المبادرات الرمضانية في دمشق… سرقاتٌ ضخمةٌ تحت غطاء مخابرات النظام


المصدر: رصد يعمل إعلام النظام على الترويج للمبادرات الرمضانية، ليحث تجار العاصمة دمشق على التبرع خلال شهر رمضان، دون أن يعلموا بأن هذه المبادرات باب سرقةٍ واسعٍ تحت عناوين تخاطب المشاعر والعواطف، وتحت غطاء الأفرع الأمنية. ومع ارتفاع أزمة النازحين الذين تركوا منازلهم والذين يقدر عددهم بـ 6.5 مليون شخص، ازداد استغلالهم وسُرقت المساعدات المقدمة لهم، سواء المقدمة من التجار أم المنظمات الدولية، حيث تنتشر في رمضان مبادرات إنسانية في مناطق النظام، لمساعدة الفقراء والمحتاجين بتقديم وجبات إفطار لهم، وتلقى تلك المبادرات تفاعلاً إما عبر تقديم الدعم المادي لها من رؤوس أموال خاصة، أو تطوع الشباب للعمل بها حباً بالمساعدة. وأشار موقع “السورية نت” بأن من تلك المبادرات مطبخ “ساعد” الخيري الذي تقيمه جمعية “ساعد” في رمضان، حيث تطوع عدد من الشباب والشابات مؤخراً كي تطلق الجمعية مبادرة “خسى الجوع” للعام الخامس على التوالي، وتعمل “ساعد” كما يصور إعلام النظام في مجال تنمية المجتمع وترسيخ الانتماء والمواطنة الفاعلة، عبر المشاركة في التطوير من خلال التعاون مع المجتمع الأهلي. “يبقى من الجمل أذنه” ونقل موقع “السورية نت” عن “عبد الرزاق”، وهو الاسم المستعار الذي اختاره لنفسه أحد الشباب الفاعلين في مبادرة “ساعد”، قوله إن المبادرة تتلقى مساعدات عينية ومادية ضخمة جداً، إلا أن ما يتم تقديمه في مطبخ المبادرة بالقرب من الجامع الأموي لا يتجاوز 15 في المئة من المواد التي تتلقاها الجمعية. وأكدت معلومات حصل عليها الموقع وتطابقت مع رواية عبد الرزاق، أن جمعية “ساعد” حصلت قبل رمضان على نحو 220 كيس رز و356 كيس برغل، ونحو 2 طن رب البندورة، و300 كغ ملح طعام، إضافة إلى المساعدات المادية التي تم استلامها دون وصول مالية. وأما عبد الكريم (اسم مستعار) من مبادرة “سكبة رمضان” التابعة لفريق “بادر التنموي”، فقد قال: “تم تحضير نحو 3000 وجبة إفطار وصلت إلى 23 منطقة في دمشق، أنجزت بجهود نحو 40 متطوعاً بين التحضير والطهي والتبريد والتوزيع، والجميع يعلم بأن المبادرة تلقت مساعدات أهلية يكفي لتحضير نحو 22 ألف وجبة”، وذلك وفقاً لحسبة بسيطة أجراها زميله في المبادرة والمسؤول عن استلام المساعدات من المتبرعين”. غطاءٌ مخابراتي وقال أحد متطوعي تلك الحملات، فضل عدم الإشارة إلى اسمه، إن تلك المبادرات “تحظى بغطاء أمني من قبل عدة فروع أمنية، إذ تحصل على الموافقة الرئيسية من فرع الأمن السياسي”. وأضاف أن “مديرة إحدى أكبر مبادرات دمشق موظفة في مكتب وزير المصالحة الوطنية علي حيدر وهي المذيعة رين الميلع، ما يجعل انتقادهم من قبل المتطوعين أمراً بالغ الخطورة، رغم أن المتطوعين أنفسهم يتم انتقاؤهم بعناية وليس بشكل عشوائي وطوعي كما تدل الكلمة”. وذكرت مصادر من داخل تلك الجمعيات لـ “السورية نت” أنه يوجد عشرات حالات التزوير والقوائم الوهمية يومياً للأشخاص الذي سيستلمون المساعدات، مشيرين إلى أنه لا أحد يقوى على مساءلة المسؤولين عن هذه التجاوزات لكنهم مدعومين من شخصيات متنفذة داخل النظام. وكان فرحان حق المتحدث باسم الأمم المتحدة قال في وقت سابق إن “اليونيسف” تشعر بقلق “شديد إزاء تقارير عن عدم وصول بعض إمداداتها الإنسانية إلى وجهتها المقصودة”. وخلال 2016 استولت قوات النظام على المساعدات التي ألقتها الطائرات الروسية في دير الزور قبل أشهر، وادعت موسكو أنها كانت مخصصة للمدنيين المحاصرين، وذكرت مصادر محلية حينها أن قوات النظام توجهت مباشرة إلى أماكن سقوط المظلات، ومنعت الأهالي من الاقتراب منها. كما ظهرت مساعدات عليها شعار الأمم المتحدة والهلال الأحمر في ثكنات عسكرية لقوات النظام وميليشياته، ونشر ناشطون صوراً لها.



المصدر