صُلب فيها العشرات وأصبحت مسرحاً للإعدامات.. تنظيم الدولة يقترب من خسارة أبرز مناطق بث الرعب بسوريا
1 آب (أغسطس - أوت)، 2017
ياسر العيسى
دفع التقدم الميداني الذي حققته ميليشيا “قوات سوريا الديمقراطية” اليوم الثلاثاء في الرقة، واقترابها من “ساحة الساعة” وسط المدينة، إلى تحفيز الأذهان وطرح التساؤلات حول ما ستؤول إليه التطورات الميدانية في عاصمة “الخلافة”، وإمكانية تصاعدها خلال الأيام القادمة.
اقتراب المعارك من “ساحة الساعة”، ربما سيحفز ذاكرة أبناء الرقة بشكل خاص لاسترجاع ذكريات حول هذا المكان الذي كان شاهداً على ما عاشته المدينة من أهوال وأطوار خلال سنوات خلت، ومرورها من تحت قبضة النظام، إلى الجيش السوري الحر، قبل أن يجعلها تنظيم “الدولة الإسلامية” مسرحاً للإعدامات التي نفذها تحت مبررات واتهامات مختلفة.
انتقلت ساحة “الساعة” من اللون الأحمر إلى الأخضر قبل أن تدهن بالأسود بعد سيطرة “تنظيم الدولة”، ولا تعلم ما هو مصيرها أو اللون الجديد الذي ستتخذه أن سيطرت عليها “سوريا الديمقراطية”؟.
ساحة الجلاء أو ساحة الساعة كما اشتهرت على تسميتها بين أبناء مدينة الرقة، ينتصب في أعلاها تمثالين لفلاح وفلاحة للدلالة على رمزية الرقة الزراعية (قام تنظيم الدولة بتحطيمه بعد سيطرته على المدينة)، وتقع في الزاوية الجنوبية الغربية للرقة القديمة، وكانت سابقاً قبل عام 1970 المكان المخصص للمظاهرات المناهضة للاستعمار.
بسبب الأهمية التي تمثلها الساحة لأبناء المدينة، كانت محاولات الوصول إليها من قبل المتظاهرين والتجمع فيها، الهدف الأبرز في بدايات الثورة السورية في مارس/ آذار 2011، بينما كانت محاولات قوات النظام تتمثل في منع وصول المظاهرات إليها، لعلمه برمزية هذه الساحة، وبسبب مجاورتها لأحد أكبر تماثيل حافظ الأسد في المحافظة.
شهدت الساحة في مارس/ آذار 2012 أكبر مجزرة بحق المتظاهرين السلميين، بعد أن أطلقت قوات النظام الرصاص الحي، موقعة أكثر من 20 شهيداً إضافة إلى عشرات الجرحى.
بعد سيطرة الجيش السوري الحر على الرقة في مارس/ آذار 2013، عمد ثوار المدينة إلى التظاهر في ساحتها باستمرار تعبيراً عن مظاهر الحرية التي طالما حلموا بممارستها، لكن لم يعلموا أن الأيام القادمة ستحمل ما لم يكن في حسبانهم.
دوار الساعة في #الرقة مزيناً بعلم الثورة قبل إعلان دولة الخرافة #داعش#سوريا pic.twitter.com/VZsAxuthAf
— فؤاد حلّاق (@Fouadhallak89) ٢٠ أبريل، ٢٠١٦
عمد “تنظيم الدولة” بعد طرد قوات المعارضة من الرقة بشكل كامل في فبراير/ شباط 2014، إلى دهن الساحة باللون الأسود، كما اتخذها مع ساحة “دوار النعيم” القريبة منها أمكنة رئيسية لتنفيذ إعدامات بشتى الأشكال، وقتل وصلب العشرات من المدنيين، حيث اجتمعت رمزية القمع ومن ثم الحرية وأخيراً القتل، كلها في ساحة الساحة وسط الرقة خلال سنوات خلت.
وتخوض “قوات سوريا الديمقراطية” منذ شهرين تقريباً وبدعم من التحالف الدولي معارك عنيفة ضد مقاتلي “تنظيم الدولة” داخل الرقة، حيث باتت تسيطر على أكثر من 50 بالمئة من مساحة المدينة.
ويتصدى التنظيم بشراسة للهجوم دفاعاً عن الرقة التي تعد معقله الأبرز في سوريا.
[sociallocker] [/sociallocker]