حقيقة إقفال مدارس تابعة لإيران في الساحل السوري


المصدر: رصد

شاع بكثرة، على صفحات التواصل الاجتماعي، خبر إغلاق مدارس دينية تابعة لإيران في الساحل، منذ 9 تموز/يوليو الجاري.

وأفاد موقع “العربية.نت” بأن هذه الصفحات قالت إن قراراً صدر من وزارة أوقاف النظام بإقفال مدرسة “عين شقاق” في جبلة بريف اللاذقية، ومدرسة “القرداحة”، ومدرسة “كرسانا” و”سطامو”، والتي تتبع لما يُعرف بـ”مجمّع الرسول الأعظم” في اللاذقية، ويخضع لإدارة إيرانية مباشرة من خلال رجل يدعى “أيمن زيتون”، تلقى تعليمه في “قم” الإيرانية وعاش هناك فترة طويلة من الزمن.

ومن جهته يقول مجمّع الرسول الأعظم، إن مدارسه “الشرعية” موجودة منذ عام 2008، بقرار من وزارة أوقاف النظام يحمل الرقم 1109، وإن تلك المدارس تهدف “لنشر العلوم الشرعية على مذهب أهل البيت” تبعاً للتعريف الرسمي الذي ينشره على موقعه الإلكتروني، ولم يصدر أي تصريح من إدارة ذلك المجمّع حول إغلاق المدارس الخاضعة لإدارته وتمويله ومنهجه.

كما لم تقم وزارة أوقاف النظام بنشر أي توضيح حول قرارها بإغلاق تلك المدارس، على الرغم من أن أغلب الصفحات الموالية للنظام كانت قد عبّرت عن احتجاجها لقرار الإقفال، وتوجهت لوزير الأوقاف برسائل “حادة اللهجة” مستنكرة اقتصار إقفال “المدارس الشرعية” على تلك التي تدرّس وفق المنهج الإيراني. كما عبّر بذلك كثير من الصفحات.

وأفاد صفحة “جريدة القرداحة” الموالية، في منشور لها بتاريخ التاسع من الجاري بأن “وزارة الأوقاف توقف عمل المدارس الشرعية الجعفرية، ومن بينها المدرسة في مدينة القرداحة”.

وكتبت صفحة “جبلة وكالة إخبارية” عن قرار من وزارة الأوقاف “بإغلاق الثانويات الشرعية التي تدرس مذهب أهل البيت: مدرسة عين شقاق، مدرسة رأس العين، مدرسة القرداحة، مدرسة كرسانا، مدرسة سطامو، والثانوية المركزية”.

ونشرت صفحات مختلفة نص شكوى، قيل إن أهالي طلاب تلك المدارس كتبوها احتجاجاً على قرار الإغلاق، وتضمنت أسئلة عن “مصير الطلاب المسجلين”.

وكان عماد خميس، رئيس وزراء النظام، قد أصدر قراراً نشرته “صحيفة تشرين” في العاشر من الشهر الماضي، يتضمن إغلاقاً لكل “مؤسسات التعليم الشرعي للمرحلة ما قبل الجامعية غير المحدثة من قِبل وزارة الأوقاف”. حسب ما جاء في نص القرار.

وجاء في تفاصيل القرار السالف، ما يمكن أن يكون خلفيةً للخبر الذي يتداوله أنصار النظام بإقفال مدارس تدعمها إيران في مناطقهم. فقد شدّد القرار على “التزام المدارس الشرعية المحدثة أو المرخصة أصولاً، بتدريس مناهج التعليم الشرعي المتطورة المعتمدة من وزارة الأوقاف، إلى جانب مناهج التعليم العام المعتمدة من وزارة التربية، وذلك بدءاً من العام الدراسي 2017-2018”.

وتوعّد القرار السالف بـ “إقفال” كل مدرسة شرعية لا تلتزم بخطة وزارة الأوقاف أو وزارة التربية. تبعاً لما ورد في نص القرار الذي تضمّن نقلاً للطلاب الذين أقفلت مدارسهم، إلى مدارس أخرى. وطلب من أعلى السلطات في المحافظات “تنفيذ قرارات الإغلاق” وكذلك “إنهاء العمل” بكل قرار سابق يتنافى مع القرار الجديد.

“وزير الأوقاف خليفة البغدادي”!

وجاء في بعض التعليقات أن إقفال تلك المدارس جاء “بضغط روسي أميركي”. أما تعليقات أخرى فقد انتقدت وزير أوقاف النظام بشدة لقراره إغلاق تلك المدارس، فكتبت عنه صفحة “شبكة أخبار اللاذقية 24” الموالية: “وزير الأوقاف خليفة البغدادي”. وكانت مجمل التعليقات تعبّر عن استيائها من “إقفال” تلك المدارس.

وينسحب قرار مجلس وزراء النظام بإقفال المدارس التي لا تلتزم منهج وزارة الأوقاف ووزارة التربية، على مدارس شرعية إسلامية مختلفة في سوريا، وليس محصوراً بتلك التي تدعمها إيران لتعزيز نفوذها السياسي والعسكري والاجتماعي في سوريا، وفي الساحل السوري تحديداً.

وتواصلت “العربية.نت” هاتفياً، مع بعض الأهالي في منطقة “جبلة” لمعرفة رد فعلهم على قرار إغلاق مدرسة “عين شقاق” التابعة لمدينتهم، وتراوح رد الفعل ما بين المرحّب والرافض وكذلك غير العارف بقرار الإقفال بعد. إلا أن بعض المحامين المسجلين في فرع نقابة المحامين في اللاذقية، عبروا علناً عن “استنكارهم” لقرار إغلاق تلك المدارس، معتبرين أن وزارة أوقاف النظام أقفلت تلك المدارس والثانويات “بغية تأمين فكر راديكالي متطرف وإرهابي”. على حد ما جاء على صفحة المحامي عمار الكنج، بتاريخ التاسع من الجاري.

توقيت الحملة على وزارة الأوقاف

وتعرّض وزير أوقاف النظام محمد عبد الستار السيد، إلى حملة استهدفته شخصياً، طالبت بإغلاق وزارة الأوقاف، أو استخدمت ضده بعض الأحداث التي مرت في سوريا، مثل قيام شهاب الدين حسينوف، نائب مفتي داغستان، منذ أيام، بتوزيع نقوده علناً على بعض المحتاجين السوريين، في دمشق، وظهر بصور نشرها على حسابه، اعتبرها أنصار النظام وغيرهم “مهينة”. مما اضطر وزارة أوقاف النظام لإصدار بيان “تتبرأ” فيه مما فعله نائب مفتي داغستان، قائلة إنه لم يأت إلى سوريا بدعوة منها، بل بتنسيق مع وزارة الخارجية، معتبرة أن “هذه الإساءة” يتحمّلها “هو شخصياً”. على حد ما جاء في بيان وزارة الأوقاف على صفحتها في “فيسبوك”.





المصدر