أمراء (داعش) يطبعون دولارات مزورة في مخيم اليرموك


غسان ناصر

قالت مصادر ميدانيّة جنوب العاصمة دمشق إنّ حالة توتر كبيرة يشهدها مخيّم اليرموك المحاصر من قبل قوّات النظام منذ 1456 يومًا، وذلك على خلفية كشف تنظيم (داعش) شبكةً لتجارة الآثار ومطبعة لتزوير الدولارات.

وأفاد ناشطون إعلاميّون، من داخل المخيّم، أنّ التنظيم شنّ حملة اعتقالات واسعة ضدّ المتورطين في الشبكة، ومعظمهم أمراء، بينهم الأمير الأمني الفلسطينيّ الملقب “أبو حمزة الشيخ”، فيما تواردت أنباء عن عزل أمير التنظيم “أبو هشام الخابوري”، واستبداله بأمير آخر على خلفية كشف الشبكة، لم يُعرف اسمه حتى الآن.
وكان تنظيم (داعش) قد عمل، في الأيام القليلة الماضية، على تكثيف تواجده في أماكن سيطرته داخل المخيّم، ودعّم نقاط تمركزه بالسواتر الرملية والإسمنتية، وبنشر العناصر في منطقة شارع حيفا التي تعدّ من أهم المواقع التي يسيطر عليها.

إلى ذلك، ذكر ناشطون في مجال الإغاثة أنّ عناصر من (داعش) حرقوا، منذ أيام، العديد من المنازل المتاخمة لمناطق النظام.

وقال المصدر: إنّ أعمال الحرق هذه تمت “بواسطة قنابل محلية الصنع ومواد حارقة”، لافتًا إلى أنّ بعض المنازل المستهدفة كان يقطنها مواطنون، نزحوا من ريف دمشق ومنطقة الغوطة. كما أشار المصدر إلى أنّ الوضع ما يزال متوترًا داخل المخيّم، ويتوقع الأهالي أن تسوء الأحوال في الأيام المقبلة؛ وذلك بعد محاصرة عناصر من (داعش) منطقةً في غرب المخيّم، يوجد فيها نحو 200 عائلة على الأقل، من بين أفرادها نساء وأطفال وعجزة ومرضى.

ولفتت المصادر المحلية إلى أنّ (داعش) يحاول أيضًا التحكمَ بكل المواد والسلع التي تصل إلى المنطقة، وأضافت أن المخيّم يقع حاليًا تحت سيطرة (داعش) و”هيئة تحرير الشام”، كما أن أجزاء منه تخضع لقوات النظام. وأشارت إلى أنّ “الأوضاع فيه مأسوية جدًا، مع انعدام الحد الأدنى من متطلبات العيش الكريم والضروري، لأي إنسان عادي”.

وذكرت مصادر إعلامية فلسطينية أنّ الأهالي، في منطقة سيطرة “الهيئة” في غرب المخيّم، يلجؤون إلى زراعة الأحواض؛ للتخفيف من المعاناة، ومحاولة منهم للتغلب على الحصار الذي تفرضه قوّات النظام والمجموعات الموالية لها من جهة، وتنظيم (داعش) من جهة أخرى.
وقال مراسل (مجموعة العمل) في جنوبي دمشق: إنّ الأهالي يحاولون كسر الحصار المفروض عليهم، وتأمين الطعام بزراعة بعض الخضار كالكوسا والخيار، بوسائل بدائية وبسيطة.
يأتي ذلك في ظلّ استمرار (داعش) بتضييق الخناق على أهالي ساحة الريجة وشارعَي حيفا وصفورية غرب المخيّم، بذريعة خضوعهم لسيطرة “الهيئة”، من خلال مصادرة طعام المدنيين العائدين إلى مناطق سكنهم الخارجة عن سيطرة التنظيم.

في سياق آخر، أعلن (داعش) عن إعدام مقاتلٍ ينتمي إلى خصمه “هيئة تحرير الشام”، يدعى “محمد أبو عمر”، بعد اتهامه بتلقي المال والعمل ضد التنظيم في المخيّم الذي يشهد بين الحين والآخر اشتباكات عنيفة بين (داعش) و”الهيئة”.

ويسيطر تنظيم (داعش)، في مناطق جنوبي العاصمة دمشق، على الحجر الأسود الذي تقطنه غالبية نازحة من الجولان المحتلّ، وكذلك معظم مساحة مخيّم اليرموك. في حين تتواصل الاشتباكات بينه وبين “هيئة تحرير الشام”، منذ 6 نيسان/ أبريل 2016، في معظم حارات اليرموك.

مقتل فلسطيني ينتمي لـ (داعش) في الرقة

في سياق ذي صلة، نقل مراسل (مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية) نبأ مقتل الفلسطينيّ “أسامة أبو ستة” الأمير الشرعي السابق لـ (داعش)، جراء الغارات التي شنّها التحالف الدولي على أهداف للتنظيم في مدينة الرقة.

وأشار المراسل إلى أنّ “أبو ستة” كان قد غادر مخيّمَ اليرموك، جراء الصفقة التي عقدها (داعش) مع قوّات النظام، وخرج بموجبها عددٌ من أمراء التنظيم منهم “أبو صياح فرّامة” و”أبو مجاهد”، من جنوب دمشق إلى الرقة المعقل الرئيس للتنظيم.

مقتل 462 امرأة في الحرب السوريّة

على صعيد آخر، أشارت الإحصاءات الموثقة لدى (مجموعة العمل) -وهي منظمة حقوقية مقرها لندن- إلى أنّ 462 لاجئة فلسطينية قضَين بسبب الحرب في سورية، لأسباب متعددة منها القصف والاشتباكات والحصار والتعذيب حتى الموت. فيما تمكنت المجموعة من توثيق أسماء 102 لاجئة فلسطينية لا يزلنَ معتقلات في سجون الأفرع الأمنيّة والمخابراتيّة التابعة للنظام، على الرغم من صعوبات التوثيق في ظلّ استمرار أجهزة النظام الأمنيّة بالتكتم على مصير المعتقلين وأسمائهم وأماكن اعتقالهم.

يذكر أن الحصيلة الإجمالية للضحايا الفلسطينيّين في سورية بلغت 3572 ضحية، فيما وصلت حصيلة المعتقلين إلى 1621 معتقلًا، وذلك بحسب الإحصاءات الموثقة للمجموعة الحقوقية.




المصدر