نيزافيسيمايا غازيتا: هل بدأت مرحلة جديدة من الحرب الأميركية – الإيرانية


سمير رمان

٠٠

الصورة: Gettyimages

على ما يبدو لن تكتفي إيران بالضربات الصاروخية التي وجهتها للأراضي السورية. وبحسب تصريحات الجنرال رمضان شريف للتلفزيون الإيراني: “إذا قاموا (الدولة الإسلامية) بتنفيذ أعمالٍ معيَّنة لتهديد أمننا القومي، فبالتأكيد ستكون هناك ضرباتٌ أُخرى”. إلا أنَّ الصواريخ كانت أيضًا إشعارًا للولايات المتحدة الأميركية وللمملكة العربية السعودية، ولم تكنْ مجرَّد ضربةٍ موجَّهةٍ للإرهابيين في العراق وسورية. وفي هذا الصدد، قال الجنرال الإيراني: “السعوديون والأميركيون -بشكلٍ خاصٍّ- هم المقصودون بهذا الإشعار. ومن الواضح، أنَّ بعض الدول الرجعية في المنطقة، وتحديدًا المملكة العربية السعودية، تحاول تقويض أمن الجمهورية الإسلامية”.

قامت القوات الإيرانية في 18 الجاري بتوجيه ضربةٍ صاروخيةٍ، استهدفت قواعد للإرهابيين في شرق سورية. وتولت قوات الحرس الثوري الإيراني تنفيذ الضربة، بواسطة صواريخ باليستية متوسطة المدى، وتمَّ الإطلاق من قواعد الحرس الثوري الإيراني المتواجدة في محافظة كرمنشاه وكردستان، وسقطت الصواريخ في مدينة دير الزور السورية. وبحسب سلسلة الهجمات الإرهابية التي وقعت في العاصمة طهران، بداية حزيران/ يونيو. وفي الوقت نفسه تقريبًا، قامت القوات الجوية التابعة للتحالف الدولي ضد الإرهاب، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، قامت بإسقاط طائرة سورية مقاتلة في منطقة مدينة الرقة شمال سورية. بحسب وكالة أنباء تاس. وبحسب معلومات الوكالة السورية، وقع الحادث يوم الأحد بعد الساعة الثانية عشرة ظهرًا في منطقة الرصافة على مسافة 30 كم جنوب الرقة. وكانت الطائرة المقاتلة السورية تشارك في عمليةٍ ضد المجموعات الإرهابية التابعة لـ “الدولة الإسلامية”، تقوم بها قوات الجيش السوري والميليشيات المساندة لها. ويشير إعلان (تاس) إلى أنَّ مصير الطيار الذي كان يقود الطائرة ما زال مجهولًا. وتؤكد قيادة القوات المسلحة السورية أنَّ “هذا الحادث هو عملٌ عدوانيٌّ واضح لا يترك مجالًا للشكّ حول وجود تعاونٍ بين الولايات المتحدة الأميركية وتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي، ويؤكَّد أنَّ الولايات المتحدة تستخدم هذا التنظيم لتنفيذ المؤامرة الأميركية-الصهيونية في المنطقة”.

 من جانبها، أعلنت روسيا في 19 حزيران/ يونيو وقفَ العمل بمذكرة التفاهم مع الولايات المتحدة الأميركية حول سورية، بسبب إسقاط طائرات التحالف لطائرة السوخوي Су-22 السورية. جاء ذلك في تصريح وزارة الدفاع الروسية يوم الإثنين: “اعتبارًا من 19 حزيران، تُوقف وزارة الدفاع في جمهورية روسيا الاتحادية التعاون مع الجانب الأميركي، في إطار مذكرة التفاهم حول منع وقوع الحوادث وتأمين الطلعات الجوية، أثناء العمليات العسكرية في سورية، وتطالب القيادة الأميركية بإجراء تحقيقٍ دقيقٍ وشامل حول الحادث وتقديم توضيحات عن نتائجه وعن الإجراءات المتَّخذة في هذا الصدد”.

