طفل يطلب إفطارا فينال رصاصة من “شبيحة” حلب


حافظ قرقوط

شهدت مدينة حلب جريمة جديدة مروعة، حيث أقدم عناصر ما يسمى بـ (اللجان الشعبية) التابعة لنظام الأسد، على قتل الطفل أحمد جبر جاويش، بإطلاق النار عليه في حي الموكابو، دون أن يرف لهم جفن.

وذكرت مواقع محلية، وصفحات شخصية على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، أن الطفل أحمد البالغ من العمر نحو 13 عامًا، قُتل أمام أحد محلات بيع الفروج، عندما اقترب ليطلب طعامًا لأسرته، قبيل موعد الإفطار، تزامن وقوفه مع قدوم سيارة بيك آب فيها ثلاثة عناصر، من لجان النظام لشراء الفروج، فأطلق عليه أحدهم النار من مسدسه، ليصيبه مباشرة في رأسه ويرديه قتيلًا.

وفي التفاصيل التي نقلها ناشطون عن شهود عيان، أنه لم يتجرأ أحد على الاقتراب من الطفل، إلا بعد مغادرة العناصر، خوفًا من إطلاق النار عليهم، ليحاول بعد ذلك أحدُ لاعبي نادي الاتحاد الرياضي إسعافه، لكنه فارق الحياة.

وتناقلت عدة صفحات موالية للنظام الخبرَ، ورأت أن الانفلات الأمني في حلب، أصبح ظاهرة طبيعية، فالطفل أحمد النازح مع أسرته من أحياء حلب الشرقية، كان أحد ضحايا هؤلاء العناصر الذين أصبحوا هم الحاكم في الشارع، وسلطتهم أعلى من سلطة الجميع بما فيهم أمن النظام.

واوضحت صفحة (أخبار حلب) الموالية، ان ” قتل الطفل عمدًا من قبل (الشبيحة) في حي الموكامبو، هو لإذلال أهالي حلب”، وأضافت أن “من قام بهذا العمل كان يتعمد الفعل، وكأنه يريد القول لا أوامر عليّ، فأنا من امتلك السلاح والفعل في حلب”.

وتابعت الصفحة “إن لم يغادروا (الشبيحة) أحياء مدينة حلب، فلن يكون لأي مواطن أمان.. فإن جميع القوانين قد خُرقت، وأصبح حكم الغابة هو السيد في حلب، ولم يبق للقانون أي شيء”.

وأكد شهود عيان، كانوا بالجوار، أن العناصر بعد ارتكابهم الجريمة بحق الطفل، فروا بسيارتهم من أمام مفرزة (أمن الدولة)، القريبة من مشفى (الأندلس)، الواقع في المنطقة، دون أن يتم اعتراضهم.

وشهدت صفحات التواصل الاجتماعي على موقع (فيسبوك)، مئات التعليقات التي ترى أن حلب أصبحت مدينة للمافيات، ولا يوجد أي رادع لها، واتفقت أغلب التعليقات، على أن الفلتان الأمني السائد، هو برعاية النظام وبدرايته.

كتب عزيز آسي -وهو أحد الموالين- معلقًا على الحادث ويناشد الجهات العليا بقوله: “على الأفران (الشبيحة) يأخذون الخبز ويتاجرون به، وعلى مناهل المياه يستولون على المناهل،
وعلى سيارات الغاز، وفي محطات الوقود، وفي الأسواق”، وأضاف يصف أفعالهم “يا سيدي أتمنى أن تزور الأسواق التي بدأت تتحضر للعيد، وانظر إلى (الشبيحة) القذرين ماذا يفعلون، التعرض للفتيات والمارة، والألفاظ النابية، وأغلبهم يحمل سكينًا على خصره”.

حادثة أحمد في حلب، هي الثانية في أسبوع، فقبلها بيومين، أقدمت سيارة “مُفيّمة” لا تحمل نمرة، على صدم طبيبة الأسنان تالار فوسكيان؛ ما أدى إلى وفاتها، لتلوذ السيارة بعد ذلك بالفرار.

كما ذكرت مواقع موالية أن لاعبي نادي الاتحاد الرياضي قد تعرضوا لإطلاق نار من قبل عناصر (اللجان الشعبية) التابعة لنظام الأسد.

حصدت حادثة الطفل أحمد الكثيرَ من التعاطف، خلال الساعات الماضية، من جميع أهالي حلب، وجددت الحديث بقوة عن حجم السلاح المتواجد في شوارعها، وكذلك عن العدد الكبير من السيارات “المفيّمة” التي لا تحمل أي نمرة.

وكتبت روعة ماهوك تقول: “ذنبه أنه فقير وصائم، وذنبه الأكبر أنه طلب من أحد (الشبيحة) بعض نقود ليشتري بها ما يفطر عليه، فأُعطي بدل النقود رصاصة، أُطلقت على رأسه؛ فأردته شهيدًا، ثم بقي الطفل الشهيد مضرجًا بدمائه، دون أن يقترب منه ودون أن يسعفه أحد، إلى أن جاء لاعب الاتحاد حازم محيميد، وقام بإسعافه، ولكنه كان قد فارق الحياة، ونقول.. حلب انتصرت”.

وعلق مصطفى أبو وليم، على الخبر متسائلًا “شو الفرق بين من قتل الطفل أحمد الدرة وهو محتمي بحضن والده خلف حاويه القمامة، والطفل أحمد جاويش الذي قُتل برصاص الغدر والجبن ولم يكن محتمي إلا بالرصيف الذي كان له أب وأم”.




المصدر