وقع في حبهم فبادلوه حناناً وعشقاً… شابٌ من ذوي الاحتياجات الخاصة يرتدى الخوذة البيضاء

15 آب (أغسطس - أوت)، 2017
4 minutes

زيد العمر: المصدر

في الوقت الذي كان فيه الجميع يفرون هاربين من موتٍ أصبح عادةً يوميةً، كانوا هم من القلة القلائل الذين يقبلون عليه بنفسٍ توّاقة، أحبوا عملهم فأحبهم الناس، نذروا حياتهم لإنقاذ حياة الآخرين، بذلوا الغالي والنفيس في طريق العمل الإنساني، فسمع بسيرتهم القاصي والداني، الكبير والصغير، وأحبوا أن يشاركوهم بأعمالهم، حتى ذوي الاحتياجات الخاصة مدوا يد العون لهم.

“رامز شعبان” ابن مدينة جسر الشغور وبطل من أبطال هذا الزمان، رغم إعاقته أصرّ على أن يرتدي الخوذة البيضاء وكان من أوائل الذين يخرجون من منزله عندما تمر آليات الدفاع المدني ليمد يد العون لهم، وحمل معداتهم وساعدهم في أغلب أعمالهم النبيلة.

يجلس رامز كل يوم خلف نافذة منزله منصتاً إلى هدوء مدينة جسر الشغور في إدلب، وفجأة ترتسم ابتسامة عريضة على شفافه، لقد وصل أصدقاؤه المنتظرون، أصدقاء من نوعٍ آخر، شبانٌ نذروا أنفسهم لإحياء نفسٍ ومبتغاهم “فكأنما أحيا الناس جميعاً”.

يسرع الشاب المراهق المصاب منذ ولادته بمتلازمة داون (المنغولية) إلى سترته وينتعل حذاءه دون أن يفكّر حتى بعقد رباطه، فالأهم بالنسبة له أن يصلهم بسرعة ليرتدي خوذته البيضاء ويباشر عمله معهم، وبالطبع يعشق التصوير فتراه يتبع الإعلاميّ المرافق للفريق هنا وهناك لالتقاط صورٍ له بحلته المفضّلة.

يتحدث “دريد حاج حمود” مسؤول الدفاع المدني في مدينة جسر الشغور، أن “رامز” هو أحد أبناء الجسر وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، وما يميزه عن غيره من أقرانه هو حبه للعمل الإنساني وإصراره على ارتداء القبعة البيضاء، ومساعدة عناصر الدفاع المدني في أعمال كثيرة داخل المدينة.

ويتابع أن رامز يخرج من منزله مسرعاً عند سماع صوت آليات الدفاع لمساعدتهم في أعمالهم الخدمية وتنظيف الشوارع، حاملاً معه ابتسامة عريضة يعطيهم فيها الأمل والنشاط أثناء ممارسة عملهم، ويلقى رعاية كبيرة من أهله الذين يعطونه ثقة كبيرة ويشجعونه دائماً على الأعمال الإنسانية، هذا ما ساهم وبشكل كبير في جعله شخصاً اجتماعياً ومحبوباً بين أبناء المدينة.

إعاقة رامز لا تساعده في ممارسة الأعمال الشاقة، كما يقول “حاج حمود” لذلك تقتصر مشاركته في الأعمال الإدارية التي يقوم بها عناصر الدفاع المدني، كحملات النظافة وحملات التوعية التي يتم فيها توزيع هدايا للأطفال، خاصة أن هذا النوع من ذوي الاحتياجات الخاصة يصبحون مقربين جداً من الأطفال حيث تبقى روح المرح في داخلهم مهما كبرت أعمارهم.

وينوّه مسؤول الدفاع المدني إلى تأقلم عناصر الدفاع المدني مع ذوي الاحتياجات الخاصة، خصوصاً أنهم يعتبروا من أصحاب الأطوار الغريبة ولكن المعاملة الحسنة التي يعاملونهم بها ساهمت وبشكل كبير في اندماجهم بين أفراد القبعات البيضاء.

ويساهم عناصر الدفاع المدني بشكلٍ كبير في حملات النظافة وإزالة الركام من مدينة جسر الشغور، كانت آخرها حملة “جسر الشغور بيتنا”، التي وبحسب “دريد” حمل فيها “رامز” الرفش وساهم بشكل فعال مع عناصر الدفاع المدني في إظهار شوارع مدينته بأبهى حلة.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]