on
الهيئة الطبية العامة لجنوب العاصمة دمشق تدق ناقوس الخطر
فادي شباط: المصدر
أعلنت الهيئة الطبية العامة لجنوب العاصمة دمشق أن مستشفى “شهيد المحراب” الميداني مُهدد بالتوقف عن عمله بشكل تدريجي قريباً في حال استمر إيقاف الدعم المادي عنه.
ويعتبر هذا المشفى الوحيد في جنوب دمشق، كما تضم الهيئة الطبية مركزين صحيّين، ومركز النسائية والتوليد، وثلاث نقاط طبية.
الأستاذ “محمد أبو اليسر” مدير الإعلام في الهيئة الطبية العامة لجنوب دمشق قال لـ (المصدر) إنّ الهيئة تعتمد على عقود مُنفصلة لكل مركز مع جهات مانحة، والثقل الأكبر للهيئة هو مُستشفى شهيد المحراب، والتي توقفت منظمة أطباء بلا حدود وقبلها مؤسسة شام الإنسانية عن دعمها منذ بداية عام 2017 .
وحمّل أبو اليسر وزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة “الغائبة عن المشهد” كما وصفها والمؤسسات المانحة مسؤولية انعكاس توقف عمل الهيئة على مائتي ألف مُحاصر بشكل سلبي، موضحاً أنّ غالبية قاطني جنوب دمشق لا يستطيعون تأمين قوت يومهم ولا يُغامرون بالتوجه للعلاج في العاصمة دمشق تخوفاً من الاعتقالات والمصير المجهول.
مُستشفى شهيد المحراب تُجري شهرياً أكثر من مائة وخمسين عملاً جراحياً، وتستقبل مائة وعشرين حالة طبية حرجة وأحياناً أكثر، بالإضافة لمئات حالات الإسعاف والمُعاينات والمرضى ناهينا عن الخدمات الطبية النوعية والمُتنوعة كالـ “مخبر، أشعة، صيدلية، علاج فيزيائي، ولادة طبيعية وقيصرية“.
وبحسب مدير الإعلام لا تستطيع الهيئة تأكيد وجود أبعاد وتأثيرات سياسية على قرارات الدعم لمنطقة جنوب دمشق، لكن يتضح لها أنّ الأزمة الخليجية تترك أثراً سلبياً على دعم المؤسسات الإنسانية في سوريا، وبشكل عام هناك تراجع ملحوظ من كل المؤسسات المانحة في دعم الداخل السوري.
وناشد أبو اليسر باسم الهيئة الطبية العامة لجنوب دمشق المؤسسات الإنسانية وخاصةً الدولية والرسمية منها بألا تقف مكتوفة الأيدي أمام الآلاف من المحاصرين في جنوب دمشق.
وأردف بالقول إنّ الهيئة اعتمدت على شُحنتين من المُساعدات الدوائية الأممية التي دخلت بلدات جنوب دمشق في الشهور الأربعة الماضية.
وتُقدّم الهيئة كافة الخدمات الطبّية لكل من سُكان بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم والقدم والمدنيين القاطنين في مدينة الحجر الأسود وحي العسالي وحي التضامن ومخيم اليرموك.
وعلى الرغم من استمرار عمل الهيئة الطبية حتى نفاد كلُ ما تملك من إمكانيات شحيحة مُتبقية كما قالت، إلّا أنّ استهلاكها لكافة مُدخراتها من “أدوية ومُستهلكات طبية ومحروقات ورواتب” تضعها في حالة حرجة، وتتخوف الهيئة من وقوفها عاجزةً أمام آلاف المرضى المُحاصرين، حيث تنبأت بحدوث كارثة إنسانية تماثل حصار جنوب دمشق الخانق في عام 2013 والذي قضى فيه أكثر من مائتي شخص غالبيتهم أطفال ونساء وعجزة بسبب النقص الحاد في الغذاء والدواء.
المصدر