنان حيث توجد ميليشيا "حزب الله"، وسيكون هذا الممر لو "أصبح واقعاً" قريباً من الحدود الإدارية لدرعا.
ويهدف هذا الممر إلى تأمين الدعم العسكري لنظام الأسد وميليشيا "حزب الله" وتسهيل مدهما بالمقاتلين والسلاح، فضلاً عن أنه يمنح إيران طريقاً مباشر إلى معقل الحزب في الضاحية الجنوبية ببيروت.
وفي المقابل فإن أمريكا التي تتواجد قواتها في الجنوب السوري عند معبر التنف وكذلك الأردن يرفضان اقتراب ميليشيات إيرانية من الحدود الأردنية السورية، وقد قصف التحالف ثلاث مرات ميليشيات تساندها إيران خلال أقل من شهر لمنعها من التقدم نحو التنف.
وتشير التطورات الحاصلة في الجنوب السوري إلى أن المنطقة باتت على صفيح ساخن ربما يشتعل في أي لحظة ، فروسيا تدعم إيران للتوغل في درعا باتجاه الأردن، ونظام الأسد يحشد عسكرياً مدعياً نيته استعادة السيطرة على كامل المحافظة، والمعارضة تحاول جاهدةً صد النظام والميليشيات الإيرانية وإفشال مشروع طهران التوسعي في الجنوب السوري.