في مهمة دبلوماسية جديدة.. تيلرسون يزور الخليج لفتح طريق أمام حل للأزمة مع قطر
10 يوليو، 2017
يبدأ وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في الكويت اليوم الإثنين جولة إقليمية لبحث الأزمة القطرية في مهمة دبلوماسية غربية جديدة تهدف إلى محاولة نزع فتيل أكبر خلاف سياسي تشهده المنطقة منذ سنوات.
ومن المقرر أن يزور تيلرسون الكويت، الوسيط الرئيسي في الأزمة ، إلى جانب قطر والمملكة العربية السعودية، مدشناً انخراطاً أميركياً مباشراً في الخلاف المتفاقم بين الدولتين الخليجيتين الغنيتين.
وعشية الزيارة، قال متحدث باسم تيلرسون إنه من المبكر “توقع التوصل إلى نتائج” خلال جولة المسؤول الأميركي، مضيفاً “نحن على أبعد أشهر مما نتصور أنه سيكون حلا فعليا، وهذا الأمر غير مشجع”.
وكانت السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر قطعت في الخامس من أيار/مايو علاقاتها بقطر وفرضت عليها عقوبات اقتصادية على خلفية اتهامها بدعم الإرهاب.
لكن الدوحة التي تستقبل أكبر قاعدة جوية أميركية في الشرق الأوسط، نفت مراراً الاتهامات بدعم الإرهاب.
وتقدمت الدول الأربع بمجموعة من المطالب لإعادة العلاقات مع قطر، بينها دعوتها إلى تخفيض العلاقات مع إيران وإغلاق قناة “الجزيرة”. وقدمت قطر ردها الرسمي على المطالب إلى الكويت التي تتوسط بين أطراف الأزمة، قبل أن تعلن الدول المقاطعة أن الرد جاء “سلبيا”، متعهدة باتخاذ خطوات جديدة بحق الإمارة الغنية.
ويرى خبراء أن نجاح جولة تيلرسون في نزع فتيل الأزمة التي تحمل أبعاداً وتبعات اقتصادية كبرى يتوقف على مدى قدرته على إقناع قادة الخليج بوحدة الموقف الأميركي، من الرئيس دونالد ترامب، إلى وزارتي الخارجية والدفاع.
وكان ترامب أكد في بداية الأزمة دعمه لمقاطعة قطر، متهما إياها بتمويل الإرهاب. وقال إن “دولة قطر للأسف قامت تاريخياً بتمويل الإرهاب على مستوى عال جدا”، مضيفا “الوقت حان لدعوة قطر إلى التوقف عن تمويل الإرهاب”.
لكن وزارة الخارجية اعتمدت مقاربة أقل حدة إذ دعت الدول الأربع إلى تخفيف الإجراءات المتخذة بحق الدوحة، بينما قامت وزارة الدفاع بإجراء تمارين عسكرية مشتركة مع القوات القطرية في الإمارة وتوقيع عقود معها لبيعها طائرات مقاتلة.
وقال نيل باتريك المحلل الخبير في شؤون الخليج إن مدى تأثير تيلرسون يعتمد على ما إذا اقتنع قادة الدول المعنية بالأزمة “بأن وزير الخارجية مدعوم من الرئيس ترامب”.
محاولات انقاذ
رغم الوساطة الكويتية، والوساطات الغربية التي حاولت القيام بها فرنسا وألمانيا وبريطانيا وغيرها من الدول، لا يتوقع مسؤولون في المنطقة أن تنتهي الأزمة الدبلوماسية الأكبر في الخليج منذ سنوات، في وقت قريب.
وكتب وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الإمارات أنور قرقاش في تغريدة على حسابه في تويتر “لن ينجح أي جهد دبلوماسي أو وساطة خيِّرة دون عقلانية ونضج وواقعية من الدوحة”.
وأضاف “الاختباء خلف مفردات السيادة والإنكار يطيل الأزمة ولا يقصرها”.
ومن المقرر أن يحضر مستشار الأمن القومي البريطاني مارك سادويل اللقاء بين وزير الخارجية الأميركي ونظيره الكويتي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح. وكان أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح التقى سادويل قبيل وصول تيلرسون إلى الدولة الخليجية.
ويأمل مراقبون خليجيون بأن تعطي زيارة تيلرسون دفعة قوية للوصول إلى حل خصوصا وأن جولته على الأطراف الرئيسية للنزاع تدشن انخراطاً مباشراً في الخلاف من قبل إدارة ترامب التي تتمتع حالياً بعلاقات قوية مع الخليج بعد سنوات من الفتور في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.
وللولايات المتحدة والدول الكبرى مصالح اقتصادية ضخمة في الخليج، المنطقة التي تضم ثلث احتياطات النفط العالمي.
ويقول عبدالله الشايجي أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت أن الجولة “تأتي بعد تصريحات متناقضة في واشنطن حيال الخلاف”، مضيفا “أنها آخر محاولات إنقاذ الموقف وحل الأزمة التي بدأت تؤثر على الاستقرار الإقليمي وعلى الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية”.
[sociallocker] [/sociallocker]