1000 عنصر من “حزب الله” إلى دير الزور.. وضباط النظام مُستاؤون من تعاظم دوره
13 يونيو، 2017
تستكمل ميليشيا حزب الله اللبنانية عمليات نقل عناصرها من عدّة مواقع لها في سوريا إلى جبهتين أساسيتين، الأولى لجبهة البادية في دير الزور التي بدأت المعارك فيها بوتيرة متسارعة، والثانية في الجنوب السوري (درعا – القنيطرة).
ويؤكّد أبو محمد الديري، الناشط الإعلامي من مدينة دير الزور لـ صدى الشام أن حزب الله نقل 12 سرية من مقاتلي “التدخل”، أي ما يقارب 1000 عنصر جديد، إلى دير الزور، وغالبية تلك العناصر هم من المقاتلين الذين شاركوا في معارك مضايا والزبداني، وذلك بهدف توسيع نفوذه والتجهيز للمعركة التي يخوضها ضد “داعش” ليقطع الطريق على قوات المعارضة والتي تريد الدخول عبر الحدود الأردنية للوصول إلى دير الزور.
تذمّر
لكن مشاركة حزب الله بهذا الحجم والدور الواضح في معارك البادية السورية لم ترُقْ لكثير من الضباط السوريون في صفوف نظام الأسد، وهو ما اتضح من خلال اختراق أحد مقاتلي المعارضة في دير الزور لترددات أجهزة اللاسلكي الخاصة بقوات النظام هناك، ورصده لمكالمة بين ضابطين سوريين في جيش النظام تم التنصت عليها.
ويلفت الناشط أبو محمد الديري إلى أن هذين الضابطين عبّرا عن استيائهما من الوضع الحالي، وتسلط عناصر وضباط حزب الله ودوره في العمليات العسكرية، وسعي مقاتليه لإظهار أنفسهم بأنهم القائمون على هذه المعركة، متناسين جهود ضباط وعناصر جيش النظام وعشرات القتلى الذين يسقطون كل يوم في مواجهة “داعش” دون أن يأبه بهم أحد، بينما “يُقيم مصرع واحد من حزب الله الدنيا”، حسب تعبيره.
ومن مفارقات هذه المكالمة التي تم رصدها أن أحد الضابطين أبدى حسرته على أيام حافظ الأسد، الذي كان يتحكم بإيران -بحسب رأيه- وليس كهذه الأيام بوجود بشار الذي تحكمت به جميع دول العالم، وخنوعه للضغوط الإيرانية وقواتها، على حد تعبير الضابط.
تهكم وسخرية
وتضمنت المكالمة أيضاً التعبير عن غضب عناصر النظام والضباط بالعموم من التعامل الفوقي والعنجهي الذي يتعرضون له من قبل عناصر ميليشيا حزب الله، فالأمر والقرار لعناصر الحزب، بالإضافة لحصولهم على أفضل الطعام والشراب، والإسعافات، فضلاً عن العبارات التهكمية التي توجّه كل يوم من قبل مقاتلي الحزب لضباط وأفراد قوات النظام والتي توحي بعدم ثقة الحزب بولاء وكفاءة هذه القوات في مثل هذه المعارك، والإشارة إلى أن “أهم المعارك لم تكن ستحسم دون تدخل حزب الله ومقاتليه التي بإمكانها تحرير سوريا بأكملها إن أصدر حسن نصر الله أمراً بذلك”، على حد تعبير المتحدثين في المكالمة.
وشملت تلك العبارات، السخرية من عمليات التعفيش والسرقة والنهب التي يقوم بها الجندي السوري عقب كل سيطرة يفرضها حزب الله.
إن استمرّ الوضع كذلك
يبقى الأكثر جدلاً فيما نقله الناشط عن فحوى المكالمة هو إحدى العبارات المتبادلة بين الضابطين، والتي كان مفادها أنه “إذا استمر الحال كذلك فإنهم سيعمدون لإفشال مهمة الحزب في البادية وإفشال المعركة بأكملها” حتى لو كلّفهم ذلك حياتهم، فهم ليسوا معنيين بالقتال على الجبهات الأولى مع “داعش”، وخسارة عشرات الجنود كل يوم، ليظهر الحزب في النهاية بانه هو المنتصر.
وتعد هذه المكالمة واحدة من اتصالات أخرى تم رصدها، وأظهرت الخلافات غير المعلنة بين قوات النظام وميليشيا حزب الله، كما هو الحال في معارك ريف حماة وريف حلب، والتي شهدت خلافات على مستويات عالية بين جنود العقيد “سهيل الحسن” من جهة، وبين عناصر الحزب ومسؤولي إدارة المعركة من الحرس الثوري الإيراني من جهة أخرى.
[sociallocker] صدى الشام[/sociallocker]