قوات أجنبية بمناطق النظام والمعارضة وسحب للميليشيات الإيرانية.. ما الذي يتحضر لوقف إطلاق النار جنوب غرب سوريا؟


تعول الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، على نجاح اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا، الذي تم التوصل إليه بمشاركة الأردن يوم 7 يوليو/ تموز 2017، لكونه يمثل أول اتفاق مباشر مشترك بين موسكو وواشنطن، اللتين تسعيان إلى تعزيز نفوذهما داخل الأراضي السورية.

وحتى اليوم الجمعة 14 يوليو/ تموز 2017، تتكتم الدول الثلاث على تفاصيل الاتفاق الذي وصفته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية في وقت سابق بأنه "سري"، فيما أشارت الأردن على لسان الناطق باسم حكومتها محمد المومني، بأن أغلب معلومات الاتفاق آمنة وسرية ويصعب الإفصاح عنها.

لكن وفقاً للتصريحات الأردنية المعلن عنها، فإن اتفاق وقف إطلاق النار ستتم مراقبته ضمن آلية محددة، قد يتم الإفصاح عنها بعد إتمام التفاصيل الفنية والعسكرية والأمنية الدقيقة للاتفاق، والتي ما زال العمل عليها في مراحلها النهائية.

سحب للميليشيات الإيرانية

مصادر من المعارضة السورية مطلعة على على ما يجري في جنوب سوريا، أشارت في تصريحات منفصلة لـ"السورية نت" إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار بدأ فعلا بإلزام المعارضة والنظام بالإيقاف الفعلي للمواجهات، مع استمرار عدد من الخروقات التي تعتبر محدودة، مقارنة بالأسابيع السابقة قبل الإعلان عن الاتفاق.

ولفتت المصادر طالبة عدم الكشف عن هويتها، إلى أن انسحاب الميليشيات المرتبطة بإيران من مدينة درعا وتراجعها باتجاه قاعدة موثبين في الريف الشمالي من درعا واستبدالها بعناصر سورية (من قوات النظام) هو خطوة ثانية في هذا الإتفاق.

وبحسب المصادر نفسها فإن الخطوات اللاحقة تتضمن فتح معبر نصيب بإشراف مشترك بين الدول الثلاثة الراعية للاتفاق (أمريكا، وروسيا والأردن)، وكذلك نشر قوات أمريكية - أردنية في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، وروسية في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.

رفض للتقسيم

وعلمت "السورية نت" أن من بين الخطوات التالية أيضاً تنظيم صفوف المعارضة السورية، ومساعدتها لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" الموجود غرب درعا، ثم تنظيم انتخابات للمجالس المحلية، والبدء بمرحلة إعادة الإعمار تدريجياً، كل في مناطق سيطرته، ثم التحضير لتشكيل قوى عسكرية لحفظ الأمن في المناطق المحررة.

وفي سياق متصل أكد مجلس محافظة درعا الحرة بعد اجتماعه مع الهيئة العليا للمفاوضات عبر عقد جلسة من خلال الانترنت، على تمسكه بمبادئ الثورة وحرصه على وحدة سوريا. وقال في بيان أصدره عقب الاجتماع أنه يرفض أي شكل من أشكال التقسيم والتجزئة، وجذر "أي جهة تسعى إلى إجهاض المؤسسات الثورية الفاعلة على الأرض بالإضافة إلى رفض كل محاولة تهدف إلى مشاركة النظام وإعادة تأهيله من أجل قيادة سوريا في المرحلة الحالية والمرحلة المقبلة".

من جانبها أكدت غرفة عمليات البنيان المرصوص العاملة في مدينة درعا عبر بيان لها على أن "دماء وتضحيات الشعب السوري ليست مجالاً للمساومة والخيانة"، ورحبت بـ"محاولات الدول الشقيقة والصديقة للشعب السوري في محاولاتها وقف شلال الدم النازف".

وشددت على أن هذا الأمر لا يتم إلا بإزالة نظام الأسد ومساعدة الشعب السوري في قيادة البلد للوصول إلى الأهداف التي يطمح إليها في الحرية والعدالة والمساواة والعيش الكريم.

ميدانياً، لا تزال الاشتباكات مستمرة بين قوات النظام وميليشياته المدعومة من إيران من جهة، وقوات المعارضة السورية من جهة أخرى في ريفي السويداء ودمشق الشرقي.

وتشير هذه المعارك إلى نية قوات النظام وضع فصائل المعارضة بين فكي كماشة، الأمر الذي سيدفعها إما للقتال حتى النهاية أو الانسحاب من مواقعها باتجاه الحدود الأردنية.

وأسفرت المعارك المستمرة في المنطقة إلى حركة نزوح قدرت بالآلاف للأهالي من قرى السويداء، ووصل بعضهم إلى مخيم الركبان بالقرب من الحدود الأردنية، وآخرون توجهوا نحو ريف درعا الشرقي، متبعين طرق تهريب وعرة مشياً على الأقدام بلا طعام أو ماء.

ويشار إلى أن منطقة شرق السويداء لم تدخل بحسب مصادر ميدانية في هدنة جنوب غرب سوريا، ولم يتم إبلاغ أي طرف من المعارضة السورية، بأن العمليات العسكرية في تلك المنطقة تعد خرقاً للهدنة ويجب توثيقه، بحسب ما قالته مصادر عسكرية في الجنوب السوري لـ"السورية نت".




المصدر