دير الزور داخل مثلث الموت


حافظ قرقوط

يواصل الطيران الحربي الروسي غاراته على ريف دير الزور الغربي، ويواصل المجتمع الدولي تجاهله لمعاناة المدنيين هناك، حيث تُرك الأهالي بين حمم الطائرات من الجو، وقصف قوات النظام وميليشياته، ووحشية (داعش) على الأرض.

ونقلت صفحات أخبار محلية أن الغارات تسببت بمقتل أكثر من 15 مدنيًا، وجرح العشرات خلال الأيام الثلاثة الماضية، معظمهم من النساء والأطفال، وهنالك أسر كاملة قد قضت تحت ركام المنازل، وتسببت الغارات بدمار كبير للأبنية السكنية والمنشآت.

وقال الناشط الحقوقي محمد حسان لـ (جيرون): إن “الحملة الجوية على ريف دير الزور الغربي، متواصلة منذ نحو أسبوع، وهي مستمرة أيضًا منذ نحو شهر على ريف الرقة الشرقي، واستطاعت قوات النظام وميليشياته السيطرةَ في تلك المنطقة على قرى بين العكيرشة وحتى معدان”.

وأوضح أنه بقيت أمام قوات النظام وميليشياته بلدات “معدان عتيق ومعدان جديد، لتكتمل سيطرتها على ريف الرقة الشرقي”، ولذلك بدأت الحملة الجوية تتوسع نحو ريف دير الزور الغربي، في الأيام الأخيرة، وبدأ الطيران يشن “غارات مكثفة على المنطقة، مثل بلدات التبني والخريطة والشميطية وزغير وغيرها، وهي تحوي جميع النازحين من ريف الرقة، ومنطقة السخنة، وبعض مناطق الدير”.

ولفت حسان إلى وجود نحو 40 ألف نازح في تلك المناطق، ولا توجد أماكن إيواء نهائيًا، حيث يضطر الناس إلى افتراش الشوارع والأراضي الزراعية، بلا أي حماية أو رعاية أو خدمات، حيث يوجد نقص حاد بذلك”.

وأشار إلى أن تنظيم الدولة (داعش) “يمنع أصلًا عمل كافة المنظمات الإغاثية في مناطقه”، مع التجاهل الدولي لمناشدات الأهالي بإيجاد ممرات آمنة للنازحين المدنيين الذين يترقبون ما يحمله المجهول.

كما أوضح حسان بأن “كافة النازحين من ريف الرقة الشرقي، والسخنة، وريف دير الزور الغربي، يحاولون العبور إلى الضفة الشمالية لنهر الفرات، باتجاه قرى خط الكسرة، وهو خط أكثر أمنًا، وأقل قصفًا من الريف الغربي لدير الزور، وبخاصة أن النظام يحاول التقدم إلى الريف الغربي لفك الحصار عن قواته المحاصرة منذ عام 2013″، وأكد أنه لا توجد أمام النازحين خيارات أخرى، فخيارهم الوحيد هو تلك الضفة، وبالنتيجة؛ “التوجه إلى (قوات النخبة)، أو (قسد)، وعلى الرغم من ذلك يبقى الأمر صعبًا، لأن تنظيم (داعش) يمنع خروج الناس، وأي شخص يقبض عليه التنظيم قد تصل عقوبته إلى حد القتل”.

أكد حسان أن قوات الأسد وميليشياته “لم تدخل الحدود الإدارية لمدينة دير الزور، وهي تبعد نحو 20 كم من جهة الغرب، على أطراف مدينة معدان التابعة لريف الرقة الشرقي”، وهي تتمركز في “منطقة ثليثوات غرب جبل البشري من جهة البادية”.

إلى ذلك، ذكر (مكتب دير الزور الإعلامي الموحد)، على صفحته في (فيسبوك)، أن تنظيم (داعش) بدأ “بتطبيق قرار التجنيد الإجباري”؛ ما تسبب بحركة نزوح واسعة من مدنيي محافظة دير الزور، وأن “معظم النازحين هم من الشبان الذين تراوح أعمارهم بين العشرين والثلاثين عامًا، وسط استغلال وابتزاز من قبل المهربين الذين يتقاضون نحو 200 ألف ليرة سورية، لقاء تهريب أيّ شاب يريد الفرار من مناطق سيطرة التنظيم”.




المصدر