هيلاري تشرح «ما حصل» قبل هزيمتها


muhammed bitar

حيث لم تنفع نزهات الطبيعة في أرياف نيويورك والعروض المسرحية في برودواي، انكبّت المرشحة الديموقراطية السابقة للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون على الكتابة، مصدرةً مذكرات جديدة ستعرض، بالعنوان وبالمضمون، «ماذا حصل» بعد خسارتها أمام دونالد ترامب في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، والتي اعتُبرت الأكثر درامية في التاريخ الحديث للولايات المتحدة.
يصدر الكتاب في 12 أيلول (سبتمبر) المقبل، أي بعد 9 شهور على تولي ترامب الحكم، وتلويحه أمس بإعادة فتح التحقيق في ملف البريد الإلكتروني لكلينتون. وأعلنت مؤسسة «سايمون أند شوستر» التي ستنشر الكتاب، أن كلينتون ستصف «تجربتها الشخصية الكبرى»، بوصفها أول امرأة يرشّحها حزب أساسي لرئاسة الولايات المتحدة، وأسباب خسارتها، وذلك بعد شهور من الراحة لوزيرة الخارجية السابقة في بلدة شيباكوا الريفية.
وأضافت دار النشر أن الكتاب «سيربط بين نقاط» التدخل الروسي في الانتخابات، ويصف ما كان عليه السباق ضد مرشح غير تقليدي «كسر كل القواعد». كما «تصف ما ينطوي عليه أمر ترشّحها ضد دونالد ترامب، والأخطاء التي ارتكبتها، وكيفية تعاملها مع خسارة صادمة ومدمّرة، وكيف وجدت القوة لاستعادة نفسها بعد ذلك».
وتقول هيلاري في المقدمة التي نشرت صحيفة «واشنطن بوست» أجزاء منها: «في الماضي، ولأسباب أحاول شرحها، توخيت الحذر في الحضور العام، وكأني كنت على شريط من دون شبكة». الآن وبعد خسارتها وإغلاقها باب الترشح مجدداً، تقول كلينتون إن الوقت حان لـ «التحدث بكل صراحة ومن دون قيود».
وأفادت وكالة «أسوشييتد برس» بأن الكتاب سيكون «شخصياً جداً»، علماً أن الناشر لفت إلى أنه سيتطرّق إلى «التدخل» الروسي في الانتخابات و «التهديد» الذي تشكّله موسكو للديموقراطية الأميركية، إضافة إلى رسالة وجّهها المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) جيمس كومي، إلى الكونغرس قبل عشرة أيام من التصويت، في شأن البريد الإلكتروني لكلينتون، والتي تعتقد حملتها بأنها قلبت السباق.
ويبدو أن هناك إجماعاً حزبياً الآن في الكونغرس على معاقبة موسكو على «تدخلها»، من خلال مشروع قانون لعقوبات ينتظر توقيع ترامب، بعد موافقة غالبية ساحقة عليه في مجلسَي النواب والشيوخ.
لكن الكتاب سيتطرّق أيضاً إلى المسيرة السياسية لكلينتون، ومعنى أن تخوض هذا المعترك بوصفها امرأة، منذ أيام الجامعة ناشطةً في الحركات النسوية، إلى زواجها بالرئيس السابق بيل كلينتون، ثم انتخابها سيناتور عن ولاية نيويورك وترشّحها مرتين لانتخابات الرئاسة، وتوليها حقيبة الخارجية في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.
وشملت أعمال كلينتون السابقة مذكرات بعنوان «التاريخ الحي»، وكتاباً عن مرحلة توليها حقيبة الخارجية بعنوان «خيارات صعبة». ويأتي كتاب هيلاري في وقت يستعد كومي لكتابة مذكراته أيضاً، وفق ما أوردت صحيفة «نيويورك تايمز»، مرجّحة أن تكون ساخنة، لمعرفته الدقيقة بتفاصيل التحقيقات مع ترامب وكلينتون. ويثير الحديث عن كومي وكلينتون انزعاج الرئيس الأميركي، إذ يهاجمهما على موقع «تويتر»، وترد عليه أحياناً الوزيرة السابقة، أو تكلّف ابنتها تشيلسي المهمة.
إلى ذلك (رويترز)، تطرّق مدير الاتصالات في البيت الأبيض أنتوني سكاراموتشي إلى مشروع القانون لتشديد عقوبات على موسكو، معلناً أن ترامب «قد يوقّع عليه كما هو»، ومستدركاً أنه «قد يعترض عليه ويتفاوض على اتفاق أكثر صرامة ضد الروس».
في المقابل، لفت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أن موسكو ستُضطر إلى «الردّ في مرحلة ما»، مستدركاً أن الردّ سيتوقف على النسخة النهائية لمشروع القانون. وهزئ من عقوبات «مثيرة للسخرية»، معتبراً أنها محاولة من واشنطن لحماية «مصالحها الجيوسياسية على حساب حلفائها في أوروبا».




المصدر