يو بي آي: لماذا يتردد ترامب تجاه إيران؟


مروان زكريا

الترحيب بالرئيس دونالد ترامب بباقات من الورد، في 20 مايو/ أيار، لدى وصوله مطار الملك خالد الدولي في الرياض، المملكة العربية السعودية. وأطلق هناك تحديًا علنيًا للنظام الإيراني، معلنًا أن إيران هي الراعي الرئيس للإرهاب في منطقة الشرق الأوسط.

حث دونالد ترامب موسكو، قبَيل اجتماعه مع فلاديمير بوتين، الأسبوع الماضي، على التخلي عن دعم النظام السوري وإيران. جاء ذلك على خلفية زيارة ترامب الأولى للمملكة العربية السعودية، بصفة رئيس للولايات المتحدة في أيار/ مايو، حيث أطلق تحديًا علنيًا للنظام الإيراني، مشيرًا إلى أن إيران هي الراعي الرئيس للإرهاب في الشرق الأوسط. ولم ينمق كلماته، حين صرّح “من لبنان إلى العراق إلى اليمن، تقوم إيران بتمويل وتسليح وتدريب الإرهابيين، والميليشيات، وغيرها من المجموعات المتطرفة التي تنشر الدمار والفوضى في أرجاء المنطقة”.

وحث ترامب قادة أكثر من 50 دولة ذات غالبية سنية على “إبعاد” المتطرفين من بلادهم، ووسَم نظام الملالي الديني بـ “حكومة تتحدث بحرية عن ارتكاب مجازر جماعية، وتتوعد بتدمير (إسرائيل) وبالموت لأميركا”.

وتأكيدًا على التزامه بمواجهة طهران، أبرم صفقة ضخمة لبيع أسلحة بقيمة 110 بليون دولار للسعوديين، بنيّة واضحة في استخدام تلك الأسلحة في مواجهة سياسة إيران التوسعية والعدوانية في الشرق الأوسط.

مضى نحو شهرين حتى الآن، منذ خطاب ترامب في الرياض، ولكن لم يحدث شيء يذكر منذ ذلك الحين. لماذا لم تصنف الإدارة الأميركية (الحرسَ الثوري الإيراني) كمنظمة إرهابية عالمية بعد؟ بينما يُصنف ذراعها الإقليمي “قوات القدس” على قائمة الإرهاب منذ سنوات، بينما يواصل التنظيم الأم (الحرس الثوري الإيراني) دعمَ حرب بشار الأسد الدموية في سورية، والميليشيات الشيعية في العراق ومتمردي الحوثي المتوحشين في اليمن، ويدعم جماعة (حزب الله) الإرهابية في لبنان، الأمر الذي طالما كان مصدر قلق للغرب.

سوف يرسل إدراجُ الحرس الثوري الإيراني كتنظيم إرهابي عالميًا رسالةً واضحةً تفيد، بأن ترامب جاد في ما يقول، وأنه ليس صاحب “أقوال بلا أفعال”.

افترض الغرب أن تحوّل سياسة الإدارة الأميركية عن السياسة التي اتبعها باراك أوباما قد أشار إلى خطوة في طريق نية ترامب في التعامل مع طغاة طهران، وقد تحوّل العراق الذي كان القوة الأساسية في مواجهة النظام الإيراني، إلى المركز الرئيس والأكثر أهمية لدعم الأسد، وإلى مركز تهديد لبلدان أخرى في المنطقة، مثل لبنان واليمن؛ واليوم يحكم الإيرانيون العراقَ تقريبًا. بعد خطاب ترامب في الرياض، توقع الكثير من المراقبين في الشرق الأوسط من ترامب أن يأمر بانتزاع كل النظام الإيراني ووكلائه في العراق. ولكن بدلًا من ذلك، ما تزال الطائرات الأميركية تزود الميليشيات الشيعية التي يمولها الحرس الثوري الإيراني، بالدعم الجوي، وتشترك تلك الميليشيات –وهي ميليشيات تحارب تحت اسم طرد (داعش) من مدن مثل الرمادي والفلوجة والموصل- في حملة إبادة جماعية ضد السكان السنّة من محافظتي الأنبار ونينوى، وقد قتلت آلافًا من المدنيين الأبرياء.

وتسعى إيران إلى تأمين ممرات عبر حدودها الغربية في وادي الفرات ودجلة، ومعظم صحارى العراق وسورية، بتركيز جهدها على إبقاء وضعية مسيطرة في كل من العراق ولبنان وسورية. وتؤمّن بذلك خط تواصل لـ (حزب الله) في لبنان، وتنتهي أخيرًا على حدود مرتفعات الجولان. وسوف تعمل تلك الممرات كقنوات تؤمن الدعم للميليشيات، ويمكن إرسال الوحدات العسكرية إلى جبهات المعارك عبرها، إلى حيث يشترك الوكلاء الإيرانيون في المعارك بكثافة.

وللوصول إلى تلك الغاية، تم تشكيل عشرات القواعد السياسية والعسكرية التابعة لقوات القدس في غربي الموصل، على هيئة ما يدعى بـ (وحدات التعبئة الشعبية) العراقية.

في وقت سابق من هذا الشهر، في تجمّع (إيران حرة) الذي أقيم في باريس، وجذب عشرات الآلاف من المغتربين الإيرانيين وداعميهم العالميين، وعشرات من ضباط الجيش الأميركي الكبار السابقين، وسياسيين من الولايات المتحدة، وأوروبا والعالم العربي، وأجمع جميع هؤلاء على أن الحل لأزمات الشرق الأوسط يتمثل في إخراج قوات (الحرس الثوري الإيراني) من المنطقة. وكخطوة عملية تلي اجتماع الرياض، أضاف المتحدثون أنه كان يتعين على الولايات المتحدة أن تضيف (الحرس الثوري الإيراني) إلى قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.

وقد مثّل تحديد اجتماع القمة في الرياض إيران على أنها الراعي الرئيس للإرهاب والفوضى في الشرق الأوسط، نقطةَ تحوّل في العلاقات الأميركية مع السعوديين، وغيرهم من الدول المسلمة ذات الأغلبية السنية. ولكن إذا كان الرئيس ترامب ينوي إظهار جديته للعالم، وأنه لا يخادع في مواقفه، فعليه أن يتوقف عن التردد، وأن يتبع تصريحاته الحادة في الرياض بأفعال قوية، بما فيها وضع (الحرس الثوري الإيراني) على القائمة السوداء، وطرد إيران ووكلائها من العراق، وإقامة جبهة مشتركة لإسقاط الأسد وإنهاء الحرب الأهلية في سورية.

عن الكاتب:

ستوران ستيفنسن هو رئيس جمعية (عراق حرة) الأوروبية. خدم عضوًا في البرلمان الأوروبي ممثلًا سكوتلاند بين عامي 1999 و2014. وحصل على مجموعة من الجوائز في سجله ككاتب وكمحاضر عالمي عن منطقة الشرق الأوسط.

Why is Trump dithering on Iran? عنوان المادة الأصلي بالإنكليزية Struan Stevensonستوران ستيفنسن اسم الكاتب بالعربية والإنكليزية The UPI مصدر المادة أو مكان نشرها الأصلي  10/ تموز يوليو 2017 تاريخ النشر https://www.upi.com/Top_News/Voices/2017/07/10/Why-is-Trump-dithering-on-Iran/2711499690592/ رابط المادة مروان زكريا اسم المترجم


المصدر