الاغتيالات في درعا بين إهمال القادة والعمالة الرخيصة للنظام

25 آب (أغسطس - أوت)، 2017
4 minutes

مضر الزعبي: المصدر

يكاد لا يمضي يومٌ دون أن تُفجع محافظة درعا بعددٍ من أبنائها، نتيجة عمليات التفجير والاغتيالات، والتي أصبحت من يوميات المحافظة دون تحريك أي ساكنٍ من قبل كتائب الثوار، علماً أن عمليات الاغتيال تجري في مواقع محددة، ما أثار سخط الحاضنة الشعبية.

إهمال القادة

وقال الناشط هاني العمري، إن قادة كتائب الثوار يتحملون الجزء الأكبر من المسؤولية عن حالة الفوضى الأمنية في المناطق المحررة، ولاسيما عمليات الاغتيال التي تتم على طرقات (الموت)، وهي الطرقات المرصودة من قبل قوات النظام والميلشيات الموالية له.

وأضاف العمري في حديث لـ (المصدر)، أنه خلال الأسبوع الجاري تم تفجير أربع عبوات ناسفة على هذه الطرقات، فأولى العمليات كانت على طريق الصورة ـ الغارية الشرقية، المرصود من قبل قوات النظام المتمركزة في مدينة (خربة غزالة)، أدت لمقتل أربعة من الثوار، بينما انفجرت العبوة الثانية على طريق الكرك ـ رحم شرق درعا المرصود من قبل قوات النظام في مطار (الثعلة) غرب السويداء، وأدت لمقتل الناشط (أسامة الزعبي) وشقيقة وابن شقيقة، والعبوة الثالثة انفجرت على طريق النعيمة ـ غرز المرصود من قبل قوات النظام شرق مدينة درعا، وأدت لمقتل اثنين من الثوار، والعبوة الرابعة انفجرت على طريق كفر ناسج ـ المال شمال درعا المرصود من قبل قوات النظام في تل (الشعار) وأدت لإصابة اثنين من الثوار.

وأشار إلى أن هذه الطرقات إضافة لطرقات (أم المياذن ـ درعا، بصرى الشام ـ صماد)، تشهد منذ عام كامل عمليات اغتيال أدت لمقتل أكثر من 200 من الثوار والنشاطين في درعا، باستخدام عبوات ناسفة على شكل صخور (بازلتية)، في ظل عجز كتائب الثوار عن وضع حد لخروقات النظام، فهذه العبوات يتم زراعتها من قبل مجموعات خاصة تتبع للنظام وميلشيا (حزب الله)، بالتعاون مع بعض العملاء في المناطق المحررة.

ولفت العمري إلى أن ناشطي درعا دعوا إلى مظاهرات يوم الجمعة القادم تحت مسمى (جمعة القصاص)، بهدف الضغط على محكمة (دار العدل) لتنفيذ عمليات القصاص بحق العشرات من المتورطين في عمليات الاغتيال، ولم يتم البت في ملفاتهم نتيجة خوف المحكمة من ردة فعل أسر هؤلاء الأشخاص.

العمالة الرخيصة

وبدوره، قال الناشط محمد الحريري، إن النظام بات مؤخراً يعتمد على عملاء من نوع جديد لكشف تحركات الثوار والناشطون في المناطق المحررة، فيمنح بعض المزارعين والتجار امتيازات ويسمح لهم بنقل السلع والمواد، مقابل إبلاغ الأجهزة الأمنية ببعض المعلومات عن الثوار، ومنها نوعية سياراتهم وأوقات خروجهم وأي طرق يسلكون.

وأضاف الحريري لـ (المصدر)، أن المخبرين الجدد يعملون مع النظام وفق مبدأ المصالح، ويعتقدون بأنهم يقومون بتزويد النظام بمعلومات تافهة، وهذا عكس الواقع تماما، فهذه المعلومات هي ما يمكن النظام من معرفة تحركات الثوار والناشطين، وهذا ما يسهل تنفيذ عمليات الاغتيال.

ثورةٌ جديدة

وأكد القيادي في كتائب الثوار أحمد الزعبي في تصريح لـ (المصدر)، أن المناطق المحررة باتت بحاجة لثورة جديدة تستهدف قادة الفصائل الكبرى، من أجل وضع حد لمهزلة الفلتان الأمني، كون مهمة عناصر هذه الفصائل باتت تُختصر في توفير الحماية للقائد.

وأضاف الزعبي بأن المناطق المحررة لا ينقصها المقاتلون ولا الخبرات، ولكن ينقصها القرار والعمل الجمعي، لوضع حد لعمليات الاغتيال، ولاسيما التي تتم عن طريق قوات النظام والميلشيات الموالية له.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]