غواصتان روسيتان في مياه المتوسط


جيرون

أعلنت روسيا، يوم أمس الإثنين، عن وصول غواصتين حديثتين إلى (البحر الأبيض المتوسط)، ومن “المقرر أن تدخلا الخدمة، ضمن قوام التشكيلات البحرية الروسية في هذه المنطقة”، بحسب (سبوتنيك).

قال ممثل أسطول (البحر الأسود) الروسي فيتشيسلاف تروخاتشوف: “إن الغواصتين اللتين تحملان اسم (كولبينو) و(فيليكي نوفغورود)، وترافقهما سفينة الإنقاذ التابعة لأسطول بحر (البلطيق) طراز (إس – بي-921)، ستعملان بشكل دائم في مياه (المتوسط)”، وأوضح أنهما تعملان على الديزل.

وكانت روسيا قد أخذت بتدعيم تواجدها العسكري في البحر (المتوسط)، بعد الإعلان عن تدخلها المباشر والقتال مع نظام الأسد، في أيلول/ سبتمبر 2015، ضد الشعب السوري، وتابعت في عام 2016 العملَ على زيادة قطعها البحرية قبالة الشواطئ السورية، مع توسيع قاعدة (حميميم) الجوية التي اتخذتها مقرًا لقيادتها العسكرية في سورية.

نشرت روسيا في عام 2016 أكثر من 15 قطعة بحرية في المتوسط، وذلك بعد اتفاقها مع نظام الأسد على بقاء قاعدتها العسكرية على الشاطئ السوري، مدة 50 عامًا قابلة للتمديد، وتم توقيعها لاحقًا في مطلع عام 2017، ثم استقدمت إلى المنطقة (أسطول الشمال الروسي) برفقة حاملة الطائرات الروسية الوحيدة (الأميرال كوزينتسوف)، حيث وصف المراقبون ذلك التحرك نحو (المتوسط) بأنه “الأكبر”، منذ انهيار الاتحاد السوفيتي وانتهاء الحرب الباردة.

فيما تعرضت حاملة الطائرات الروسية تلك إلى انتقادات وتعليقات حادة من الإعلام والمتابعين؛ بسبب بطء حركتها وتصاعد الدخان الكثيف من محركاتها، ثم سقوط عدة طائرات حربية من على متنها، أثناء محاولة الهبوط؛ ما اضطر القيادة الروسية إلى سحبها من المنطقة، في مطلع العام الحالي 2017، مع طرّاد (بطرس الأكبر)، ومجموعة السفن المرافقة لهما.

وكان (معهد دراسات الحرب الأميركي) قد حذر العام الفائت من التوسع الروسي في المتوسط، واعتبر أنه “يعوق تحرك البحرية الأميركية، ويشكل خطرًا على المضايق الاستراتيجية، بما فيها مضيق هرمز في الخليج”، وأشار في تقرير له إلى أن “تنامي القوة البحرية الروسية وقيام موسكو بإقامة تواجد عسكري دائم في منطقة (البحر المتوسط)، يهدفان في المقام الأول إلى تحدي الولايات المتحدة وقدرتها على التحرك في هذه المنطقة؛ مما يشكل خطرًا على الخاصرة الجنوبية لحلف (الناتو)”.

يشار إلى أن نائب رئيس أركان الإمداد المادي والتقني للقوات المسلحة الروسية فاليري مومينجانوف، كان قد أعلن، في 25 آب/ أغسطس الجاري في منتدى (الجيش 2017) في موسكو، أن بلاده قامت بتهيئة البنية التحتية في مطار (حميميم)، من أجل تقديم خدمات إمداد واستقبال لـ “منظومة نقل الموارد المادية”، وأوضح أن قواته “تنفذ عمليات نقل المواد العسكرية، عبر البحرين (الأسود) و(المتوسط) على متن سفن الإنزال الكبيرة، وسفن أسطول الإسناد، أما نقل المعدات والموارد المادية ذات الاستخدام المزدوج، فقد تم إشراك سفن الأسطول المدني في نقلها”، ولهذا -بحسب مومينجانوف- أطلق (حلف الأطلسي) على عمليات الإمداد الروسية اسم (الإكسبرس السوري). ح – ق




المصدر