نساء دير الزور ومعاناتهنّ المستمرة مع حسبة (داعش) النسائية

17 يونيو، 2017

مراد الأحمد: المصدر

الحسبة النسائية، هنّ نسوةٌ لكنهنّ لسن كباقي النساء، يتميزن بقسوة وصلابة القلوب، وفقدان الضمير، فقد اعتمدن الرعب والترهيب والتفنن بطرق تعذيب النسوة المخالفات لأحكام “داعش”.

يتنقلن عن طريق “فان” كتب عليه (الفرقة النسائية) أو (الحسبة النسائية)، يجولون الشوارع الرئيسية فقط، لأنهن يخفن التغلغل بين المدنيين.

يضعن شارات “لا إله إلا الله” على رؤوسهن، ويلبسن الكفوف السوداء، أما عباءاتهن فهي طويلة وتأتي من أعلى الرأس حتى أسفل القدمين، ينتشرن بكثرة في ريف دير الزور، وأقل انتشاراً لهنّ ضمن أحياء مدينة دير الزور، تسمى الواحدة منهن “المحتسبة”، وبين بعضهن يلقبن أنفسهم بـ “الأخت”، وغالباً ما تحمل الواحدة منهن حقيبة سوداء جلدية صغيرة في يدها.

وقالت “أم رهف”، من أهالي دير الزور، إن حسبة الرجال أهون بكثير من الحسبة النسائية، فهن يصرخن بأعلى الصوت على النساء في الطرقات بكلام غير أخلاقي، والمرأة المخالفة يقمن بجلدها فوراً، ومن ثم إلحاقها بدورة شرعية، أو أخذها إلى مقر الحسبة.

وأضافت “أم رهف” في حديث لـ (المصدر): “في إحدى المرات كنت أتبضع في السوق ولم أشعر إلا بشيء مؤلم ضربني على يدي، وعندما ألتفت، كانت إحدى نساء الحسبة تضربني بعصا الخيزرانة على يدي لعدم ارتدائي القفازات السوداء (الكفوف)”.

وأردفت: “سمعت ضجيجاً وصراخاً في السوق، وعندما ألتفت رأيت إحدى المحتسبات (نساء جهاز الحسبة) تضرب امرأة على وجهها وتشتمها بأقسى الألفاظ، فما كان من المرأة إلا أن هجمت عليها وضربتها لتنتقم لماء وجهها الذي استباحته محتسبات داعش أمام أعين الناس الذين تجمهروا ليشاهدوا الحادثة، ليلوذ (فان) الحسبة النسائية بالفرار فوراً خوفاً من انتقام الأهالي للمرأة”.

وأكدت “أم رهف”، أنه انتشرت مؤخراً عادة دخول نساء الحسبة إلى البيوت بداعي الخطبة، والبحث عن عروس، مشيرة إلى أنهم يغيرن ملابسهن كي لا يُكتشف أمرهن لأنهن في الحقيقة يقمن بدور التفتيش عن أجهزة التلفاز والمستقبلات الفضائية، فإن شاهدن شيئاً منها داهمت الحسبة هذا المنزل بعد خروجهن منه فوراً.

وأوضحت “أم رهف” أن “جلّ النساء العاملات في جهاز الحسبة النسائي هنّ من زوجات وقريبات عناصر تنظيم داعش، مهمتهن إن شاهدن أي امرأة بلباس غير شرعي (بنطال الجينز الضيق، أو إظهار زينتهن وتبرجهن أمام بعضهن في جمع نسائي)، فعليهن إخبار أزواجهن من عناصر داعش بذلك، كي يتم ملاحقة أزواج النساء المتبرجات ولو كان ذلك في مجمع نسائي”.

وتترأس جهاز الحسبة النسائي في مدينة دير الزور زوجة “أبو شداد”، أحد زعماء تنظيم “داعش” وهو من ريف الحسكة، وكان أغلب تواجدها على مدخل مدينة دير الزور من جهة جسر السياسية، وتم إلقاء القبض عليها في وقت سابق من قبل التنظيم بتهمة تهريب التبغ، لتتبرأ لاحقاً مما نُسب إليها وتعود أقوى وأشد ظلماً مما كانت عليه في السابق.

وختمت “أم رهف” حديثها قائلة: “هؤلاء نساء الحسبة يأمرن الناس بالمعروف وينسين أنفسهن، ظالمات للنساء المدنيات، رحيمات متعاطفات فيما بينهن، كي لا يُكشف سرهن ويستباح أمرهن”.

[sociallocker] المصدر
[/sociallocker]

17 يونيو، 2017