(تحرير الشام) في مخيم اليرموك حتى إشعار آخر


جيرون

كشف مصدر في “هيئة تحرير الشام” لـ (جيرون) أن خروج عناصر الهيئة من مخيم اليرموك جنوب دمشق، وفق ما نص عليه اتفاق المدن الأربعة، قد “أُرجِئ إلى أجل غير مسمى”. وقد أُجّلت عمليات إجلاء مقاتلي الهيئة من أطراف دمشق الجنوبية عدة مرات، بذريعة “أسباب لوجستية تتعلق بترتيبات الطريق والسلاح”.

وقال الناشط باسل أبو عمر لـ (جيرون): “المعطيات على الأرض تدحض مزاعم فصائل منظمة التحرير في دمشق، في ما يخص إنهاء ملف المخيم وعودة الأهالي المهجرين. حتى اللحظة لا شيء يوحي بتحضيرات لخروج (داعش) أو (تحرير الشام)؛ فكلاهما يعزز مواقعه العسكرية على خطوط التماس. وهناك معلومات عن فشل كافة الاتفاقات المتعلقة بالخروج”.

وأضاف أن “المسألة معقدة وتتداخل فيها أجندات إقليمية، ليس فقط في ما يتعلق بمصير المخيم وإنما دمشق بأكملها، وكذلك مستقبل وجود اللاجئين الفلسطينيين، ليس في سورية وإنما في المنطقة عمومًا”.

في حين، أشار مصدر (جيرون) في (هيئة تحرير الشام) إلى أن “الإيرانيين أنهوا عملية الخروج، بموجب اتفاق المدن الأربعة المعروف، وبدؤوا يطالبون باتفاق جديد كليًا”، لافتًا إلى أن “عملية الخروج من المخيم عُلّقت إلى أجل غير مسمى”، مشددًا على أن “خروج الهيئة من المنطقة مرتبط بترتيبات خروج التنظيم، وبقية ملفات جنوب العاصمة”، دون تفاصيل أكثر.

في السياق ذاته، قال الناشط أبو حسام الدمشقي لـ (جيرون): “حديث (تحرير الشام) عن نسف الإيرانيين للاتفاق القديم ومطالبتهم بآخر جديد ليس دقيقًا، وأعتقد أن ما يجري الآن هو بحث ترتيبات عملياتية، بخصوص طبيعة القوات التي ستنتشر على الأرض، وليس في مناطق الهيئة فقط، وإنما في مناطق التنظيم أيضًا، ولا سيما أن العديد من عناصر الأخير أبدوا رغبتهم في البقاء داخل الحجر الأسود، وتسوية أوضاعهم والعمل تحت إدارة ميليشيات النظام؛ وبالتالي سيتأخر تنفيذ الاتفاق، ولكن ليس كثيرًا”.

تأتي هذه المعطيات تزامنًا مع قيام (داعش) بحملة دهم وتفتيش، قبل أيام، على خطوط التماس مع فصائل المعارضة المسلحة في بلدات (يلدا، ببيلا، بيت سحم)، وقيامه بإجبار الأهالي القاطنين هناك على ترك منازلهم، وأعقبها بحملة مماثلة في قطاعات الشهداء وسط المخيم، ما يعزز احتمال اندلاع مواجهات، بين التنظيم والهيئة، تنهي أي أمل بوقف معاناة المخيم المتواصلة منذ أربع سنوات.




المصدر