(داعش) يبتلع آخر فصائل الجيش الحر ويهيمن على حي التضامن الدمشقي

10 آب (أغسطس - أوت)، 2017
4 minutes

editor4

فادي شباط: المصدر

داهم تنظيم “داعش” في منطقة جنوب دمشق المحاصر يوم الإثنين، مقار آخر فصائل الجيش الحر في حي التضامن الدمشقي ما جعل الحي الذي كانت تسيطر المعارضة على جزء كبيرٍ منه تحت سيطرة التنظيم.

واقتحم عناصر التنظيم في منطقة الحجر الأسود مقرات فصيل (أبو جورج) في حي التضامن واعتقلوا قائد الفصيل، وصادر أسلحتهم ومستودع الذخيرة والمئونة والصيدلية الخاصة به.

الفصيل الذي يتزعمه “أبو جورج” في حي التضامن كان آخر فصائل ومجموعات الجيش الحر في مناطق سيطرة التنظيم، وحاول مداهنة “داعش” قدر المستطاع أملاً منه بخروج التنظيم من جنوب دمشق، ولم يشارك في أي اقتتال داخلي في المنطقة، وكان دائما يأخذ الدور الضامن والمُصالح بين الجيش الحر والتنظيم أو بين الأخير وهيئة تحرير الشام.

واعتقل التنظيم 45 عنصراً بينهم قائد الفصيل، وصادر 55 بندقية آلية “كلاشنكوف” بالإضافة لعدد صغير من الرشاشات الخفيفة “بي كي سي” وقواذف “آر بي جي”، في حين نجح اثنان من العناصر بالفرار باتجاه بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم الواقعة تحت سيطرة فصائل الثوار.

مصدر محلي من داخل حي التضامن أكد لـ “المصدر” أنّ المُداهمة كانت مُباغتة ولم تلق أي شكل من أشكال من المقاومة، ورجّح المصدر أن يكون التنظيم قد نجح في اختراق الفصيل أمنياً على غرار ما حصل مع هيئة تحرير الشام “النصرة سابقاً” في مطلع عام 2016، حيث أخذ التنظيم مقاتلي الهيئة على حين غرة وحاصرهم في مساحة لا تتجاوز الواحد كيلو متر مربع مُعتمداً في كل ذلك على العناصر الأمنية المزروعة في صفوف الهيئة.

وأعلن قائد الفصيل المعروف ب “أبو جورج” المُنحدر من محافظة ادلب والمُقيم في حي التضامن منذ نشأته انفصاله من لواء شهداء دمشق، أثناء سيطرة تنظيم داعش على أجزاء كبيرة من مخيم اليرموك، وتابع قتاله للميليشيات الشيعية الطائفية في تخوم شارع نسرين، وكان شوكةً مؤلمةً في خاصرتهم، حيث أذاقهم الويلات من خلال عمليات القنص والتسلل وتفجير العبوات وحفر الأنفاق، بينما كافة جبهات جنوب دمشق في حالة سُبات، بحسب المصدر.

مصدر آخر في مُخيم اليرموك قال لـ “المصدر” إن النظام يتعامل مع التنظيم بشكل مُريح أكثر من فصائل الجيش الحر، مضيفاً “ربما تكون هذه العملية ارضاءً لرغبة النظام”.

وأكد المصدر أن “التنظيم أمهل فصيل (أبو جورج) قبل شهر ووضعه أمام خيارين، الأول واضح ومحدود وهو بيع كامل السلاح للتنظيم، والثاني مجهول، وها هو الآن يقبع في سجون التنظيم بذريعة تواصله مع جيش الاسلام في بلدة يلدا، الأمر الذي لا يمكن أن يصدقه أبناء جنوب دمشق بسبب مرونة “أبو جورج” في التعاطي مع الأزمات”.

وتأتي هذه التطورات في وقتٍ ينتظر فيه سكان جنوب دمشق تنفيذ الاتفاق المبرم قبل شهرين بين النظام والتنظيم والقاضي بخروج مقاتلي التنظيم باتجاه البادية، الّا أنّ أخر ما وصل لـ “المصدر” هو موافقة النظام على خروج 150 عنصراً فقط، مقابل فك كل من يبقى في المنطقة بيعته عن التنظيم.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]