الغوطة وطموحات قيادة موحدة عسكرية ومدنية


بلال الخربوطلي

يدفع المدنيون داخل الغوطة الشرقية الثمنَ الأكبر؛ بفعل استمرار عمليات القصف الممنهج على مثلث (عين ترما/ زملكا/ جوبر)، ومن جهة أخرى يقع على عاتقهم الجزء الأكبر من الخلافات الفصائلية الداخلية التي بدأت تعطي مؤشرات على أنها ذاهبة إلى احتراب داخلي، سيكون النظام وحلفاؤه المنتصر الوحيد فيه. يحدث كل هذا في ظل استمرار العمليات العسكرية التي يشنها نظام الأسد على أحياء جوبر وعين ترما، والصدام المباشر والاحتقان.

في هذا السياق، استطلعت (جيرون) آراء بعض الشخصيات الفاعلة والناشطة في المجال المدني والإنساني والسياسي داخل الغوطة الشرقية، للحديث عن التطورات الميدانية والسياسية التي تمر بها المنطقة ومآلاتها، وإمكانية وجود مبادرات أو مشاريع حقيقية قادرة على إنهاء حالة الخلاف والتقسيم والنزاعات الداخلية.

الناشط السياسي أبو عماد الغوش، قال: “نظرًا لموقع الغوطة المهم، ومكانتها كأحد أبرز معاقل الثورة السورية والمناطق (المحررة)؛ تعيش اليوم واقعًا سياسيًا وعسكريًا سيئًا، يتمثل بالنزاع الداخلي وشبه التقسيم المناطقي على أساس النفوذ الفصائلي، هذا الواقع من أهم أسبابه وجود الإسلام الراديكالي المؤدلج، والمتمثل ببعض الفصائل العسكرية والتيارات الحزبية التي تسعى لتحقيق أهداف ومشاريع خاصة، أضرت -وما زالت تضر- بمسيرة الثورة وبوصلتها”.

الغوش أضاف: “في ظل هذا الواقع لا بد من إيجاد مشروع يوحد الطاقات والإمكانات المدنية والسياسية والعسكرية، ويحشدها في سبيل توحيد الصوت وإنهاء الانقسام؛ بما يقود إلى الخروج من هذا النفق، خاصة مع وجود إرادة جادة لتنفيذه بالشراكة مع العسكر الذي يتمثل بالجيش السوري الحر صاحب أفكار وأهداف الثورة والعامل لتحقيقها. إن مشروع كهذا -إن حصل- يمكّن من الوصول إلى قيادة موحدة للغوطة الشرقية قادرة على اتخاذ قرارات مصيرية، تخدم الثورة والشعب، ويمكن لها أن تشكل مرجعية سياسية ومدنية وعسكرية”.

في الموضوع ذاته، قال الدكتور صخر الدمشقي أحد ركائز النشاط الثوري في الغوطة الشرقية: “الغوطة الشرقية، خلال هذه المرحلة، تخوض معركتها المصيرية والفاصلة بتاريخ الثورة، ومع هذا الثبات والصمود الذي يبديه مقاتلو الجيش السوري الحر، في كل من جوبر وعين ترما؛ يمكن القول إنها ستدخل كركن أساس في الحل السياسي الشامل لسورية، وإن ما يحصل داخليًا من صراعات مفتعلة ضد الجيش الحر، بالتزامن مع معركته الفاصلة ضد النظام وميليشياته، أمرٌ مستغرب ويحتم علينا وضع علامات استفهام عديدة، وحتى لو كان هناك تباينات وصراعات فليس هذا الوقت المناسب لظهورها، ويجب أن يطغى صراعنا مع الأسد وحلفائه على خلافاتنا الثانوية”.

وأوضح الدمشقي: “هناك عمل منذ أشهر لإنجاز هيكلية لقيادة موحدة؛ تتصدى للظرف المصيري الذي يواجه الغوطة بالشراكة ما بين المكونات المدنية الثورية والجيش الحر الذي يؤمن بأهداف الثورة ويعمل من أجلها، وهو الآن في مراحله الأخيرة”.




المصدر