لندن تحذر من عودة بريطانيين يقاتلون مع “العمال الكردستاني”


جيرون

دعت منظمة (هنري جاكسون) الحكومةَ البريطانية إلى منع مواطنيها من الانضمام إلى “صفوف (حزب العمال الكردستاني) في سورية، لكونه منظمة إرهابية وعنيفة، لها سجل في جرائم الحرب”.

أوضحت المنظمة البحثية البريطانية المختصة بالدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان في الحكومة البريطانية، في تقرير جديد لها يوم الخميس الماضي-ترجمته جيرون- أن (حزب العمال الكردستاني) -وهو “منظمة إرهابية محظورة”، على حد وصفها- أعاد تسمية شبكة من المنظمات التابعة له مثل “وحدات حماية الشعب”، وقد اجتذبت بدورها مئات المقاتلين الأجانب، بما فيهم البريطانيون، للقتال في صفوفها.

تطرق التقرير إلى الدور الذي تلعبه “الوحدات” في قتال تنظيم (داعش) الإرهابي، من خلال الدعم الذي تتلقاه من التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، على الرغم من أن هذه الوحدات تابعة لمنظمة إرهابية أخرى وهي (حزب العمال الكردستاني)، حيث إن “التوصيف الغربي، بأن الوحدات تقاتل الإرهاب، ساعد في تجنيد العديد من المقاتلين الأجانب الذين لا يعرفون الارتباط بينها وبين (حزب العمال الكردستاني)، في حين قلة قليلة فقط يكتشفون هذا لاحقًا”.

تضمن التقرير مجموعةً من التوصيات للحكومة البريطانية، بهذا الخصوص منها: ضرورة منع الحكومة البريطانية تجنيد المواطنين البريطانيين في صفوف جهات غير حكومية، تشارك في صراعات داخلية. كما يجب فحص العائدين من القتال في صفوف “الوحدات” لتقييم ما إذا كانوا بحاجة إلى المزيد من اهتمام الدولة، سواء من ناحية نظام العدالة الجنائية، أو الخدمات الاجتماعية. ومواجهة الدعاية المخادعة لـ (حزب العمال الكردستاني)، حول طبيعة مشروعه في سورية، وقدرته على التجنيد من خلال منصاته الإعلامية، سواء وسائل الإعلام التقليدية أو الاجتماعية.

قال كايل أورتون من مركز الاستجابة للتطرف والإرهاب، في منظمة (هنري جاكسون)، في تعليقه على التقرير: “الحقيقة (حزب العمال الكردستاني)، و(وحدات حماية الشعب) هما كيان واحد، حيث يوضح تقرير المنظمة الأسباب العديدة التي تجعل الأجانب -بما فيهم البريطانيون- يذهبون للقتال في صفوف الوحدات، لكنهم بحاجة إلى فهم طبيعة هذه المنظمة بعيدًا عن محاربة الإرهاب”.

وأضاف أورتون: “تحتاج الحكومة البريطانية الآن إلى العمل الجاد من أجل عدم وقوع البريطانيين في هذا الفخ، ويجب إجراء اختبارات شاملة للمقاتلين في صفوف الوحدات، ممن يريدون العودة بالفعل؛ وذلك لمنع الأفراد الذين يُحتمل أن يكونوا خطرين داخل مجتمعاتهم”.

من جهة أخرى، نقلت هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) إعلان وزارة الداخلية أن على الذين يعودون إلى بريطانيا، بعد المشاركة في النزاعات المشتعلة داخل سورية والعراق، أن يتوقعوا مراجعة الشرطة لاستجوابهم، حول نشاطهم داخل تلك البلاد، كما أعلنت تخوفها من قيام هؤلاء بنشاطات إرهابية أو “هجمات منفردة”، لدى عودتهم إلى بلادهم.

تقرير منظمة (هنري جاكسون) ليس الوحيد الذي تحدث عن خطورة عودة المقاتلين الأوربيين في صفوف “الوحدات الكردية”، فقد نشرت مجلة (دير شبيغل) الألمانية، في تموز/ يوليو الماضي، تقريرًا سريًا موجهًا من سلطات الامن الألمانية إلى مكاتب الشرطة الجنائية في الولايات الألمانية، أفاد أن “بعض هؤلاء اكتسب خبرات في المواجهة، خلال قتالهم ضد تنظيم الدولة، وأن السلطات كانت تصنف بعض المشتبه بهم، قبل سفرهم، على أن لديهم ميولًا للعنف”.

حذر التقرير السري من تبعات عودة هؤلاء، ورأى أنه ليس “من المستبعد تزايد النشاط المتطرف لهم، عقب عودتهم إلى ألمانيا، على ضوء الخبرات التي مروا بها في الخارج”.

سبق أن نشرت وسائل إعلام متفرقة صورًا لمقاتلين أجانب، ذكرت أنهم يقاتلون في صفوف “الوحدات”. وتتقاطع هذه المعلومات مع الادعاءات التركية المتكررة التي تحذر الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية، على نحو مستمر، من تبعات دعم هذه التنظيمات، تحت ذريعة مكافحة الإرهاب.




المصدر