on
الأمم المتحدة: سورية أكبر منتج للاجئين في العالم
جيرون
كشفت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن سورية هي المُنتجُ الأكبر للاجئين والنازحين حول العالم، حيث بلغ عدد النازحين داخليًا والمقيمين خارج البلاد كلاجئين، 12 مليون شخص، أي ما يعادل 65 بالمئة من السكان، 5.5 مليون منهم، خارج الحدود السورية.
وذكر تقرير المفوضية (الاتجاهات العالمية) الصادر أمس أن: “الحروب والعنف والاضطهاد تسبّبت بتهجير الرجال والنساء والأطفال حول العالم، بأعداد أكبر من أي وقت مضى، منذ إنشاء المفوضية قبل سبعة عقود”. وجاءت سورية وجنوب السودان في المقدمة، من حيث تسارع النمو بأعداد اللاجئين والنازحين.
وأشار التقرير الذي صدر، بالتزامن مع يوم اللاجئ العالمي الذي يصادف اليوم الثلاثاء، إلى أن “عدد النازحين قسرًا قد بلغَ في جميع أنحاء العالم حتى نهاية عام 2016، 65.6 مليون شخص، وهو أكثر بنحو 300 ألف شخص من العدد المسجل في العام السابق، 40.3 مليون شخص هُجروا داخل حدود بلدانهم، بينما تجاوز مجموع عدد الأشخاص الذين يبحثون عن الأمان عبر الحدود الدولية كلاجئين 22.5 مليون، وهو أعلى عدد يتم تسجيله، منذ تأسيس المفوضية في عام 1950 في أعقاب الحرب العالمية الثانية”.
بشأن النزوح الداخلي أوضحت المفوضية: “شهدت حالتا النزوح الداخلي في سورية والعراق وحالة النزوح الكبير جدًا في كولومبيا أكبر حالات النزوح الداخلي، غير أن مشكلة النزوح الداخلي هي مشكلة عالمية، ويشكل النازحون داخليًا نحو ثلثي عدد النازحين قسرًا في العالم”.
من جهة أخرى، ركّز التقرير على الأطفال كونهم أكبر المتضررين من أزمة النزوح، وجاء في التقرير: “ما يبعث على الحزن بشكل خاص هو محنة الأطفال الذين يشكلون نصف اللاجئين في العالم، والذين لا يزالون يتحملون عبئًا غير متناسب من المعاناة، وذلك بسبب ضعفهم الشديد في المقام الأول، والمأسوي في الأمر أنه تم تلقي 75 ألف طلب لجوء من أطفال يسافرون بمفردهم، أو أطفال مفصولين عن ذويهم، ومن بينهم مراهقون”. واستشهد التقرير بشاب سوري يافع (طارق)، عمره 16 عامًا، فرّ من سورية إلى تركيا المجاورة.
أما بالنسبة لطالبي اللجوء حول العالم، وهم أشخاص فروا من بلدانهم، ويسعون إلى الحماية الدولية كلاجئين، فقد كشف التقرير أن عددهم بلغ 2.8 مليون شخص مع نهاية عام 2016.
أظهرت الأرقام أن 84 بالمئة، من اللاجئين في العالم، كانوا يتواجدون في البلدان النامية أو ذات الدخل المتوسط مع نهاية العام 2016؛ “يعكس هذا الاختلال الضخم عدة أمور، بما في ذلك الافتقار المستمر إلى التوافق في الآراء على الصعيد الدولي، عندما يتعلق الأمر بمسألة استضافة اللاجئين وقرب العديد من البلدان الفقيرة من مناطق الصراع، كما يسلط الضوء على حاجة البلدان والمجتمعات التي تدعم اللاجئين والأشخاص النازحين الآخرين إلى الموارد والدعم الصلب”.
وأشارت المفوضية إلى الكلفة البشرية الهائلة للحرب والاضطهاد على الصعيد العالمي، إذ إن هذا العدد (65.6) مليون شخص يفوق مجموع سكان بريطانيا.
بدوره علق المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، قائلًا: “هذا العدد غير مقبول بكل المقاييس، وهو يشير، أكثر من أي وقت مضى، إلى الحاجة إلى التضامن، وإلى هدف مشترك متمثل في الحد من الأزمات وحلها، وإلى العمل معًا لضمان حصول اللاجئين والنازحين داخليًا وطالبي اللجوء في العالم على الحماية المناسبة والرعاية، بينما يتم البحث عن الحلول”.
تأتي هذه الدراسة بالتزامن مع اليوم العالمي للاجئين، إذ خصصت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2000، خصصتْ يومَ العشرين من حزيران/ يونيو من كل عام، لاستعراض هموم وقضايا ومشكلات اللاجئين والأشخاص الذين تتعرض حياتهم في أوطانهم للتهديد، وبحث سُبُل تقديم المزيد من العون لهم، وذلك برعاية من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، واحتُفل به المرة الأولى، عام 2001.
المصدر