بعد إسقاط المقاتلة السورية سوخوي- 22، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنَّ وسائل الدفاع الجوي الروسية ستقوم بمتابعة الطائرات الحربية والطائرات بدون طيار التابعة للتحالف الدولي في سورية من قبل، في المناطق السورية الواقعة غرب نهر الفرات.

وأردفت وزارة الدفاع الروسية “في مناطق العمليات القتالية التي تنفذها الطائرات الروسية في الأجواء السورية، ستكون الأهداف الجوية، بما فيها الطائرات الحربية والطائرات بدون طيار التابعة للتحالف الدولي، والتي ترصد غرب نهر الفرات، وستتابعها وسائل الدفاع الأرضية والجوية الروسية، باعتبارها أهدافًا جويَّة”.

سمح هذان الحادثان (الطائرة السورية المسقطة، والهجوم الصاروخي الإيراني) للعديد من المراقبين باعتبار أنَّ الحرب على تنظيم “الدولة الإسلامية” تتحول تدريجيًا إلى غطاءٍ لمواجهاتٍ مسلحة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية على الساحة السورية.

طوال الأسبوع الماضي، دأب قائد إيران الروحي علي خامنئي وسلطات البلاد العليا على انتقاد موقف وتصرفات الولايات المتحدة الأميركية؛ وقال خامنئي، في خطابه يوم الأحد إنَّ أيَّ محاولةٍ لتقويض استقرار الجمهورية الإسلامية لن تمرَّ. “خلال 38 عامًا الماضية لم تمرَّ لحظةٌ، لم تكونوا فيها تريدون تغيير النظام، ومن جديد تضربون رؤوسكم بالحائط، وهكذا سيكون الأمر دائمًا”، قال خامنئي.

في مقالةٍ لها، بعنوان (الحرب بعد داعش: هل يفتح ترامب أبوابَ الصراع مع إيران)، تلفت الصحيفة الانتباه إلى أنَّ القوات الأميركية قد فتحت النار على القوات الإيرانية في سورية، ثلاث مراتٍ خلال الشهر الماضي، في ظروفٍ متوترة، ويمكن برأي المراقبين أنْ تتطوَّر هذه الحادثة إلى صراعٍ غير مخطط له. ووقعت الحوادث الثلاث في منطقة التنف، وهي بلدة في الصحراء السورية غير بعيدة عن نقطة تلاقي حدود سورية، العراق والأردن. تدلُّ هذه الحوادث على أنَّ الجزء الشرقي من الصحراء السورية يتحوَّل إلى ساحة مواجهةٍ بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران. إضافةً إلى ذلك، اقتربت، يوم الأربعاء، سفينةٌ حربية إيرانية، إلى مسافة بقطرٍ، أكبر قليلًا، من 700 متر عن الأسطول الأميركي الذي كان يعبر رأس هرمز. وهذه اللقاءات ليست بالجديدة، ولكنَّ السياق جديدٌ بالتأكيد، تكتب الصحيفة.

أمَّا الصّحافة البريطانية فكتبت أنَّ الإدارة الأميركية الجديدة تتصرّف عشوائيًا في كثير من المواقف، إلا أنَّها تهدف إلى إبعاد النفوذ الإيراني عن المنطقة. وانقطعت الاتصالات رفيعة المستوى بين واشنطن وطهران، الاتصالات التي أرستها إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما. أمَّا رئيس الولايات المتحدة الأميركية الجديد، دونالد ترامب، فينتهج خطابًا معاديًا لإيران، خاصَّةً أنَّ أول زيارةٍ خارجيةٍ له كانت للمملكة العربية السعودية”، إذ يميل الرئيس الأميركي بشكلٍ واضحٍ إلى جانب الرياض في تنافسها مع طهران”. تلاحظ صحيفة The Guardian البريطانية أنَّ دونالد ترامب قد قام بتصوير إيران كتهديدٍ عالمي على قدم المساواة مع تنظيم الدولة الإسلامية و”القاعدة” (المحظورتان في روسيا الاتحادية).

