شاب سوري يسخر كاميرته لمساعدة اللاجئين على الاندماج بألمانيا

23 تموز (يوليو - جويلية)، 2017
5 minutes

رغداء زيدان

لم يتوقع المصور وصانع الأفلام الشاب، الذي يسكن في مدينة كولونيا بألمانيا أن تسجيل نفسه في إحدى المدارس الشعبية العليا لتعلم للغة الألمانية  “Volkshochschule”، سيتيح له الفرصة العمل مخرجاً مع المدرسة ذاتها، إذ قام بإخراج فيلم دعائي لصالحها، يتحدث فيه بعض اللاجئين عن انطباعاتهم الأولى حول اللغة الجديدة التي يتعلمونها بلغة ألمانية بسيطة.

وصل “رودي المحمود” (30 عاماً) لاجئاً من مدينة جبلة الساحلية بسوريا إلى ألمانيا قبل عامين، مضطراً أن يترك زوجته وطفليه في تركيا، لخوفه عليهم من البحر الذي كان المستقر الأخير لآلاف من اللاجئين الفارين.

ولكن ألم الفراق أجبر الزوجة وطفليها (3 و5 سنوات) على أن يسلكوا الطريق ذاته بعد عدة أشهر، إلا أنهم بدل وصولهم إلى ألمانيا، انضموا إلى قائمة آلاف اللاجئين العالقين في اليونان الذين ينتظرون لم شملهم بأسرهم.

وعن عمله الإخراجي يقول المحمود وهو يتفحص إحدى كاميراته: “قمت بإخراج وتنفيذ الفيلم الدعائي كنوع من رد الجميل للمدرسة، ولتحفيز اللاجئين على تعلم اللغة لأنها المفتاح الأساسي للاندماج”.

كان هذا المشروع بداية سلسلة من المشاريع الأخرى التي نفذها المحمود مع بعض الأصدقاء ليستفيد منها آلاف اللاجئين الجدد في التعرف على المجتمع الألماني، وتعلم اللغة التي يصفها اللاجئ السوري بـ”الممتعة وخاصة لمن يتكلم العربية”. فقام بإخراج مسلسل تعليمي باسم “دعنا نتعلم الألمانية” حظيت الحلقات الخمس الأولى منها بأكثر من 150 ألف مشاهدة على اليوتيوب، بحسب أقواله.

وحول الهدف من تصوير هذه المسلسلات يقول اللاجئ السوري: “نريد أن نقدم مثالاً عملياً للاجئين عن كيفية إنجاز المهام الروتينية الضرورية في ألمانيا مثل كيفية فتح حساب بنكي، كيفية التسجيل في المدرسة وحتى ماهية الأسئلة التي يجب أن يسألها عندما يذهب ليرى بيتاً جديداً يريد أن يستأجره”.

ولا يخفي رودي المحمود- الصعوبات التي يواجهها عند إنجاز مشاريعه، أهمها أنه يقوم بالتنفيذ والتصوير والمونتاج والإخراج لوحده فيقول: “أقوم بكل شيء من الألف للياء، أعمل لوحدي بدون ربح مادي، لكنني لم أجد إلى الآن أحداً يساعدني في مهامي، فليس من السهل أن يجد المرء شخصاً له نفس الأهداف ومستعد للعمل بدون مقابل”.

ولا ينسى المحمود فضل أصدقائه الألمان الذين ساعدوه في بداية حياته في ألمانيا، فيذكر دور صديقته الألمانية “بيانكا ياميتسكي”، التي تعرف عليها عند التسجيل في مدرسة اللغة، والتي يستشيرها عندما يتعلق الأمر بتنقيح إحدى النصوص الألمانية في بعض مشاريعه.

وتؤكد “ياميتسكي” أن “رودي مثال للإنسان الطموح المبدع الذي يحاول أن ينفذ أفكاره بأفضل طريقة ممكنة” وتتابع “قمت بمساعدته لأنه ساعدنا في الترجمة من العربية والكردية للألمانية عند تسجيل بعض الطلاب الذين لم يكونوا يتحدثون الألمانية”.

ويؤكد المحمود، الذي كان يعمل مديراً للتسويق والمبيعات في إحدى الشركات في سوريا قبل أن يصبح مصوراً فوتوغرافياً في تركيا، أنه لا يريد أن يصبح عالة على مجتمعه الجديد الذي يتوقع أن يستقر فيه لمدة طويلة، ويضيف: “المعطيات الحالية لا تشير إلى استقرار الأوضاع في سوريا على المدى القريب”.

ويريد اللاجئ، الذي ضاعت أوراقه الرسمية في البحر أثناء رحلة اللجوء، أن يضع له موطأ قدم في المجتمع الألماني من خلال إيجاد وظيفة تناسب موهبته وخبرته دون أن تعتمد على الشهادة بشكل أساسي.

وتلقى الفيديوهات، التي يقوم المحمود بإخراجها استحساناً من قبل العديد من اللاجئين على صفحات التواصل الاجتماعي، ويعبر بعضهم عن امتنانهم للمحمود ولأصدقائه على هذه الأفلام، “التي ساعدتهم في مشوارهم اللغوي”.

لكن لاجئين آخرين ينتقدون الفيديوهات وبعض الأخطاء التقنية واللغوية فيها، طالبين من معديها أن يعملوا على تلافي أخطائهم.

ويعترف صانع الأفلام الشاب بتلك الأخطاء ويرجعها إلى عدم وجود فريق مختص يعاونه، كما يعد بمحاولة تجاوزها في فيديوهات قادمة.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]