مصياف تشيّع لواءً بلا رصاص لأول مرة


زيد العمر: المصدر

بعد مقتل اللواء “غسان الراشد” برفقة اللواء “وهيب صقر” بعبوة ناسفة قرب مناطق سيطرة “داعش” في ريف حلب، أصدرت قيادة قوات النظام أوامر صارمة لقيادات الميليشيات الموالية بعدم استخدام الرصاص الحي أثناء التشييع الذي عادة ما يتحول إلى كارثةٍ تودي بحياة الأبرياء بالرصاصات الطائشة الصادرة عن الشبيحة المشيعين.

وقال ناشطٌ من المنطقة، يطلق على نفسه اسم “علي الغربي” لـ “المصدر” إن أهالي مصياف كانوا يستعدون لاشتعال التشييع بإطلاق الرصاص من الأسلحة الفردية والرشاشات المتوسطة، وذهب بعضهم إلى أن شبيحة النظام نصبوا مدافع لإطلاق قذائف وقت تشييع هذه الرتبة العسكرية البارزة، خاصةً مع ما عهدوه مع تشييع أي شبيحٍ يعود للمدينة مكفناً بعلم النظام.

واستدرك “الغربي” بالقول، لكن ما حدث كان مفاجئاً للجميع، فقد اختفى الرصاص كلياً أثناء تشييع اللواء الراشد انطلاقاً من مصياف إلى مسقط رأسه في قرية بيرة الجرد القريبة. ليتبين لاحقاً أن قيادة قوات النظام توعدت الشبيحة الذين يطلقون النار في هذه الجنازة تحديداً سيلقون عقوباتٍ رادعةٍ، بحيث ما تداوله عناصر الميليشيات فيما بينهم بعيد التشييع الذي حضره ضباط كبار في قوات النظام.

وذكرت شبكة أخبار القرية على “فيسبوك” أنّ موكب التشييع تجول في مصياف متوجهاً إلى قرية بيرة الجرد حيث حُمل النعش على الأكتاف من منزل اللواء إلى مقبرة القرية، لافتةً أن رصاصة واحدة لم يتم إطلاقها خلال موكب التشييع، إلا أنها لم تتطرق للأسباب التي منعت المشيعين من إطلاق الرصاص.

وأشار مصدرنا أن قرار منع إطلاق الرصاص لم يتجاوز جنازة اللواء في مصياف، حيث شهدت طرطوس وجبلة وريف حماة تشييعات مماثلة خلال الأيام الماضية، وجرى خلالها إطلاق رصاصٍ مكثّفٍ من قبل الشبيحة.

وتكررت في السنوات الماضية حوادث سقوط قتلى جراء الرصاص الطائش في التشييع عشرات المرات، في أغلب المدن والبلدات التي تخضع لسيطرة النظام، الأمر الذي انعكس حالةً من السخط كبير بين الموالين خصوصاً بعد وقوع أطفال ضحايا تلك التصرفات، نحو ما حدث منذ فترة ليست ببعيدة في مدينة اللاذقية مع الطفل “زين آصف كنعان” الذي كان في مدرسته (بديع زيني) في مدينة اللاذقية، عندما أصابته رصاصةٌ طائشةٌ قادمةٌ من جنازة أحد القتلى.

وخلال الشهر الماضي، تحول تشييع شبيحٍ في حي دمر في العاصمة دمشق إلى كارثة حيث أدى إطلاق النار الكثيف أثناء تشييع أحد قتلى قوات النظام إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المشيعين. وكذا ريف طرطوس الذي شهد قبل شهرين مقتل شبيحٍ على يد زميله أثناء تشييع عنصرٍ من قوات النظام.





المصدر