مدرسة (بالعلم نحيا) في ريف حمص الشمالي

13 يوليو، 2017

مطيعة الحلاق

يعيش السوريون النازحون، داخل الأراضي السورية، أوضاعًا معيشية صعبة، وتصل هذه الصعوبات إلى حد المعاناة والحرمان من أبسط شروط العيش الكريم، على مختلف الأصعدة في المناطق المحاصرة، ويعاني الأطفال في سن التعليم الأساسي من حرمان كبير، حيث تتضاءل الإمكانات في تأمين ظروف تعليمية بحدها الأدنى.

تنطبق هذه الحال على مدرسة (بالعلم نحيا) التابعة لجمعية (لارا) التي أُسِّست عام 2013 من قبل شباب سوريين ناشطين، في قرية “المكرمية” شرق مدينة تلبيسة، في ريف حمص الشمالي المحاصر، وقد استقبلت هذه القرية أعدادًا كبيرة من أبناء مدينة حمص الذين نزحوا إليها. وتعنى جمعية (لارا) بالشؤون التعليمية والإغاثية والتنموية وكفالة اليتيم.

بدأت فكرة تأسيس مدرسة أو بالأحرى تكوين حصص دراسية لأطفال المنطقة النازحين، عندما شعر هؤلاء الناشطون بتفاقم مشكلة حرمان الأطفال من حقهم في التعليم. الخطوة الأولى كانت استئجار شقة في مبنى قيد الإنشاء، مكونة من 5 غرف، لا تتوفر فيها الشروط اللازمة لتكون مدرسة.

تتشكل الهيئة الإدارية في مدرسة (بالعلم نحيا) من نحو 13 شخصًا، هم مديرٌ وأمينُ سر، و10 معلمين، وموظف واحد لتأمين الخدمات الضرورية، ويتمتع الإداريون والمعلمون في مدرسة (بالعلم نحيا) بمؤهلات وكفاءات علمية وعملية عالية ومتنوعة.

قال أحد أعضاء الجمعية لـ (جيرون): “بدأت الفكرة من الحاجة الماسة إلى التعلم، ذلك أن الأطفال حُرموا من التعلم، بسبب أوضاع الحرب والحصار وعدم توفر المدارس، حيث إن النازحين والذين لا مأوى لهم يقيمون في هذه المدارس؛ فانخفضت كفاءة التعليم واقتصر التعليم على قراءة القرآن الكريم في بعض الدور والمساجد، وغاب التعليم في المواد الأساسية كالرياضيات واللغتين الفرنسي والإنكليزي والعلوم؛ وبدأ العمل على تطبيق الفكرة حرصًا من فريق العمل على إنشاء جيل مثقف واع يستطيع إنقاذ سورية من أزمتها ومحنتها؛ فقررنا القيام بهذه المهمة الإنسانية والاعتماد على كفاءاتنا وخبراتنا وتوفير كل ما يلزم ذلك العمل الإنساني، ضمن الإمكانات المتاحة، كتأمين مكان للدراسة ومقاعد وتجهيزات من سجلات وألواح وأقلام للمعلمين للكتابة، وكتب المنهاج الدراسي، على الرغم من ندرة توافرها”.

أما المعلمون، فقسم منهم من أهالي القرية وقسم منهم من النازحين من مدينة تلبيسة المقيمين في قرية المكرمية، ومنهم من يمشي مسافة بعيدة من بيته ليصل إلى المدرسة لأداء واجبه”.

وفي ما يتعلق بالمنهاج التدريسي، يقول المصدر: “نتبع المنهاج الصادر عن مديرية التربية للنظام، ولا يتوفر لدينا سوى بعض النسخ التي نوزعها على الطلاب، كلّ طالبَين أو ثلاثة يستلمون نسخة واحدة، وهذا المنهاج قديم ومهترئ، وهو من إصدار عام 2014، ولا يلبي حاجات التطور”.

ويتوزع طلاب المدرسة البالغ عددهم 210 طلاب من الجنسين، على مختلف الصفوف من الأول وحتى السادس، وتراوح أعمارهم بين 7 سنوات و12 سنة. وتستقبل المدرسة الطالبَ بعد أن يحصل على إفادة رسمية، تثبت إنهاءه الصف السابق في العام الدراسي الذي يسبق انضمامه إلى مدرسة (بالعلم نحيا)، وفي بعض الأحيان لا يمكن استخراج الإفادات الرسمية من الأماكن التي نزح منها الطلاب؛ فتلجأ الإدارة إلى امتحان الطالب لسبر مستواه العلمي.

بالنسبة لأوقات الدوام، قُسّم الدوام إلى قسمَين: الأول من الساعة 10 صباحًا حتى الواحدة ظهرًا، والثاني من الواحدة حتى الرابعة؛ بهدف استيعاب أكبر عدد من الأطفال. وإلى جانب الحصص الدراسية الرسمية تعمل إدارة المدرسة على تنويع بعض الأنشطة اللاصفية مثل الرسم والرياضة.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]