هربوا من جحيم الأسد.. الوحدات الكردية تجند نازحين إجبارياً في صفوفها.. فما هو مصير من يرفض؟


عمدت ميليشيا وحدات حماية الشعب الكردية في الحسكة والقامشلي، إلى اعتقال العشرات من أبناء دير الزور والرقة النازحين، بهدف تجنيدهم ضمن صفوفها، بعد اتخاذها قرار بأن تشمل "الخدمة العسكرية الإلزامية" جميع القاطنين في تلك المدينتين.

وقال الناشط الإعلامي سهيل عبد الرحيم لـ"السورية نت"، إن "القرار الجديد يؤكد على أن الوافدين (النازحين) يشملهم قرار التجنيد الإجباري دون وجود أي استثناء".

وأضاف أن القرار يضم الفئة العمرية ما بين 18 و40 عاماً من الرقة وحلب ودير الزور وغيرها، ويجبر هؤلاء على إخراج "دفتر عسكرية" جديد خاص بالمنتسبين إلى صفوف هذه الميليشيا، دون أي اعتراف بدفتر "الخدمة الإلزامية" الصادر من قبل نظام الأسد.

ونوه عبد الرحيم، إلى أن التجنيد الإجباري كان سابقاً يشمل الأكراد والعرب من أبناء المنطقة فقط، أما الآن فضم جميع النازحين، بهدف زجهم في المعارك القادمة بدير الزور أو الرقة بعد إلحاقهم بدوره عسكرية مدتها أيام فقط، وأشار أيضاً إلى أنه سابقاً كان الشاب الذي ينتسب أحد أشقائه إلى صفوف "الوحدات" يعفى من الخدمة، لكن تم إلغاء هذا القرار، كما تم إلغاء القرار المتعلق بإعفاء أخوة "الشهيد".

أما حول مدة الخدمة، فبين عبد الرحيم أن القرار ذكر أنها 9 أشهر، أو سنة بالنسبة للمتخلفين عن الخدمة، وذلك تحت تهديد طرد من يرفض الالتحاق بالطرد إلى المخيمات أو إلى خارج المحافظة.

وذكر احد النازحين لـ"السورية نت"، طالباً عدم كشف اسمه حفاظا على سلامته، بأن حملات التجنيد الإجباري طالت للمرة الأولى خلال اليومين الماضيين منازل النازحين، بعد أن اقتصرت سابقاً على الحواجز المنتشرة  في الأرياف والمدن والبلدات التابعة للمحافظة.

وأشار إلى أنه تم استخدام الرصاص الحي من قبل عناصر "الوحدات" الكردية لدى مطاردة بعض رافضي الالتحاق بصفوفها، ما أدى إلى وقوع العديد من الإصابات.

هذا ونشرت صفحة "اتحاد شباب الحسكة" المعنية بنقل أخبار المحافظة، أسماء عدد من الشباب الذين تم اعتقالهم بهدف تجنيدهم، مؤكدة أن هذه الاعتقالات شملت العشرات من أبناء دير الزور النازحين.

يذكر بأن بلدات ومدن وقرى محافظة الحسكة تحتضن الآلاف من نازحي دير الزور والرقة منذ عام 2011،

وتعرف "وحدات حماية الشعب" أيضاً بـ"وحدات الدفاع عن الشعب"، وهي من المليشيات المسلحة الرئيسية المنتشرة في شمال، وشمال شرق سوريا، وينظر إليها على أنها الفرع العسكري لحزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي، وأنها موالية لـ"حزب العمال الكردستاني".

وانتقدت الأمم المتحدة في يونيو 2015 "وحدات حماية الشعب"، قائلة إنها تجند أطفالاً لا تتجاوز أعمارهم 18 سنة.

وقالت منظمة حقوق الإنسان "أمنستي إنترناشوينال" في وقت سابق، إن الوحدات طردت آلاف المدنيين من شمال سوريا، ودمرت منازلهم انتقاماً منهم اتهامها لهم بأنهم على علاقة بتنظيم "الدولة الإسلامية"، لكن الوحدات تنفي هذه التهمة، وتقول إن معظم المدنيين تركوا منازلهم هربا من المعارك، وإنها ترحب بعودتهم.




المصدر