في كتابها (خسارة العدو: أوباما، إيران وانتصار الدبلوماسية)، تكتب رئيس المجلس الإيراني- الأميركي تريتا بارسي أنَّ الرئيس دونالد ترامب بزيارته إلى المملكة العربية السعودية “لم يغلق النافذة أمام الحوار الشامل فحسب، ولكنَّه فتح أيضًا نافذةً لحربٍ محتملة مع إيران”. وبحسب مساعد باراك أوباما لشؤون الشرق الأوسط روبرت مالي “هناك ثلاث مناطق خطرة الآن في العالم تقع في اليمن، في المنطقة الواقعة بين شرق سورية وغرب العراق، وفي قاعات كونغرس الولايات المتحدة الأميركية”. أمَّا وزير الخارجية الأميركية بيكس تيليرسون، فقد شدَّد على التغيُّرات السلمية، ولكنَّه بالنسبة لإيران، عاد إلى روح تغيير النظام التي سادت في عهد بوش، وحتى إنَّ خطابه يعود بالذاكرة إلى حقبةٍ أبعد.. إلى انقلاب عام 1953 في إيران.

حتى الآن، ما زالت الولايات المتحدة الأميركية تقوم بتعزيز مواقعها في سورية، عبر نشرها أنظمة إطلاق الصواريخ من طراز HIMARS. وليس من الواضح على أيِّ مدىً ستمتدّ السيطرة الأميركية، تكتب الصحيفة.

بالنسبة لروسيا، جاءت اليوم أخبارٌ عن نيَّة سفن الأسطول الروسي القيام، هذا الأسبوع، بإطلاق دفعاتٍ من الصواريخ في منطقة المياه الإقليمية شرق البحر الأبيض المتوسط قرب الشواطئ السورية. وتقول القوات البحرية للاتحاد الروسي: “ستقوم سفن الأسطول الروسي بإجراء تدريباتٍ على إطلاق الصواريخ. وسيكون الإطلاق من 18- 30 من حزيران/ يونيو”. وكما يفهم من التحذير، يمكن أن تجري عملية إطلاق الصواريخ أيام 19، 20، 23، 28 و30 حزيران بين الساعة الثامنة صباحًا والساعة السادسة مساءً، حسب توقيت موسكو، عند حدود المياه الإقليمية السورية في المياه الدولية من البحر المتوسط.

وسبق أنْ أغلقت هذه المنطقة من 29 أيار/ مايو وحتى 4 حزيران، حيث قام طراد الأسطول الروسي في شرق البحر المتوسط “الأدميرال إسين” والغواصة “كراسنودار” بإطلاق صواريخ – 4 صواريخ مجنَّحة من طراز “كاليبر- H K ” وصواريخ “كاليبر- пл”، أُطلقت على أهدافٍ قرب تدمر.

يضمّ الأسطول الروسي شرق البحر المتوسط حاليًا، الطرادين الحديثين “الأدميرال غريغوريتش” و”الأدميرال إيسين”، الغوّاصة “كراسنودار”، سفينة الحراسة “سميتلوفي”، سفنَ الإنزال “القيصر كونيكوف”، “نيقولاي فيلتشينكو” و”آزوف”، وسفنَ كاسحة للألغام، ناقلة وقودٍ وغيرها من سفن الإمداد. وبهذا يكون إجمالي القطع الحربية الروسية نحو 15 قطعةٍ.

المواد من: الإنديبندنت، جيروزاليم بوست، الغارديان، تاس.

اسم المقالة الأصليАктивная фаза американо-иранской войны уже началась?

كاتب المقالةنيزافيسيمايا غازيتا أون لاين
تاريخ ومكان النشر16 حزيران 2017. صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا
رابط المقالةhttp://www.ng.ru/world/2017-06-19/100_iranvsusa.html

ترجمةسمير رمان

a




المصدر