عائلات تواجه رصاص تنظيم الدولة وسوريا الديمقراطية أملا بالخروج من الرقة
21 آب (أغسطس - أوت)، 2017
بينما كان شواخ العُمر يقبع مع 16 من أقاربه في غرفة واحدة ببيت في الرقة معقل تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا سقطت قذيفة هاون على البيت المجاور فقتلت أربعة أشخاص وهزت المبنى.
عندها عقد الرجل البالغ من العمر 57 عاما العزم على الهرب.
في اليوم التالي روى العُمر ما حدث وهو يجلس مع بناته وأحفاده على أرضية متربة في مخيم للنازحين قرب مدينة الطبقة التي تبعد 50 كيلومترا في اتجاه الغرب فقال “لم نجد حتى الوقت لدفن جثامين جيراننا. رحلنا وحسب”.
قال العُمر إن أسرته خرجت مع كل سكان الحي تقريبا الذين قرروا الفرار في الوقت نفسه خلال الليل مع اشتداد حدة الاشتباكات بين مقاتلي التنظيم وقوات “سوريا الديمقراطية” التي تدعمها الولايات المتحدة.
وأضاف “عندما وصلنا للطريق العام بدأ رصاص مسلحي تنظيم الدولة يتطاير. كانوا يحاولون منعنا من الرحيل. وبدأت قوات سوريا الديمقراطية ترد على النيران ولذلك تمكنا من الفرار إلى أراضي قوات سوريا الديمقراطية”.
وأسرة العُمر واحدة من مئات الأسر التي واتتها الجرأة على الهرب من مقاتلي التنظيم داخل الرقة مع تقدم قوات “سوريا الديمقراطية” باتجاه مواقع التنظيم في وسط المدينة.
وقد اضطر آلاف إلى التنقل كثيرا حتى بعد الخروج إلى ضواحي الرقة حيث يشن أفراد التنظيم هجمات مضادة ويستمر قصف قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
ويحاول كثيرون التخييم قرب الرقة قبل التوجه على مضض إلى مخيمات يصف الصليب الأحمر ظروف الحياة فيها بأنها غير إنسانية لنقص مياه الشرب وعدم كفاية الخدمات الطبية.
وتقول الولايات المتحدة إن 200 ألف شخص على الأقل فروا من الرقة في الأشهر الأخيرة وإن ما يصل إلى 20 ألف مدني مازالوا محاصرين داخل المدينة.
ووصف أفراد أسرة أخرى تقيم في بيت بوضع اليد على المشارف الغربية للمدينة هروبهم بزورق عبر نهر الفرات الذي يمر جنوبي المدينة قبل بضعة أسابيع وذلك بعد بدء الخطوة النهائية في الهجوم المستمر منذ أشهر لانتزاع السيطرة على الرقة من التنظيم.
وقال عبد الحسن إبراهيم في حي الصباحية “الحي كله قرر الهرب معا وأنا أتحدث عن مئات الناس”.
وأضاف “كثيرون ركبوا زوارق أو سبحوا عبر النهر. وكنا نحن عشرة في قارب صغير” مشيرا إلى أن البعض كان يتشبث بجانبي القارب واضطر للنزول تحت سطح الماء هربا من طلقات الرصاص.
وراح ابنه البالغ من العمر عشر سنوات يقلد صوت الرصاص وهو يمرق فوق القارب.
ويواجه المدنيين في مدينة الرقة إلى جانب رصاص “تنظيم الدولة” وقصف “قوات سوريا الديمقراطية”، ضربات التحالف والتي أدت خلال الأيام القليلة الماضية إلى استشهاد العشرات في غارات استهدفت أحياء مدينة الرقة، آخرها مجزرة حي البدو والتي أدت لسقوط حوالي 40 شهيد وفقا لـ”المرصد السوري لحقوق الإنسان” وحملة “الرقة تذبح بصمت”.
ويقول ناشطون أنه في حال تمكن المدنيين الخروج من الرقة يواجهون مخيمات والتي أطلق عليها ناشطون “مخيمات الموت” في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” بالرقة وريف الحسكة.
وتعاني تلك المخيمات من نقص كبير بالمياه والدواء والمساعدات الغذائية، إضافة لكونها تقع في منطقة صحراوية، حيث يضطر بعض النازحين للنوم بالعراء بسبب عدم توفر خيام كافية.
اقرأ أيضا: مخالفات قدرت بمئات الملايين.. تقرير يكشف جانب من الفساد بفندق تملكه وزارة السياحة في حكومة الأسد
[sociallocker] [/sociallocker]