“أطباء بلا حدود” تُذكّر بمآسي مدينة الرقة مجددًا


جيرون

أكدت منظمة (أطباء بلا حدود)، أن “المرضى والجرحى داخل مدينة الرقة وخارجها، يواجهون صعوبات هائلة، في الحصول على الرعاية الطبية الطارئة والمنقذة للحياة؛ نتيجة المعركة الدائرة فيها”.

وطالبت المنظمة، في تقرير لها على موقعها الإلكتروني، يوم أمس الإثنين “كافة الأطراف المتنازعة وحلفاءها، بضمان احترام حماية المدنيين، والسماح لهم بالحصول على الرعاية الطبية، والسماح بإجلاء جرحى الحرب”.

كما أكدت على ضرورة السماح بوصول المنظمات الدولية المسؤولة عن نزع الألغام، إلى شمال شرق سورية؛ لمتابعة عملها الذي يمكّن السكان من العودة إلى منازلهم بأمان، بعد إزالة الألغام، وأيضًا لإتاحة المجال للمنظمات الإغاثية، بتقديم المساعدات الطيبة.

وعبرت المنسقة الطبية في المنظمة فانيسا كراموند، عن قلقها لمحاصرة المدنيين أو إطلاق النار عليهم، في حال محاولتهم مغادرة المدينة، وأوضحت أن “عددًا كبيرًا، من المرضى والجرحى، عالقون في مدينة الرقة، ويعانون من صعوبة في الحصول على الرعاية الطبيّة، أو يعجزون عن الحصول عليها بتاتًا، وأمامهم فرصة ضئيلة لمغادرة المدينة”، وأضافت أن السبيل الوحيد للمغادرة من المدينة هو “التهريب”، وهو ما يؤخر تقديم المساعدات الطبية في وقتها.

وقالت كريموند: إن بعض المرضى “علقوا وراء خطوط الجبهات، لأيام ولأسابيع أحيانًا”، وعندما يصل هؤلاء إلى مراكز المنظمة “تكون جروحهم قد التهبت بشكل خطير، ومن النادر أن نتمكّن من إنقاذ أطرافهم”.

تابعت: إن من يستطيع الوصول بسرعة إلى القرى المجاورة للمدينة، “من المرضى الذين يعانون من حالات طارئة طبية حادة أو إصابات بالغة، ويعبرون خطوط الجبهات بشكل سريع نسبيًا”، تتم مساعدتهم.

ونقلت المنظمة عن أحد المصابين من المدينة، وقد فقد سبعة من أفراد أسرته، قوله: “في مدينة الرقة، إن لم تمت بالغارات الجوية، فستموت بقذيفة هاون، وإن لم تقتل بقذيفة هاون فستموت بنيران القناصة، وإن لم يكن بنيران القناصة، فستموت بعبوة ناسفة”، ويضيف المصاب: “إذا نجحت في البقاء على قيد الحياة؛ فستعاني الحصار والجوع والعطش، إذ لا يوجد طعام ولا مياه ولا كهرباء”.

ولفتت كراموند إلى وجود “عدد هائل من بقايا العبوات الناسفة”، في البلدات التي أُبعد منها تنظيم (داعش)؛ وهذا الأمر “يمنع الناس من ممارسة حياتهم الطبيعية”.

يشار إلى أن (منظمة أطباء بلا حدود) ذكرت على صفحتها إنها “تدير ثماني سيارات إسعاف قرب خطوط الجبهات، بالتعاون مع السلطات الصحية المحلية، عبر نقاط تجمّع في شمال وشرق وغرب مدينة الرقة”، كما أنها “تدعم نقطة طبية متقدّمة، خارج مدينة الرقة، حيث يتم تأمين استقرار حالات المرضى، قبل نقلهم إلى مستشفيات في تل أبيض أو عين العرب/ كوباني، على بعد 100 كلم”، كذلك تدير طواقم عيادة في مخيم عين عيسى، وتعمل في مناطق عديدة يمكن الوصول إليها في شمال شرق سورية.




المصدر