أهالي الغوطة الشرقية لا يثقون باتفاق التهدئة ويترقبون تحسن الوضع الإنساني


muhammed bitar

يومان على إعلان بدء سريان تطبيق اتفاق في “منطقة تخفيض التصعيد”، كما يسميها الروس، أو “وقف الأعمال القتالية” وفق النظام، في الغوطة الشرقية للعاصمة السورية دمشق، برعاية مصرية، رسخّا حتى الآن عدم ثقة السكان المحليين بهذا الاتفاق، والبالغ عددهم نحو 350 ألف مدني محاصرين منذ ما يزيد عن 4 سنوات.

وتساءل الناشط المتواجد في الغوطة الشرقية علاء الأحمد، “عن أي اتفاق سنتحدث والطيران لا يفارق سماء الغوطة؟ اليوم صباحا فقط كانت هناك 3 غارات على عين ترما وغارتين على المرج وقذائف هاون على حرستا”، مبينا أن “الاتفاق لم يطبق منه أي شيء، فلا القصف توقف ولا المساعدات الإنسانية دخلت، ولا أي جريح أو حالة صحية خرجت من الغوطة”.

ولفت الأحمد في حديثه لـ”العربي الجديد”، إلى أن “غطرسة النظام لن تزيد أهالي الغوطة سوى قوة وتمسكا بالحقوق التي ثاروا من أجلها”.

وحذر ناشطون من تدهور الأوضاع الإنسانية في الغوطة الشرقية، بعد أن خسرت أهم المعابر التي كانت تؤمن لهم المواد الغذائية، جراء سيطرة النظام على أحياء القابون وبرزة، في حين يفرض النظام ما يعرف بـ”إتاوات” مرتفعة على البضائع التي يسمح بإدخالها بين الفترة والأخرى عبر معبر حي الوافدين، كما يعاني أهل الغوطة من عدم توفر الرعاية الصحية بالحد الأدنى، فالحصار الطويل والقصف والمعارك، كلها أدت إلى نقص في تأمين الأدوية والمعدات الطبية، في حين توجد العديد من الحالات الصحية التي تحتاج إلى رعاية طبية في المستشفيات.

من جانبه، قال محمد أبو يمان، من أبناء حي جوبر الدمشقي الواصل بين دمشق والغوطة الشرقية، والخاضع لسيطرة فصائل مسلحة معارضة، في حديث مع “العربي الجديد”، إنه “لا يوجد أحد في الغوطة الشرقية يصدق أن النظام سيلتزم بأي اتفاق”، وقطع حديثه قائلا “الآن وأنا أتحدث إليكم نفذ الطيران الحربي غارتين جويتين بين جوبر وعين ترما”.

ولفت إلى أنه “لم يتم إخبار الفصائل التي على الأرض بتفاصيل الاتفاق، والأهالي يلمسون حالة الاستنفار الدائمة، حيث لم تتوقف العمليات بجبهة جوبر أو عين ترما أو زملكا أبداً”، مبينا أن هناك جبهات في الغوطة الشرقية بعيدا عن الجبهة الشرقية لدمشق تعيش حالة هدوء”.

من جهته، قال أبو أحمد الغوطاني، لـ”العربي الجديد”، إن “الأهالي في الغوطة يعيشون في ظل وضع إنساني أقل ما يقال عنه إنه مأساة، جراء غلاء المواد الغذائية ونقص الرعاية الصحية، المترافق مع حصار طويل قضى على مستقبل وطموحات عشرات آلاف الأشخاص، وهم يترقبون أي اتفاق يضمن لهم حقوقهم الأساسية ويكسر الحصار الخانق”.

وأضاف “لكن من جانب آخر نحن لا نثق بالنظام وما يخبئ من نوايا، خاصة أننا رأينا كيف نكث بعهوده في مناطق أخرى، فالنظام يميل إلى تهجيرنا من أرضنا، ومن سيبقى فهو ليس آمناً على نفسه أو أولاده، وإن جرت تسوية وضعه الأمني”.

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أن قيادة القوات الروسية في سورية أبرمت مع المعارضة السورية اتفاق ضبط آلية عمل منطقة وقف التصعيد في الغوطة الشرقية في ريف العاصمة السورية دمشق بوساطة مصرية، يوم السبت الماضي، حيث كان من المزمع تسيير أول قافلة إنسانية إلى المنطقة المذكورة وإجلاء أول دفعة من المصابين والجرحى اعتبارا من الـ22 من يوليو/ تموز الجاري.




المصدر