السّورية فايا يونان.. تشدو للفرح والسلام على مسرح قرطاج بتونس


بصوتها “العذب” و”القوي” في الآن ذاته ترجمت الفنّانة السورية “فايا يونان” وجع العالم العربي وفرحه عبر أغانِ مؤثرة تفاعل معها جمهور مهرجان قرطاج الدّولي في سهرة السبت.

في بداية الحفل رحبت فايا بجمهورها بأسلوب خاص فألقت عليهم التحية التونسية “عسلامة” وخاطبتهم قائلة “أنا سعيدة بلقائكم اليوم.. أحمل لكم سلامًا حارًا من سوريا.. وسنغني الليلة لسوريا ولتونس”.

ولم يخل عرض “فايا يونان” من “العفوية” التي بدت جليّة من خلال مزاحها مع جمهورها بين الأغنية والأخرى كأن تخاطبهم بكلمات تونسية، أو أن تتصرف على طبيعتها فوق الركح (خشبة المسرح).

فايا غنت فأطربت آلاف الحضور من خلال أغنيات ك “بيناتنا بحر” و”احكيلي عن بلدي” و”لي في حلب” و”نم يا حبيبي” و”زنوبيا” التي أهدتها لمدينة تدمر بعد ما عرفته من دمار جراء الحرب.

وغنت أيضًا أغنية “أحب البلاد”، للشاعر التونسي الصغير أولاد أحمد.

وفاجأت الفنانة السّورية الجمهور بإتقانها للأغنية التّونسية من خلال أغنية للفنان التونسي الهادي الجويني بعنوان “حبي يتبدل يتجدد” وأخرى للطفي بوشناق وعنوانها “ريتك ما نعرف وين”.

مشوار فايا بدأ سنة 2014 مع أغنية مصورة لا تتجاوز مدتها 8 دقائق بعنوان “لبلادي” فاقت نسب مشاهدتها على موقع يوتيوب 4 ملايين متابع.

الفيديو تظهر فيه الأختان فايا وريحان لتلقيان فيه الضّوء على صور الدّمار والحرب في عدد من البلدان العربية بدءًا من سوريا فالعراق ولبنان وفلسطين، من خلال مزج متناغم بين الغناء والنص الذّي يصف حال البلدان العربيّة التي تعاني ويلات الحروب.

ومن العالم الافتراضي حيث عرفها جمهورها، بدأت شهرة فايا لتعتلي أهم المسارح ومنها مسرح قرطاج الأثري.

ولقّب البعض فايا بفيروز عصرها لعذوبة صوتها وأدائها، إلا أن الأخيرة رفضت مرارًا التشبه بذلك واعتبرت في تصريحات إعلامية سابقة لها أنّ “فيروز تبقى أيقونة الغناء العربي وخامة صوتية لن تتكرر أبدًا.. فهي مثل الحلم”.

واختتمت فايا حفلها بنشيد “موطني” وبرسالة شكر لجمهورها ولإدارة مهرجان قرطاج فقالت “شرف كبير لي أن أغني اليوم على ركح مهرجان قرطاج.. أشكر الإدارة التي منحتني هذه الفرصة والشكر الأكبر لكم أنتم (الجمهور)”.

وأبدت فايا خلال مؤتمر صحفي عقد قبل يوم من الحفل “تحمسها” لاعتلاء مسرح مهرجان عريق كمهرجان قرطاج الدّولي وأنه كان هدفًا لها تشتغل على تحقيقه وإنجاحه منذ فترة.

الحلبية فايا يونان درست علوم الاقتصاد وإدارة الأعمال بجامعة غلاسكو في بريطانيا، وعملت كناشطة في مجال حقوق الإنسان والمساعدة الاجتماعية عبر منظمة الصليب الأحمر بالسويد.

ويعد هذا الحفل هو الثالث لفايا يونان بتونس حيث سبقه عرض في مدينة بن قردان (جنوب)، وعرض آخر في قاعة “الكوليزي” بالعاصمة تونس.

وانطلقت الدّورة 53 لمهرجان قرطاج الدّولي الخميس 13 يوليو/تموز الجاري، وتستمر حتى 19 آب/أغسطس المقبل.



صدى الشام