رولا العجة: مؤسسة (بريق) تحث الجميع على العلم


جيرون

طالت الكارثة السورية كافة مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، لكن أكثر القطاعات تضررًا كان قطاع التربية والتعليم، ففي المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، تم تدمير معظم المدارس أو تعطيلها، كما توزّع المعلمون بين قتيل ومعتقل ومُهجَّر، أما في بلدان اللجوء المجاورة لسورية، في الأردن ولبنان وتركيا، فالوضع سيئ أو قريب من السيئ، إما بسبب وضع العائلات المادي، وإما بسبب إهمال وتقصير المنظمات المعنية وذات الشأن.

ولما لهذه القضية من أهمية على حاضر أطفال سورية وطلابها ومستقبلهم، والعام الدراسي الجديد على الأبواب؛ طرقت (جيرون) هذا الباب، للوقوف على بعض المحاولات الجادة التي تهدف إلى النهوض بقطاع التربية والتعليم، وفي هذا الإطار التقت بسيدة سورية، وهبت وقتها وجهدها طوال سنوات من أجل خدمة السوريين في المخيمات، وعلى وجه الخصوص في الأردن، وهي السيدة رولا العجة، رئيسة مؤسسة (بريق) للتدريب والتعليم.

حول بدء نشاطها الإنساني، في المخيمات في عام 2011، بعد بداية الثورة في سورية بأشهر، وأولى زياراتها للمخيمات في الأردن، والجهات التي تعاونت معها، قالت السيدة العجة: “كنت أعمل كمتطوعة في المخيمات السورية في الأردن، في توزيع الإغاثات، قبل أن أُعطي كامل الوقت للمسألة التعليمية، وكنت أقوم بتجميع المواد الإغاثية في منزلي في دبي، وبعدها نقوم بشحن هذه المواد إلى المخيمات في الأردن، والمناطق المنكوبة في الداخل السوري”.

وعن المستوى التعليمي الذي تهتم به وتتابعه مؤسسة (بريق) اليوم، أوضحت: “يبدأ عملنا مع الطلبة من الصف الثالث الابتدائي وإلى التوجيهي (الثانوية العامة)، وإضافة إلى ذلك، نقوم بتدريس الأطفال المتسربين الذين لم يدخلوا المدارس محوَ الأمية، وهناك دروس محو الأمية للسيدات ربات المنازل كذلك، ونقوم بإعطاء منح دراسية جامعية لطالبات وطلاب سوريين في الأردن”.

وحول مستوى الاهتمام بقضايا التدريب، قالت: “هناك للأسف طلاب وطالبات توقفوا عن الدراسة، قبل المرحلة التوجيهية لأسباب شخصية وعائلية، وهنا يأتي دورنا في تعليم هؤلاء اليافعين مهنةً، ليستطيعوا مواجهة الحياة العملية، كما نقوم بتدريب ومساعدة الأمهات الأرامل على تعلّم مهنة، ومن ثم نقوم معهم بتأسيس عمل مشاريع صغيرة، تعود عليهم بمُرتّب يستطيعون به أن يعيشوا مع أطفالهم ويعتمدوا على أنفسهم”.

وعن مصادر الدعم والتمويل لهذه المشاريع، أوضحت: “حتى الآن معظم الدعم المالي يأتي من تبرعات بعض المقرّبين لنا، ومن أصدقاء وأهل، ولا نحصل على دعم رسمي من أي مؤسسة، والمتبرعون هم سوريون بالدرجة الأولى”.

وأضافت، في توضيحها حول عدد الطلاب المشمولين حتى الآن برعاية مؤسسة (بريق): “يبلغ عددهم 350 طالبًا وطالبة في عمان، من عمر ثمانية سنوات وحتى الثامنة عشر”، وأضافت: “لدينا مشاريع في الداخل السوري، حيث قمنا بترميم عدة مدارس مهدّمة في الشمال والجنوب السوري، وافتتحناها لتستقبل أطفالًا من المرحلة الابتدائية، ووظفنا كوادر تعليمية أيضًا”، وتابعت: “كان لدينا أربع مدارس في الجنوب ومدرستين في الشمال، لكن بسبب قلة الدعم المادي لنا؛ اضطررنا إلى أن نوقف دعمنا لتلك المدارس”.

وعن الصعوبات التي تواجه العمل كمؤسسة، ومشاريع التعاون المرتقبة، قالت: “الدعم المادي حتمًا؛ حيث إن استمرار عملنا يحتاج إلى المزيد من الدعم، ونحاول الآن الحصول على بعض الدعم من المنظمات الدولية المختصة في قطاع التربية والتعليم”، وأضافت: “لدينا تعاون مع منظمة (كرمو) المركز الثقافي البريطاني في الأردن، ولدينا تعاون مع منظمات وجمعيات من مختلف البلدان؛ لتقديم برامج توعوية وتعليمية في مركزنا في عمان”، وختمت: “على الجميع التشبث بالعلم، لأنه هو المستقبل، وهو البناء الحقيقي، وهو نابع من محبة الوطن. أينما كنتم فالسلاح الأقوى هو العلم، احملوا ذلك السلاح معكم أينما كنتم”.




المصدر