كيف تغلّب (محلي دوما) على أزمة المياه في المدينة؟


محمد كساح: المصدر

تعاني مدينة دوما كغيرها من مدن الغوطة الشرقية المحاصرة من أزمةٍ حادةٍ في المياه، نتيجة قطع النظام لموارد المياه التي كانت تأتي إلى المدينة، عقب سيطرة كتائب الثوار عليها بداية 2013؛ فماذا كانت الحلول؟

“لدينا أزمة كبيرة في الحصول على المياه خاصة المياه الصالحة للشرب”، يقول السيد “إياد عبد العزيز” نائب رئيس المجلس المحلي لمدينة دوما.

* حل جزئي

على مدار الأعوام الماضية عملت العديد من المؤسسات الإنسانية والمحلية في الغوطة على تأمين المياه عبر حفر الآبار الارتوازية وتركيب الكباسات والغطاسات عليها.

“فكرة الكباسات العاملة يدوياً حلت المشكلة بشكل جزئي”، يضيف عبد العزيز في تصريح لـ (المصدر).

تتوفر المياه الجوفية في دوما بشكل جيد، لكن غلاء الوقود جعل تعبئة المياه عن طريق الغطاسات العاملة على الكهرباء أمراً متعذراً بالنسبة للكثيرين، لذلك فإن معظم العائلات تعتمد على الكباسات اليدوية، ما يجعل حصة الفرد اليومية من الماء تقل عن 20 ليترا، وهذا سبب انتشار الأمراض الجلدية والقمل، بسبب قلة النظافة الشخصية.

وتتواجد في دوما شبكة للمياه. ويقول عبد العزيز إن الشبكة “جاهزة بنسبة 70 في المائة، لكنها متوقفة بسبب عدم وجود دعم، لأنها بحاجة لبعض التجهيزات حتى يتسنى للمجلس ضخ المياه إلى الخزانات الرئيسية في دوما ومن ثم توزيعها على الشبكات الفرعية”.

* عربة متنقلة

الحل الأنجح والبديل عن الكباسات وعن الاعتماد على الوقود في تشغيل الغطاسات الكهربائية تلخص في ضخ المياه عبر ألواح الطاقة الشمسية.

ويقول عبد العزيز إن المشروع تمت تجربته في دوما بتركيب منظومة طاقة في 13 نقطة، يتم عن طريقها تشغيل الغطاسات الكهربائية، بحيث تغذي كل نقطة ما حولها من المدارس والمساجد والبيوت.

ويتابع نائب رئيس المجلس المحلي لمدينة دوما “كانت هذه بمثابة الخطوة الأولى لتأتي الخطوة الثانية في استعمال عربة متنقلة تعمل على الطاقة الشمسية باستخدام 20 لوحاً، هذه العربة تولد الكهرباء صيفاً قرابة 10 ساعات بشكل متواصل، وتتنقل يومياً في أحياء المدينة لتملأ الخزانات”.

ويضيف “في سبيل تطوير الفكرة نعمل على إنتاج 22 عربة بعدد أحياء المدينة، بحيث يكون في كل منطقة عربة خاصة تؤمن المياه بكلفة شبه معدومة”.

ويردف عبد العزيز بالقول: “المشروع ناجح جيداً ويعتبر من مشاريع التنمية المستدامة، كونه لا يكلف سوى في بداية تأسيسه فقط، وحتى لو انتهت الأزمة يمكن الاستفادة من هذا المشروع قرابة 25 سنة وفق عمر اللوح الافتراضي، والاستغناء عن الوقود والكهرباء”.





المصدر