on
تعاون الجيش اللبناني مع قوات الأسد وحزب الله يقلق إسرائيل
أبدت أوساط إسرائيلية قلقاً متزايداً من التعاون بين الجيش اللبناني وكل من حزب الله وقوات نظام بشار الأسد. وبلغ هذا التعاون مرحلة متقدمة مع الحملة المشتركة التي تستهدف حالياً تنظيم “داعش” في أقصى شمال شرق لبنان، والحملة التي استهدفت في يوليو/تموز الماضي “جبهة النصرة” في منطقة القلمون الغربي من الجهة السورية وجرود بلدة عرسال اللبنانية. ورأت الأوساط الإسرائيلية أن التعاون الثلاثي سيؤثر مستقبلاً بشكل مباشر على مصالح إسرائيل في كل من لبنان وسورية.
واعتبر رئيس قسم الأبحاث في “مركز هرتسيليا متعدد الاتجاهات”، شاؤول يشاي، أن التعاون بين الجيش اللبناني وقوات النظام السوري يعد تجاوزاً للسياسة التي كانت متبعة من قبل الحكومة اللبنانية والقائمة على عدم التدخل في الشأن السوري. وأشار إلى أن الإنجازات العسكرية التي حققتها قوات نظام الأسد في مواجهة فصائل المعارضة السورية أخيراً، دفعت دوائر صنع القرار في بيروت إلى تغيير موقفها بشكل عملي، من دون الإعلان عن ذلك بشكل رسمي.
وفي تحليل نشرته صحيفة “يسرائيل هيوم”، يوم الأربعاء الماضي، ذكر يشاي، الذي شغل في الماضي منصب نائب قائد “لواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية” (أمان)، أن خطورة هذا التعاون بالنسبة لإسرائيل تتمثل في أنه يسهم في تكريس سيطرة كل من قوات الأسد وحزب الله على الحدود اللبنانية-السورية، الأمر الذي يعني “توفير مركز مهم في الاستراتيجية الإيرانية الهادفة إلى تأمين تواصل إقليمي من طهران إلى بيروت يكون تحت سيطرة القوى التابعة لإيران”. وأشار يشاي إلى أن هذا التطور يمثل مصدر تهديد لإسرائيل، لأنه يمس بقدرتها على مواصلة تنفيذ العمليات الهادفة إلى إحباط تهريب السلاح النوعي من سورية إلى حزب الله، مشدداً على أن المهمة الإسرائيلية ستكون صعبة بعد هذا التطور. كما أكد أن موافقة الجيش اللبناني على التعاون مع حزب الله وقوات النظام السوري “تبعث برسائل سلبية لإسرائيل على اعتبار أن تل أبيب هي من بادرت في الماضي للمطالبة بنشر قوات الجيش اللبناني على طول الحدود وإبعاد قوات حزب الله” من هناك. وبيّن أن تعاظم مظاهر التعاون بين حزب الله والجيش اللبناني تفرض على دولة الاحتلال الإسرائيلي إعادة تقييم خطواتها بشأن طابع تحقيق مصالحها في لبنان.
واعتبر يشاي أن إسرائيل مطالبة حالياً بالضغط على كل من الولايات المتحدة وفرنسا لوقف تسليح الجيش اللبناني، مشيراً إلى أن كلاً من واشنطن وباريس بررتا تقديم هذه المساعدات بحجة أن “تعزيز قوة الجيش اللبناني تعد مصلحة غربية”. وتابع أن الوقائع أكدت صوابية موقف السعودية التي أوقفت مساعداتها العسكرية لهذا الجيش بحجة أن السلاح قد يجد طريقه إلى حزب الله. وحث على ضرورة تشديد مراقبة التحولات الدراماتيكية التي تشهدها الساحة اللبنانية وعدم السماح بتهديد المصالح الأمنية الإسرائيلية.
وفي سياق متصل، دعا القائد الأسبق لشعبة العمليات في جيش الاحتلال، مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون، الجنرال غيورا آيلاند، إلى إيصال رسالة للحكومة اللبنانية مفادها بأنه في حال نشبت حرب مع حزب الله فإن عمليات جيش الاحتلال خلال هذه الحرب لن تقتصر على استهداف الحزب “بل ستكون حرباً شاملة تستهدف لبنان”. وفي مقال نشرته صحيفة “يديعوت أحرنوت” يوم الأربعاء، أعاد آيلاند للأذهان حقيقة أن الرئيس اللبناني ميشال عون، يعلن بأن حزب الله يمثل جزءاً من قوة الردع اللبنانية.
وفي المقابل، شكك آيلاند في جدوى الجهود الدبلوماسية التي يبذلها رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، لإقناع كل من روسيا والولايات المتحدة بالضغط على إيران لسحب مليشياتها من سورية، داعياً نتنياهو إلى تبني تكتيك آخر يقوم على محاولة إقناع إدارة الرئيس دونالد ترامب، بالتوصل لصفقة مع موسكو. ورأى أنه بموجب صفقة كهذه، يجب أن تلغي واشنطن العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا والاعتراف بحقها في الوجود بشرق أوكرانيا، مقابل التزام روسيا بإنهاء الوجود الإيراني في سورية. وشدد المسؤول العسكري الإسرائيلي السابق على وجوب الإيضاح للروس أيضاً بأن إسرائيل لن تتردد في استخدام القوة العسكرية ضد الوجود الإيراني، لا سيما في منطقة جنوب سورية، مشدداً على أنه في حال تم إيصال رسالة قوية للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، فإنه سيراعيها، وفق تعبير آيلاند.
المصدر