ماذا يفعل وجهك على مقبض الباب


أفين إبراهيم

الرابعة والربع بعد منتصف الليل..

الوقت مناسب جدًا للانتحار.

ماذا يفعل وجهك على مقبض الباب!

كيف يستطيع التنقل بكل هذه الخفة من جدار لآخر

دون أن يفقد ابتسامته المؤلمة!

الرابعة بعد منتصف الليل

أبيع قلبك للعصافير العائدة من البكاء..

لصورة طفلي المعلقة على الثلاجة..

لجناح شيطان يحرس منزلي من السقوط.

ماذا يفعل وجهك على مقبض الباب!

كيف وصل إلى هنا دون أن يتعثر بجثث الحب العملاقة

دون أن يجرح فوضى الفراغ الذي يعبث بأصابع قدمي الباردة

الرابعة بعد منتصف الليل

أبيع قلبك لكأس من الماء بالليمون والقرفة

لكمان قديم يذيب الشحوم والحزن المترسب في زوايا القلب..

لثلاثة خواتم اشتريتها في الخريف الماضي..

لزر كبير يبحث عن معطف خلعه الرب عندما كان عاشقًا.

عندما خلق لكل منا حفرة صغيرة في منتصف الصدر وسماها قلب

الرابعة

ماذا يفعل وجهك على مقبض الباب!

كيف يستطيع أن يبقى مسالمًا وسط كل هذه الساعات الطويلة من الغبار

آه إنه الخريف مرة أخرى!

البيت نظيف..

وطفلي نائم

أضع أنفي في رأسه الصغير؛ فتخرج رائحة أبي

تخطف وجهك وتشد يدَ العتمة التي قطعتها لك وتتجول.

كنت في الثامنة عندما قصوا شعري الطويل

وأقنعوني أن رأس المرأة أصغر من أن يحتمل خراب الكون

كنت في الثامنة فقط..

عندما قالوا لي أن هذا الشعر لا يصلح أن يكون عشًّا للعصافير

ومن المستحيل أن يصبح بيتًا للأشباح الهاربة من الجحيم

منذ ذلك اليوم وشعري ينمو إلى الداخل

ينمو بسرعة عجيبة لا يحتملها عقل كائن بشري.

كنت في الثامنة فقط.. عندما قصوا شعري الطويل

منذ ذلك اليوم وشعري ينمو نحو الأسفل

لم أصدق..

تجاوزت الأربعين ولم أصدق أني مع الزمن تحولت إلى كومة قش

مثلكم لم أكن لأصدق..

لولا طفلي الذي يرتمي في حضني كل مساء يقفز على بطني ويردد

ماما كم أنت طرية

بعت قلبك

بعته هذا المساء

إنه الخريف..

الخريف مرة أخرى يا الله!

الرابعة صباحًا..

الرابعة والربع.

طفلي نائم..

والوقت مناسب..

مناسب جدًا للانتحار.




المصدر